بوتين يوقّع رسمياً على ضمّ أراضٍ أوكرانية إلى روسيا

بوتين يوقّع رسمياً على ضمّ أراضٍ أوكرانية إلى روسيا

30 سبتمبر 2022
أكد بوتين أن روسيا لا تسعى لإحياء الاتحاد السوفييتي (رويترز)
+ الخط -

في مراسم أقيمت في الكرملين، اليوم الجمعة، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اتفاقيات الانضمام إلى روسيا مع رئيسي "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين" المعلنتين من طرف واحد وغير المعترف بهما دوليا، ورئيسي الإدارتين العسكرية - المدنية في مقاطعتي خيرسون وزابوروجيا دينيس بوشيلين وليونيد باسيتشنيك وفلاديمير سالدو ويفغيني باليتسكي، ككيانات إدارية على أثر الاستفتاءات أحادية الجانب التي جرت في المقاطعات الأوكرانية الأربع. 

وجاء التوقيع بعد ثلاثة أيام من الانتهاء من "استفتاءات" نظمها الكرملين بشأن الانضمام إلى روسيا، والتي رفضتها كييف والغرب. ويمثل هذا الإجراء تصعيدا حادا في الصراع المستمر منذ سبعة أشهر في أوكرانيا.

وقال بوتين، في خطاب متلفز من الكرملين خلال حفل للإعلان رسميا عن ضمّ أربع مناطق أوكرانية تحتلها موسكو: "ندعو نظام كييف إلى التوقف فورا عن القتال ووقف جميع الأعمال العدائية والعودة إلى طاولة المفاوضات".

وحذّر الغرب من أن سكان المناطق الأوكرانية الأربع التي تحتلها موسكو هم "مواطنونا إلى الأبد"، وأضاف "أريد أن أقول ذلك لنظام كييف وأسياده في الغرب: سكان لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا سيصبحون مواطنينا إلى الأبد".

وذكر أن سكان هذه المناطق اتخذوا "خيارا لا لبس فيه" بالانضمام إلى روسيا، نافيًا سعيه لإحياء الاتحاد السوفييتي.

وأغلب التقديرات تشير إلى أن الاستفتاءات "أفقدت" أوكرانيا نحو 20 في المائة من أراضيها. وقوبلت تلك الاستفتاءات التي أجرتها موسكو في تلك المناطق بتنديد دولي واسع وعدم اعتراف.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس الخميس، أمام الصحافيين، أن قيام روسيا بضم مناطق أوكرانية "لا مكان له في العالم المعاصر"، وقال إنّ "أي قرار بتنفيذ عملية ضم المناطق الأوكرانية في دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا لن تكون له أي قيمة قانونية ويستحق الإدانة (...) إنه تصعيد خطير. هذا الأمر لا مكان له في العالم المعاصر".

وفي كلمته التي ألقاها أمام أعضاء الجمعية الفدرالية الروسية وكبار المسؤولين الروس، قال بوتين إن بلاده "ستدافع عن أراضيها الجديدة بكل الوسائل المتاحة لها"، وهي تصريحات قد تشير إلى تصعيد.

واتهم الرئيس الروسي الدول الغربية بالسعي لتحول روسيا إلى "مستعمرة"، مشيرًا إلى أن "الأمر نابع من الأنانية بهدف المحافظة على قوتها (أي الدول الغربية) غير المحدودة. هذه هي الأسباب الحقيقية لهذه الحرب الهجينة التي يشنها الغرب ضدنا.. يريدون جعلنا مستعمرة".

وكان بوتين قد وقع مرسوماً نشر ليل الخميس - الجمعة يعترف بـ"استقلال" مقاطعتي خيرسون وزابوريجيا الخاضعتين لسيطرة الجيش الروسي في أوكرانيا.

