بوتين يؤكد استعداده للتفاوض مع ترامب بشأن أوكرانيا

24 يناير 2025
خلال لقاء بوتين وترامب في أوساكا باليابان، 28 يونيو 2019 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد للقاء نظيره الأميركي دونالد ترامب لمناقشة الأزمة الأوكرانية، بينما ترفض كييف أي مفاوضات دون مشاركتها، خوفاً من التنازل عن أراضٍ لروسيا.
- الكرملين يطالب أوكرانيا بالاستسلام والتراجع عن الانضمام لحلف الناتو، بينما دعا ترامب إلى خفض أسعار النفط كوسيلة للضغط على روسيا، لكن بوتين حذر من تأثير ذلك على واشنطن وموسكو.
- وزارة الدفاع الروسية تعلن تقدم قواتها في دونيتسك واستمرار الضربات على كييف، بينما ترد أوكرانيا بهجمات بطائرات مسيرة، وتدعو موسكو لمفاوضات لنزع السلاح النووي.

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، أنه مستعد لمفاوضات مع نظيره الأميركي دونالد ترامب بشأن أوكرانيا، غداة دعوة الأخير إلى عقد اجتماع فوري بينهما، لكن لم تضع موسكو ولا واشنطن جدولاً زمنياً لهذا اللقاء المرتقب. من جهتها، رفضت كييف أي مفاوضات "في غياب أوكرانيا".

وقال بوتين: "لن أخوض في تفاصيل الأمر، لكنني سأقول إن الرئيس الحالي مستعد للعمل معاً". وأضاف: "لقد قلنا دائماً، وأريد أن أؤكد ذلك مجدداً، أننا مستعدون لهذه المفاوضات بشأن أوكرانيا"، وذلك بعدما أعلن الكرملين، الجمعة، أن الرئيس الروسي "مستعد" للتحادث مع ترامب. في المقابل، قال رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندريه يرماك عبر "تليغرام" إن بوتين يريد "التفاوض على مصير أوروبا من دون أوروبا. يريد التحدث عن أوكرانيا من دون أوكرانيا. هذا الأمر لن يحصل. على بوتين نفسه أن يعود إلى الواقع أو سيُعاد إلى الواقع".

وتراقب موسكو وكييف وحلفاؤهما الموقف الذي سيتبناه ترامب بشأن النزاع الأوكراني الذي أكد مراراً أنه يريد إنهاءه من دون أن يكشف نياته. ويُنظر إلى اللقاء بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين الذي يجرى التحدث عنه منذ مدة طويلة، ولكنه لم يتحقق بعد، على أنه خطوة مهمة.

وأوضح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين أن "بوتين مستعد (للقاء). وننتظر إشارات" من الولايات المتحدة. وأضاف: "يصعب التنبؤ في هذا الأمر"، معيداً الكرة الى ملعب البيت الأبيض. ولم يقدم أي تفصيل حول التوقيت المحتمل للمحادثات أو طبيعة هذه الإشارات، فيما أكد ترامب، الخميس، أنه مستعد للقاء فوري مع بوتين.

وقال لصحافيين في المكتب البيضوي: "أعتقد، من خلال ما أسمعه، أن بوتين يريد لقائي، يمكن أن نلتقي في أقرب وقت ممكن. يمكن أن ألتقيه على الفور". وأضاف: "مع كل يوم تأجيل (لهذا اللقاء)، يُقتل جنود في ساحة المعركة"، معتبراً أنها "حرب عبثية". وأشار إلى أن "الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مستعد للتفاوض على اتفاق".

وأكد بوتين، الجمعة، أن اندلاع "الأزمة في أوكرانيا" العام 2022، في إشارة الى تاريخ اندلاع النزاع، كان يمكن تجنبه لو كان دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة في ذلك الوقت. وتخشى أوكرانيا أن ترغم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات في موقف غير مؤات لأنها تواجه صعوبات على الجبهة، وأن تضطر إلى التنازل عن الأراضي التي تحتلها روسيا. وأثار فولوديمير زيلينسكي، الذي كان رافضاً أي مفاوضات مع موسكو، هذا الاحتمال أخيراً في مناسبات عدة. لكنه يطلب ضمانات أمنية متينة من الغربيين.

من جانبه، يطالب الكرملين باستسلام أوكرانيا وبأن تتراجع عن رغبتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن تحتفظ روسيا بالأراضي الأوكرانية التي ضمتها، وهي شروط تعتبرها كييف غير مقبولة. ودعا دونالد ترامب، الخميس، خلال كلمة ألقاها في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إلى التأثير على روسيا من خلال خفض أسعار النفط. وقال إنه إذا كانت أسعار النفط أدنى، فإن "الحرب في أوكرانيا ستنتهي على الفور".

وأشاد بوتين، الجمعة، بـ"براغماتية" نظيره الأميركي وذكائه، معتبراً أن الأخير لن يقدم على خفض أسعار النفط لأن قراراً مماثلاً سيؤثّر على الولايات المتحدة نفسها. ورد بيسكوف في وقت سابق بالقول إن النزاع في أوكرانيا "لا علاقة له بأسعار النفط"، لكنه "ناجم عن تهديد للأمن القومي الروسي"، فيما حذّر بوتين من أن خفض أسعار النفط سيرتدّ سلباً على واشنطن وموسكو على السواء.

ودعا الكرملين، الذي لوح مراراً بالتهديد النووي منذ بداية الحرب في أوكرانيا، الولايات المتحدة، الجمعة، إلى بدء مفاوضات لنزع السلاح النووي "في أسرع وقت ممكن". تأتي عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في وقت تسجل فيه روسيا تفوقاً على خط الجبهة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، التي تقدم تقارير شبه يومية عن تقدم قواتها، الجمعة، السيطرة على بلدة تيموفيفكا الصغيرة في منطقة دونيتسك (شرق).

على بعد مئات الكيلومترات من المعارك، خلفت الضربات الروسية ثلاثة قتلى في منطقة كييف، بحسب حصيلة جديدة أعلنتها السلطات الأوكرانية الجمعة. وندد زيلينسكي بما يعتبره تراخي الحلفاء في وقف عمليات تسليم روسيا مكونات المسيّرات والصواريخ، المستمرة رغم العقوبات الغربية.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إنها أسقطت 120 مسيّرة أوكرانية خلال الليل في 12 منطقة من مناطقها، بينها موسكو، في واحدة من أكبر الهجمات من هذا النوع على أراضيها منذ بدء النزاع. وذكرت وسائل إعلام روسية وقوع أضرار في عدة مناطق. وأعلن الجيش الأوكراني مسؤوليته عن غارة ليلية بطائرة من دون طيار على مصفاة في منطقة ريازان جنوب موسكو، وعلى مصنع للمكونات الدقيقة يستخدم لإنتاج الأسلحة في منطقة بريانسك جنوب غرب العاصمة الروسية.

(فرانس برس، العربي الجديد)