بوتين يعرض على واشنطن تبادل "ضمانات بعدم التدخل" في الانتخابات

بوتين يعرض على واشنطن تبادل "ضمانات بعدم التدخل" في الانتخابات

25 سبتمبر 2020
يأتي الاقتراح بوقت تواجه موسكو شبهات حول تسميم المعارض نافالني (فرانس برس)
+ الخط -

بين عرض ضمانات بعدم التدخل الانتخابي وطرح اتفاق دولي ضدّ الاستخدام العدائي للتكنولوجيات الحديثة، قدّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقتراحات لواشنطن على مشارف الانتخابات الرئاسية الأميركية، ولكن في مجال تبدو فيه موسكو كصاحبة سوابق.

وتأتي هذه الاقتراحات أيضاً في وقت تواجه السلطات الروسية شبهات غربية في قضية تسميم المعارض البارز للكرملين أليكسي نافالني في آب/أغسطس، وهي اتهامات تنفيها موسكو وتعتبر أنّها "زائفة". وعرض الرئيس الروسي على واشنطن، في إعلان نشره الكرملين الجمعة، "تبادل ضمانات بعدم التدخل، بما في ذلك في العمليات الانتخابية، خاصة عبر استخدام تكنولوجيا المعلومات والتواصل".

ويتطلع هذا الاقتراح المقدّم قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، إلى العمل حول اتفاق عالمي لمواجهة الاعتداءات التي تستخدم تلك التكنولوجيات.

وكتب بوتين في إعلانه: "من التحديات الاستراتيجية الكبرى في العالم المعاصر خطر مواجهة واسعة النطاق في المجال الرقمي. وتقع مسؤولية خاصة في تفاديها على الأطراف الرئيسية في الأمن العالمي في مجال المعلومات". وقال: "وإذ أخاطب الدول كافة، بينها الولايات المتحدة، أقترح التوصل إلى اتفاق دولي تلتزم فيه الدول سياسياً بعدم توجيه ضربة تستخدم تكنولوجيا المعلومات والتواصل".

وتلا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الإعلان عبر التلفزيون، بينما كان بوتين يتوجه لحضور المناورات العسكرية "قوقاز-2020" في جنوب البلاد، والتي يشارك فيها آلاف الجنود وعدد من الدول الحليفة، بينها الصين. وذكر الإعلان: "دعونا لا نكون أسرى خلافاتنا".

وتواجه روسيا منذ سنوات اتهامات باستخدام قراصنة معلوماتيين، وبث معلومات كاذبة على مواقع التواصل للتأثير على العمليات الانتخابية في الغرب.

وموسكو متهمة تحديدا بشن حملة، دعماً لترشيح دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، ما ساهم في فوزه.

موسكو متهمة تحديدا بشن حملة، دعما لترشيح ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، ما ساهم في فوزه

 

وسبق لباريس أن اتهمت روسيا بالسعي إلى التأثير على حملة الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، بينما تدور شبهات حول تدخّلها في المملكة المتحدة إبّان استفتاء بريكست.

كما توجه اتهامات إلى الكرملين بالسعي للتأثير على حملة الانتخابات الأميركية الجارية حاليا، والتي يتنافس فيها ترامب مع المرشح الديمقراطي جو بايدن.

وقال سيرغي لافروف خلال الأسبوع الحالي لوكالة تاس: "لا نريد حقاً أن تكون دولة كبيرة دولياً على غرار الولايات المتحدة في أزمة".

 بيلاروسيا ونافالني

وسبق لعدد من الكيانات والأفراد الروس أن جرى استهدافهم بعقوبات أميركية في غضون السنوات الأخيرة، خاصة بسبب مساعي التدخل المرتبطة بأجهزة الاستخبارات الروسية أو بشخصيات متهمة بقيادة هذه المساعي مثل الملياردير يفغيني بريغوجين.

وتحرّكت في هذا السياق عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي. وسبق لمجموعات فيسبوك وتويتر وغوغل ومايكروسوفت أن أعلنت إحباط هجمات إلكترونية وتفكيك حملات تضليلية كانت تقاد من الخارج، بخاصة من روسيا.

وتتهم روسيا بتحريك قراصنة معلوماتيين استهدفوا عددا من المؤسسات الغربية، مثل البرلمان الألماني ومكتب المستشارة أنغيلا ميركل. وينفي الكرملين مجمل هذه الاتهامات، متهماً بدوره الأوروبيين والأميركيين بقيادة حرب على موسكو تقوم على التضليل الإعلامي. وآخر أمثلة الكرملين على ذلك قضية تسميم المعارض أليكسي نافالني.

وكان مدير الاستخبارات الخارجية الروسية اتهم الولايات المتحدة بالتحريض على حملة الاحتجاجات الحالية على الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو.

(فرانس برس)

 

المساهمون