وسيجتمع مجلسا البرلمان الروسي الذي يسيطر عليه الكرملين، والذي يقر موقف الحكومة غالبا، الأسبوع المقبل، للتصديق على معاهدات انضمام هذه المناطق إلى روسيا وإرسالها إلى بوتين للحصول على موافقته.

في سياق آخر، حمل بوتين الغرب المسؤولية عن إلحاق أضرار بأنابيب خطي "السيل الشمالي-1" و"السيل الشمالي-2" لنقل الغاز الروسي إلى ألمانيا، معتبرا أن الغرب لم يعد يكفيه ضغط العقوبات على روسيا، فانتقل إلى الأعمال التخريبية. 

وقال: "الأنغلوساكسونيون لا تكفيهم العقوبات، فانتقلوا إلى أعمال تخريبية، وهذه حقيقة مدهشة، عن طريق تنظيم تفجيرات بخطوط الغاز الدولية لـ(السيل الشمالي) الممتدة في قاع بحر البلطيق، وانتقلوا فعليا إلى تدمير البنية التحتية لعموم أوروبا في مجال الطاقة". 

بوتين يسهّل منح الجنسية لمن ينضم للجيش الروسي

وقّع الرئيس الروسي على مرسوم يسهّل منح الأجانب الجنسية الروسية إذا انضموا إلى الجيش، بناء على مرسوم نشرته الحكومة، اليوم الجمعة.

وجاء في الوثيقة أنه سيحق للأجانب المرور بعملية تسرّع طلبهم، إذا خدموا في الجيش الروسي لمدة ستة أشهر على الأقل، أو تعرّضوا لإصابة قبل مرور هذه المدة تجعل مواصلة القتال أمراً مستحيلاً بالنسبة إليهم.

بوتين للروس من الساحة الحمراء: "النصر سيكون لنا"

كما أكد الرئيس بوتين، اليوم الجمعة، أن روسيا ستحقق "النصر" في النزاع مع أوكرانيا، وذلك خلال حفل موسيقي في الساحة الحمراء في وسط موسكو احتفالاً بضم أربع مناطق أوكرانية.

وقال الرئيس الروسي على وقع تصفيق آلاف من أنصاره: "النصر سيكون لنا". وأضاف مخاطباً سكان المناطق التي تم ضمها: "أهلا بكم في الوطن"، معتبراً أن هؤلاء "عادوا إلى وطنهم التاريخي".

وأكد من على منصة أقيمت خصيصاً للمناسبة عند جدار الكرملين أن "روسيا لا تفتح أبوابها فحسب لهؤلاء، بل تفتح قلبها".

وأفاد مراسل فرانس برس بأنه تم رفع العديد من الأعلام الروسية، ووضع بعض المشاركين على جبهاتهم عصباً باللونين الأسود والبرتقالي، ترمز إلى انتصار الجيش الأحمر على ألمانيا النازية.

كذلك، نُصب العديد من الشاشات العملاقة ومكبرات الصوت للسماح للحاضرين بمتابعة خطاب الرئيس الروسي وعروض يقدمها كثير من نجوم الموسيقى الروسية. وقال بوتين: "لقد صرنا أقوى لأننا معاً".

وأشار إلى "يوم خاص، تاريخي، (يوم) حقيقة وعدالة" في وقت "يدافع (الجنود الروس) ببطولة عن خيار الناس" في أوكرانيا.

وأضاف: "سنبذل كل ما هو ممكن لدعم إخواننا وأخواتنا في زابوريجيا وخيرسون ولوغانسك ودونيتسك، لتحسين أمنهم وإحياء الاقتصاد والبناء"، وذلك بعد ساعات من توقيعه رسمياً ضم المناطق المذكورة خلال حفل في الكرملين.

وأثارت هذه الخطوة تنديداً شديداً من جانب كييف وحلفائها الغربيين، فيما وصفها حلف شمال الأطلسي بأنها "غير شرعية"، وأكدت دول مجموعة السبع أنها "لن تعترف أبداً بالضم المزعوم".