استمع إلى الملخص
- دعا الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى رد حازم من حلفائه على تهديدات بوتين، بينما تعرضت منشآت الطاقة الأوكرانية لهجمات روسية مكثفة، وزادت الهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيرة من حدة التوتر.
- تستعد إدارة بايدن لتقديم حزمة أسلحة بقيمة 725 مليون دولار لدعم أوكرانيا، تشمل أسلحة مضادة للدبابات وطائرات مسيرة، في ظل المكاسب الميدانية الروسية.
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس، أنّ موسكو قد تضرب العاصمة الأوكرانية بصاروخها الجديد "أوريشنيك" فرط الصوتي، فيما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاء بلاده إلى "ردّ حازم" على "ابتزاز" نظيره الروسي. وفي مؤتمر صحافي في أستانا عاصمة كازاخستان، قال بوتين: "لا نستبعد استخدام أوريشنيك ضدّ المنشآت العسكرية ومنشآت الصناعة العسكرية أو مراكز صناعة القرار، بما في ذلك في كييف".
وأعلن الرئيس الروسي في وقت سابق اليوم أنّ هيئة الأركان العامة ووزارة الدفاع الروسيتين تضعان قائمة الأهداف في أوكرانيا لضربها بصواريخ باليستية فرط صوتية على غرار صاروخ "أوريشنيك" الذي استخدم لأول مرة في الأسبوع الماضي لاستهداف مجمع صناعات حربية في مقاطعة دنيبرو الأوكرانية. ولم يستبعد بوتين خلال جلسة مجلس الأمن الجماعي التابع لمنظمة الأمن الجماعي، التي تضم عدداً من الجمهوريات السوفييتية السابقة، أن قائمة الأهداف قد تضم مراكز صنع قرار في العاصمة الأوكرانية، لافتا إلى استمرار ما قال إنها محاولات كييف شن ضربات على مواقع ذات أهمية حيوية في موسكو وسانت بطرسبرغ.
ووصف بوتين خلال الاجتماع المنعقد في أستانا، عاصمة جمهورية كازاخستان، الحكام الحاليين في كييف بأنهم "مغتصبو السلطة"، نظراً لانتهاء ولاية الرئيس فولوديمير زيلينسكي في مايو/ أيار الماضي، وعزوفه عن إجراء انتخابات رئاسية جديدة بذريعة حالة الحرب. وأضاف: "لا شرعية لهم اليوم، ومن وجهة النظر القانونية لا يحق لهم حتى إصدار أوامر للقوات المسلحة".
وأوضح أن روسيا تتوفر لديها بضع منظومات على غرار "أوريشنيك" جاهزة للاستخدام، واصفا قوتها بأنها قريبة من قوة السلاح النووي. وتابع قائلاً: "في حال شن ضربة مكثفة باستخدام هذه الصواريخ، أي بضعة صواريخ أوريشنيك دفعة واحدة، فيمكن مقارنة قوة هذه الضربة باستخدام السلاح النووي".
وتشير البيانات الواردة على مواقع حكومية روسية إلى أن صاروخ "أوريشنيك" بنسخته النووية قادر على حمل ذخيرة بقوة إجمالية 900 كيلوطن، أي ما يفوق قوة الهجوم النووي الأميركي على مدينة هيروشيما اليابانية في عام 1945، بمقدار 45 ضعفاً. وجاء تهديد بوتين بعد أسبوع من اختبار الصاروخ للمرة الأولى ضدّ مدينة دنيبرو الأوكرانية، في تصعيد كبير للحرب المستمرّة منذ حوالي ثلاث سنوات. وأضاف الرئيس الروسي أنّ "السلطات في كييف تواصل اليوم محاولاتها لضرب منشآتنا الحيوية، بما في ذلك في سان بطرسبرغ وموسكو".
زيلينسكي يدعو الى "رد حازم" على "ابتزاز" بوتين
كما اعتبر رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك الذي تدعم بلاده كييف، أن تهديدات بوتين أظهرت "ضعفه" أكثر من أي شيء آخر. ورداً على سؤال حول هذا التهديد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السويدي أولف كريسترسون قال توسك إنّ "استخدامه (بوتين) في كثير من الأحيان للغة التهديد تشهد على ضعفه وليس قوته".
ميدانياً، أعلنت كييف، صباح اليوم الخميس، عن "هجوم معاد ضخم" يستهدف منشآت الطاقة الأوكرانية، وذلك بعدما أصدر الجيش الأوكراني إنذاراً جوياً إثر رصد صواريخ باليستية أطلقتها روسيا باتجاه مناطق أوكرانية مختلفة. وأوردت وزارة الطاقة على موقع فيسبوك، أنه "مرة جديدة، يتعرض قطاع الطاقة لهجوم معاد ضخم، تنفذ هجمات على منشآت للطاقة في أنحاء أوكرانيا"، فيما أوضحت الشركة المشغلة للكهرباء عن "انقطاعات طارئة للتيار" ولا سيما عن كييف وأوديسا ودنيبرو.
