بوريطة بعد لقائه لبيد يدعو إلى عودة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية

بوريطة بعد لقائه لبيد: المغرب يدعم عودة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية

11 اغسطس 2021
بوريطة ولبيد خلال لقائهما اليوم (Getty)
+ الخط -

أعلن وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة، مساء الأربعاء، في ختام مباحثاته مع نظيره الإسرائيلي يئير لبيد، عن دعم بلاده لعودة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين "باعتباره الحل الوحيد الذي يكفل ويضمن الأمن والاستقرار للجميع".

وقال بوريطة، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع وزير خارجية إسرائيل في مستهل زيارته الأولى إلى الرباط منذ استئناف العلاقات بين البلدين في ديسمبر/ كانون الأول الماضي: "المغرب كان دائماً مع العودة السريعة للمفاوضات المباشرة والجدية بما يفضي في النهاية إلى حل قائم على حل الدولتين بإقامة دولة فلسطينية"، لافتاً إلى أن العاهل المغربي محمد السادس "يدعو دوماً إلى الخروج من حالة الجمود لاستئناف مسار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

وبخصوص العلاقات الثنائية اعتبر بوريطة أن علاقة المغرب بالاحتلال الإسرائيلي "مميزة"، وأن "هناك آفاقاً واعدة للتعاون وطموح لإغنائها بالبعد الإنساني"، لافتاً إلى أن "الرافد العبري حاضر في دستور المملكة".

وقال بوريطة: "زيارتكم زيارة تاريخية ليس لأنها لأول مسؤول إسرائيلي إلى المغرب، لكن بالنظر إلى ما تحدثنا فيه من رغبة مشتركة وطموح لدفع العلاقات المشتركة نحو أفق أوسع في كل المجالات التي تهمنا، وكذلك فيما يتعلق برؤيتكم حول سلام في المنطقة قائم على مبادرة بناءة ورؤية إيجابية لمستقبل هذه المنطقة بما يضمن أمن واستقرار وازدهار شعوبها".

إلى ذلك، وقع المغرب والاحتلال الإسرائيلي، في ختام مباحثات وزيري خارجية البلدين مساء الأربعاء بالرباط، 3 اتفاقيات تعاون جديدة، في حين كشف وزير الخارجية المغربي عن وجود 10 اتفاقيات أخرى جاهزة للتوقيع مستقبلاً.

وتتعلق الاتفاقية الأولى بمذكرة تفاهم من أجل إحداث آلية للتشاور السياسي، تروم اكتشاف الأوجه المختلفة للتعاون، سواء أكان ذلك في الاقتصاد، أو إزاء مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية. أما الاتفاقية الثانية، فتخص مجال الثقافة والشباب والرياضة، فيما تتعلق الثالثة بتعزيز التعاون في مجال الطيران.

وكان لبيد قد وصل، صباح الأربعاء، إلى الرباط، في أول زيارة رسمية منذ إعلان استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، في 10 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، في وقت عبّر فيه مناهضو التطبيع عن رفضهم الزيارة، واصفين إياها بـ"المشؤومة".

وفيما ينتظر أن يتم يوم غد الخميس الافتتاح الرسمي لمكتب الاتصال الإسرائيلي بالعاصمة المغربية الرباط، بعد 20 سنة على إغلاقه، على خلفية تداعيات الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ستشهد الزيارة التي تأتي بعد 18 سنة من آخر زيارة لوزير خارجية إسرائيلي إلى المملكة المغربية، عقد اجتماعات بين مسؤولين مغاربة وأعضاء في الوفد الإسرائيلي.

وبحسب مصادر حكومية مغربية، فإن برنامج الزيارة يتضمن عقد مباحثات بين مسؤولين إسرائيليين ووزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي المغربية، ومسؤولين بوزارة الصحة المغربية، للتباحث بشأن مواجهة تداعيات فيروس كورونا. في حين تأكد أن الاجتماع الذي كان يفترض أن يجمع بين وزير الشغل محمد أمكراز، المنتمي إلى حزب "العدالة والتنمية"، قائد الائتلاف الحكومي الحالي في المغرب، مع وزير الرفاه والخدمات الاجتماعية الإسرائيلي، سيقوده الكاتب العام للوزارة، بعد اعتذار الوزير عن الاجتماع بدعوى أنه في عطلة، في حين ربط مراقبون الاعتذار بتفادي الإحراج وبالموقف الذي عبّر عنه رئيس الحكومة سعد الدين العثماني الذي كان قد كشف لـ"التلفزيون العربي" أنه لن يلتقي لبيد، وأن لقاءه معه "غير مبرمج".

غضب مناهضي التطبيع في المغرب

من جهة أخرى، أثارت زيارة رئيس الدبلوماسية الإسرائيلية إلى الرباط غضب مناهضي التطبيع في المملكة، حيث اعتبر رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع مع إسرائيل، أحمد ويحمان، الزيارة "سقطة أخرى من السقاطات التي ميزت الديبلوماسية المغربية تحت إشراف الوزير ناصر بوريطة منذ إعلانه في لقائه مع منظمة (أيباك) بأنه سيذهب بالعلاقات مع الكيان الصهيوني إلى أبعد الحدود، وهو ما يخالف موقف الشعب المغربي قاطبة، الذي عبر عنه مرارا في مسيرات مليونية في العاصمة المغربية وفي مدن أخرى، بأن فلسطين أمانة والتطبيع خيانة".

وقال ويحمان، في تصريحات لـ"العربي الجديد": "محاولة فرض التطبيع على الشعب المغربي فرضاً أمر خطير جداً قد يؤدي إلى حدوث شرخ بين الدولة والشعب، وفي حال استمراره، لا قدر الله، ستنجح عنه عواقب وخيمة جراء الانقلاب على الثوابت الوطنية والإجماع الوطني، وهو الانقلاب الذي يقوده الوزير بوريطة وثلة من السفراء في وقت تشير الوقائع التاريخية إلى أنه كلما حل التطبيع في منطقة إلا وتبعه خلال ومصائب".

من جهتها، وصفت السكرتارية الوطنية لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين الزيارة بأنها "مشؤومة" و"مرفوضة وتعد إساءة في حق المغرب والمغاربة وطعناً في حق فلسطين وشعبها الصامد".

واعتبرت، في بيان وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه، أن "أي ربط لقضيتنا الوطنية، الصحراء المغربية، بكيان الاحتلال الصهيوني العنصري يعد إساءة لها ولتضحيات المغاربة لتحريرها وتنميتها وإهانة لشهداء الجيش المغربي في الصحراء وفي مختلف الجبهات مع العدو الصهيوني، وعلى رأسهم الشهيد العقيد عبد القادر"، مشيرة إلى أنه "لا يمكن لأي لغو، أياً كان، أن ينطلي على المغاربة الذين اعتبروا دوماً قضية فلسطين ومسرى رسولهم قضية وطنية مثلها مثل الصحراء تماماً".

المساهمون