بوتين يبلغ نتنياهو باستعداده للتوسط بين إسرائيل وإيران

13 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 14 يونيو 2025 - 01:45 (توقيت القدس)
بوتين ونتنياهو خلال لقاء جمعهما في الكرملين، 30 يناير 2020 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده للتوسط بين إسرائيل وإيران بعد الهجوم الإسرائيلي على مواقع إيرانية، مشدداً على أهمية الحل الدبلوماسي لتجنب التصعيد.
- أجرى بوتين اتصالاً مع الرئيس الإيراني، معبراً عن تضامن روسيا مع إيران، بينما أكد الرئيس الإيراني أن بلاده سترد على العدوان الإسرائيلي وتقديم تطمينات دولية بشأن برنامجها النووي.
- حذر خبراء روس من أن التصعيد قد يؤدي إلى حرب كبرى، مشيرين إلى أن الهجمات الإسرائيلية تستهدف المنشآت فوق الأرض دون القدرة على تدمير المنشآت المحصنة.

ذكر الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، باستعداده للتوسط بين تل أبيب وطهران، وذلك في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران فجر اليوم الجمعة، والذي استهدف مواقع نووية ومقار عسكرية، ما أسفر عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين.

وأبلغ الرئيس الروسي، نتنياهو، بأن القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني يجب حلها من خلال الدبلوماسية، معرباً عن "استعداده لأداء دور وسيط بهدف تفادي تصعيد جديد في التوترات"، ومحذراً من "خطر.. التداعيات المدمرة على كامل المنطقة"، بحسب بيان الكرملين.

إلى ذلك، أجرى بوتين، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، حول العدوان الإسرائيلي على إيران. وقال بزشكيان للرئيس الروسي إن "الكيان الصهيوني سيتلقى حتماً رداً مناسباً"، مؤكداً أن عدوانه يتنافى مع القوانين الدولية. من جهته، أدان بوتين الهجمات الإسرائيلية على إيران، معزياً باستشهاد عدد من المواطنيين الإيرانيين وقادة عسكريين وعلماء نوويين، ومعلناً تضامن بلاده مع إيران، وفق التلفزيون الإيراني.

وقال الرئيس الروسي لنظيره الإيراني إنه أبلغ قادة إسرائيل بمخاوفه من هذه الاعتداءات، مضيفاً أن "اعتداءات إسرائيل مدانة وانتهاك صارخ للقواعد الدولية"، في حين شدد بزشكيان على أن بلاده لطالما أكدت أنها لا تسعى إلى صناعة السلاح النووي وأنها مستعدة لتقديم تطمينات بشأن ذلك إلى المرجعيات الدولية.

ويوضح رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، الأستاذ الزائر في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، مراد صادق زاده، أن روسيا معنية باستقرار الأوضاع في إيران وإسرائيل في آن معاً، قائلاً في تعليق لـ"العربي الجديد": "تتابع القيادة الروسية تطورات التصعيد الإسرائيلي الإيراني أولاً بأول، وتدعو إلى التسوية السلمية. إيران أحد الشركاء التاريخيين الاستراتيجيين لروسيا في المجالين السياسي والاقتصادي، ولذلك ترفض الهجوم الإسرائيلي عليها بمباركة الغرب واتّباعه سياسات الكيل بمكيالين". ومع ذلك، يلفت صادق زاده إلى أن "موسكو معنية أيضاً باستقرار الأوضاع في إسرائيل والمنطقة عموماً نظراً للتنمية المضطردة للعلاقات مع دولها".

من جهته، حذر كبير الباحثين بمعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فلاديمير ساجين، من أن يشكل التصعيد الراهن بداية لحرب كبرى بين إيران وإسرائيل باستخدام الطيران والصواريخ والمسيرات بلا عمليات برية كلاسيكية. ونقلت صحيفة فزغلياد الإلكترونية الموالية للكرملين عن ساجين قوله: "لن تُنزل إسرائيل قواتها البرية في إيران، حيث لن تحقق نجاحاً. إيران ليست العراق. يقتصر الأمر على شن ضربات جوية قوية".

وأوضح أن إيران تملك نحو 30 موقعاً نووياً رئيسياً، منها التي تجري فيها عمليات تخصيب اليورانيوم، وتتركز تلك في نطنز وفوردو على أعماق تصل إلى 800 متر تحت سطح الأرض. وأضاف: "لا تملك إسرائيل قنابل غير نووية قادرة على إصابة هذه الأهداف. لا تملكها سوى الولايات المتحدة، وتزن كل قنبلة ما بين 12 و15 طناً، ولا يمكن شن ضربة سوى من متن القاذفات الاستراتيجية الأميركية من طراز بي-2 سبيريت والتي لا تتوفر بين أيدي إسرائيل". وخلص ساجين إلى أن إسرائيل قادرة على فرملة لا وقف البرنامج النووي الإيراني عبر إلحاق أضرار كبيرة بالمنشآت الإيرانية الواقعة فوق سطح الأرض دون أن تتمكن من تدمير أجهزة الطرد المركزي الجاري فيها تخصيب اليورانيوم.

وكان بوتين وبزشكيان قد وقعا أثناء زيارة هذا الأخير إلى موسكو في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي ينص البند 3 من مادتها الثالثة على أنه في حال تعرض أي من طرفيها لعدوان، فعلى الطرف الثاني "ألا يقدم للمعتدي أي عون عسكري أو غيره من العون الذي من شأنه الإسهام في مواصلة العدوان، بل يسهم في تسوية الخلافات الناشبة في إطار ميثاق الأمم المتحدة وغيره من أحكام القانون الدولي"، مما لا يضع على عاتق روسيا أي التزامات أمنية تجاه إيران.

وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، نددت وزارة الخارجية الروسية بالضربات الإسرائيلية على إيران ووصفتها بأنها "غير مقبولة" و"غير مبررة". وأعلنت الخارجية الروسية في بيان أن "الضربات العسكرية غير المبررة على دولة ذات سيادة عضو في الأمم المتحدة ومواطنيها ومدن مسالمة نائمة ومنشآت نووية ومنشآت للطاقة غير مقبولة إطلاقاً".

وكان برنامج إيران النووي في صلب الهجمات الإسرائيلية، حيث جرى استهداف منشآت نووية واغتيال علماء نوويين إيرانيين، وذلك تنفيذاً لتهديدات إسرائيلية متواصلة منذ أشهر بضرب هذا البرنامج. وجاءت الهجمات الإسرائيلية في خضم المفاوضات الإيرانية الأميركية بواسطة عمان بشأن الملف النووي الإيراني؛ وقبل يومين من عقد جولتها السادسة الأحد المقبل.

واغتالت إسرائيل في هجماتها اليوم ستة علماء نوويين إيرانيين، فيما كانت أهم المنشآت النووية المستهدفة منشأة نطنز، ومنشأة فوردو، ومفاعل طهران، ومفاعل بوشهر، ومفاعل خنداب (أراك)، وموقع أصفهان النووي أو مركز معالجة اليورانيوم (UCF).