بوليفيا: اليمين يترقب عودته في انتخابات تطغى عليها أزمة اقتصادية

17 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 12:48 (توقيت القدس)
خلال الاستعدادات الفنية للانتخابات في لاباز، 16 أغسطس 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تشهد بوليفيا انتخابات حاسمة وسط أزمة اقتصادية حادة، مع تضخم سنوي يبلغ 25% ونقص في الدولار والوقود، حيث يسعى الناخبون لمعاقبة الحزب الحاكم منذ 2005.
- يتنافس المرشحان دوريا ميدينا وكيروغا على إحداث تغييرات اقتصادية جذرية، مع التركيز على تقليص الإنفاق العام وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة.
- رغم النمو الاقتصادي في عهد موراليس، تراجعت عائدات الغاز بسبب قلة الاستثمار، ويواجه البوليفيون نقصاً في العملات الأجنبية، مما أدى إلى احتجاجات شعبية ضد ارتفاع الأسعار.

يدلي الناخبون البوليفيون بأصواتهم، الأحد، في انتخابات أرخت بظلالها عليها أزمةٌ اقتصادية عميقة شهدت انهيار اليسار، فيما يترقب اليمين فرصته الأولى للعودة إلى السلطة بعد 20 عاماً. وتواجه بوليفيا الواقعة في منطقة الأنديس أسوأ أزمة منذ جيل، تنعكس في تضخم سنوي يقترب من 25%، ونقص حاد في الدولار والوقود.

وتظهر استطلاعات الرأي أنّ الناخبين يريدون معاقبة حزب الحركة نحو الاشتراكية (MAS)، الحاكم منذ 2005 عندما انتُخب إيفو موراليس أول رئيس من السكان الأصليين. ويُعد رجل الأعمال الوسطي-اليميني سامويل دوريا ميدينا، والرئيس اليميني السابق خورخي "توتو" كيروغا، الأوفر حظاً لخلافة الرئيس غير الشعبي لويس آرسي الذي لا يسعى لإعادة الترشح. وأظهرت الاستطلاعات تقارب دوريا ميدينا (66 عاماً) وكيروغا (65 عاماً) عند حوالى 20%، وخلفهما ستة مرشحين آخرين من بينهم رئيس مجلس الشيوخ اليساري أندرونيكو رودريغيز.

وستُجرى جولة إعادة في 19 أكتوبر/ تشرين الأول إذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة. وتعهد المرشحان الأوفر حظاً بإحداث تغييرات جذرية في النموذج الاقتصادي القائم على دور كبير للدولة، إذا ما فازا في الانتخابات. ويريدان تقليص الإنفاق العام وفتح البلاد أمام الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة التي تراجعت في عهد موراليس الذي يعتبر نفسه مناهضاً للرأسمالية والإمبريالية. كذلك، تُجرى الأحد انتخابات لشَغل كل مقاعد البرلمان بغرفتَيه.

ويقول محللون إنّ الانتخابات تُشبه انتخابات الأرجنتين عام 2023 عندما أطاح الناخبون الحزب اليساري البيروني الذي حكم لفترة طويلة، وانتخبوا المرشح الليبرتاري خافيير ميلي سعياً لوضع حد لأزمة عميقة. وقالت دانييلا أوسوريو ميشيل، المتخصّصة في العلوم السياسية البوليفية في المعهد الألماني للدراسات العالمية والإقليمية لوكالة فرانس برس "ما يبحث عنه الناس الآن، بعيداً عن التحول من اليسار إلى اليمين هو العودة إلى الاستقرار". وعلى عكس ميلي الذي كان مبتدئاً في السياسة، فإن دوريا ميدينا وكيروغا يخوضان رابع حملة رئاسية لهما.

فدوريا ميدينا، مليونير ووزير تخطيط سابق، جمع ثروته من خلال الاستثمار في قطاع الإسمنت قبل أن يبني أكبر ناطحة سحاب في بوليفيا ويحصل على امتياز برغر كينغ المحلي. ويُنظر إليه بوصفه معتدلاً، وقد تعهد وقف التضخم وإعادة الوقود والدولارات خلال 100 يوم، من دون خفض برامج مكافحة الفقر.

أما كيروغا الصريح في خطاباته والذي تدرب مهندساً في الولايات المتحدة، فشغل منصب نائب الرئيس خلال فترة الديكتاتور السابق هوغو بانزر بعد إصلاحاته، ثم شغل الرئاسة لفترة قصيرة عندما تنحى بانزر إثر إصابته بالسرطان في 2001. وقال في اليوم الأخير لحملته في لاباز الأربعاء "سنغيّر كل شيء، كل شيء تماماً بعد 20 سنة ضائعة".

وشهدت بوليفيا أكثر من عقد من النمو القوي وتحسّن وضع السكان الأصليين في عهد موراليس الذي أمّم قطاع الغاز واستخدم العائدات في برامج اجتماعية قلصت نسبة الفقر المدقع إلى النصف. لكن الاستثمار المحدود في التنقيب أدى إلى تراجع عائدات الغاز التي بلغت ذروتها في 2013 مع 6,1 مليارات دولار إلى 1,6 مليار دولار العام الماضي. وفيما لا يزال الليثيوم، المورد الرئيسي الآخر، غير مُستغل، وأوشكت العملات الأجنبية اللازمة لاستيراد الوقود والقمح والمواد الغذائية على النفاد. وخرج البوليفيون مراراً إلى الشارع احتجاجاً على ارتفاع الأسعار وطول طوابير الانتظار للحصول على الوقود والخبز والمواد الأساسية.

(فرانس برس)