وكان سلاح الجو الأوكراني قد أفاد عبر تطبيق تليغرام بأنّه "تم إعلان حالة التأهب للغارات الجوية في جميع أنحاء أوكرانيا بسبب تهديد صاروخي"، مشيراً إلى أنّه رصد صواريخ باليستية روسية أُطلقت خصوصاً باتجاه أوديسا (جنوب)، وكيروفوغراد (وسط)، وخيرسون (شرق)، وميكولايف (جنوب).
إلى ذلك، قال فينيامين كوندراتييف، حاكم كراسنودار بروسيا، عبر "تليغرام" إن طائرات مسيّرة أوكرانية هاجمت المنطقة في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس. وأضاف كوندراتييف أن شخصاً أُصيب بسبب حطام إحدى المسيّرات التي جرى إسقاطها. وتوعدت روسيا، الثلاثاء، أوكرانيا بـ"ردّ"، إثر توجيه الجيش الأوكراني في الأيام الأخيرة ضربتين جديدتين ضد الأراضي الروسية باستخدام صواريخ أتاكامس الأميركية. وقصفت روسيا وسط أوكرانيا الأسبوع الفائت بصاروخ باليستي جديد متوسط المدى فرط صوتي، وتوعدت موسكو كييف بزيادة هذا النوع من الضربات إذا واصلت استخدام الصواريخ الغربية لاستهداف الأراضي الروسية.
وهدد بوتين بضرب الدول التي تزود الأوكرانيين بهذه الصواريخ، معتبراً أن الحرب في أوكرانيا اتخذت "طابعاً عالمياً". ويأتي ذلك رداً على ضرب كييف أهدافاً عسكرية في الأراضي الروسية بصواريخ "أتاكامس" الأميركية وستورم شادو البريطانية التي يتخطى مداها بضع مئات من الكيلومترات.
إدارة بايدن تجهز حزمة أسلحة لتقديمها إلى أوكرانيا
وقال مسؤولان أميركيان، أمس الأربعاء، إنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تجهز حزمة أسلحة بقيمة 725 مليون دولار لتقديمها إلى أوكرانيا. ويأتي ذلك في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس المنتهية ولايته إلى دعم حكومة كييف قبل أن يغادر منصبه في يناير/ كانون الثاني المقبل.
وبحسب مسؤول مطلع، تخطط إدارة بايدن لتوفير مجموعة متنوعة من الأسلحة المضادة للدبابات من المخزونات الأميركية لصد القوات الروسية المتقدمة. وستشمل الأسلحة ألغاماً أرضية وطائرات مسيّرة وصواريخ ستينغر وذخائر لأنظمة راجمات الصواريخ هيمارس.
ووصلت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، الأسبوع الفائت، إلى أخطر مراحلها حتى الآن، وسط تصعيد ميداني وعسكري واستراتيجي وسياسي غير مسبوق، حيث تتوالى الأنباء من واشنطن عن رغبة إدارة بايدن، قبل مغادرتها السلطة، قلب المعادلة الميدانية وتمكين كييف من تحقيق خرق كبير على الأرض، تمهيداً لأي مفاوضات سياسية مقبلة مع موسكو. ويأتي هذا التحول قبل شهرين من تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه، حيث تعهد بالحد من الدعم الإضافي لأوكرانيا.
في السياق، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن على أوكرانيا أن تفكر في خفض سن الخدمة العسكرية لجنودها من 25 إلى 18 عاماً، وهو ما يشكل ضغوطا على كييف لتعزيز قواتها المقاتلة في الحرب ضد روسيا. وفي حديث للصحافيين، أمس الأربعاء، قال المسؤول إن أوكرانيا لا تقوم بتعبئة أو تدريب عدد كاف من الجنود الجدد ليحلوا محل أولئك الذين فقدتهم في ساحة المعركة. وأضاف: "الحاجة الآن هي للأفراد... وفي الواقع فإن الروس يحرزون تقدما مطردا في الشرق، وقد بدأوا في دفع الخطوط الأوكرانية إلى الوراء في كورسك... إن التعبئة والمزيد من الأفراد من الممكن أن يحدثا فرقا كبيرا في هذا التوقيت".
وقال محللون ومدونو حرب هذا الأسبوع إن القوات الروسية تحقق مكاسب في أوكرانيا بأسرع وتيرة منذ الأيام الأولى للغزو عام 2022، وإنها سيطرت على منطقة تعادل نصف مساحة لندن خلال الشهر الماضي. وفي إبريل/ نيسان الفائت، وقع زيلينسكي على قانون لخفض سن التعبئة للخدمة العسكرية من 27 إلى 25 عاما، ما عزز عدد المدنيين الذين يمكن أن يقوم الجيش بتعبئتهم للقتال في ظل الأحكام العرفية المفروضة منذ أن شنت روسيا غزوها الشامل على البلاد في فبراير/ شباط 2022.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)