بوريل: سببان لعدم التقدم في ليبيا وندعم منطقة آمنة حول محطة زابوريجيا النووية بأوكرانيا
عبّر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل، رداً على سؤال لـ"العربي الجديد" عن أسفه لعدم إحراز تقدم في الملف الليبي، وعزا ذلك إلى الانقسامات الليبية الداخلية ودعم دول مختلفة للأطراف الليبية.
وجاءت تصريحات المسؤول الأوروبي خلال مؤتمر صحافي عقده ليل الاثنين بتوقيت نيويورك في مقرّ المفوضية الأوروبية بمدينة نيويورك، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيعة المستوى، التي تبدأ أعمالها الثلاثاء، وتستمر حوالى أسبوع.
وقال بوريل حول ليبيا: "من المؤسف أنه ليس هناك جديد في ما يخص ليبيا. لا يمكننا اختراع (آليات) جديدة كل أسبوع. ما نحاول عمله استخدام الأدوات الموجودة وجعلها تعمل".
وأضاف أنّ "على الأمم المتحدة والمبعوث الخاص، العمل بتنسيق أقوى مع الاتحاد الأوروبي. لدينا مبعوثنا هناك، ولكن في ليبيا هناك حكومتان، وكل حكومة منهما تدعمها أطراف دولية مختلفة، وهذا يصعب العمل تحت تلك الظروف. نعمل ما بوسعنا، ولكن... ليبيا دولة غنية، وهذا تناقض، حيث إنّ ليبيا واحدة من الدول الغنية في العالم، ولكن بسبب عدم الاستقرار السياسي من الصعب محاولة دعمهم. للأسف ليس هناك أي جديد، ولا يمكن أن أكون متفائلاً جداً حول الوضع في ليبيا".
وتهرّب المفوض الأوروبي من الإجابة عن سؤال آخر لـ"العربي الجديد"، عن دور الدول الصناعية والغنية ومسؤوليتها في ما يخص التغيّر المناخي وعدم تحمّلها المسؤولية الكافية ودفع التعويضات والوفاء بتعهداتها للدول المتضررة من التغيّر المناخي في الجنوب العالمي، وبدلاً من الإجابة عن السؤال أخذ يجادل في مصطلح "الجنوب العالمي"، وهو مصطلح مستخدم في كل المجالات.
العقوبات الأوروبية تستهدف ما أسماه "اقتصاد الحرب الروسي" وليس الغذاء أو الزراعة
وحول لقاء وزراء الخارجية الأوروبيين الذي عُقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة، قال بوريل: "أتاح لنا الاجتماع الإمكانية الملائمة لتنسيق رسائلنا لبقية الدول المجتمعة في نيويورك. والجمعية العامة أهم منصة للتعددية الدولية، ومن أجل العمل على حل المشاكل التي تواجه العالم ونحن".
وقال: "سببت الحرب في أوكرانيا موجات من الصدمات حول العالم، ولا تعاني أوكرانيا وحدها من الحرب. يُقصَف الأوكرانيون بالصواريخ والمدافع. وبقية العالم يتأثر بارتفاع أسعار الطاقة والمشاكل الاقتصادية. ويمكن أن نقول إنّ الحرب تؤثر بالجميع، لا بأوكرانيا وحدها، بل هي تخصنا جميعاً. وهذا ما سنحاول شرحه (لبقية الدول) هنا في نيويورك".
وشدد بوريل على أنّ العقوبات الأوروبية تستهدف ما أسماه "اقتصاد الحرب الروسي"، لا الغذاء أو الزراعة. وأضاف: "عقوباتنا تنطبق على مواطني الاتحاد الأوروبي والفاعلين الأوروبيين، وعلى الأراضي الأوروبية، ولا توجد عقوبات تستهدف (تصدير) الأسمدة الروسية إلى دول ثانية (خارج الاتحاد). نحن مستمرون في استيراد السماد الروسي في إطار محدود. فإذاً كيف يمكننا أن نمنع توريد السماد الروسي إلى طرف ثالث؟".
وفصّل وزير خارجية الاتحاد الأوروبي القول: "من ناحية أخرى، هناك الكثير من الجهات التي تفضل عدم التعامل مع روسيا، وهذا خيارهم، وليس لأنهم مجبرون على ذلك، بل لأنهم لا يريدون ذلك... ولكن بسبب الشك في التعامل مع نظام يقتل مدنيين في دولة مجاورة".
ولفت بوريل إلى أنّ جميع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماعهم الذي سبق مؤتمره الصحافي، أكدوا استمرارهم "بمساعدة أوكرانيا للدفاع عن نفسها". وشدد على أنّ دول الاتحاد ستستمر بدعم أوكرانيا وتمويل إيصال الأسلحة "بشكل ناجح وفعال".
وأشار إلى نقاش دول الاتحاد لاقتراح "تأسيس بعثة معونة عسكرية، والعمل جارٍ، ونأمل أن نرى نتائج ملموسة قريباً". وقال إنّ الاتحاد "يدعم تأسيس منطقة آمنة حول محطة زابوريجيا النووية". واستبعد المسؤول الأوروبي أن يتحقق تقدم في الملف الإيراني خلال اجتماعات الجمعية العامة رفيعة المستوى.