بوتين: لا سلام دائماً بالمنطقة من دون حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

بوتين: لا سلام دائماً بالمنطقة من دون حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

05 يونيو 2021
شارك بوتين في اجتماع مع مديري أبرز وكالات الأنباء العالمية (Getty)
+ الخط -

قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الجمعة، إنه لا يمكن تحقيق سلام دائم بالمنطقة من دون حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مشدداً على "أهمية القضية وحساسيتها بالنسبة إلى العالم بأسره"، ومشيراً في سياق منفصل إلى أنه لا يتوقع أي تطورات كبيرة في ما يتعلق بنتائج اجتماعه المرتقب مع نظيره الأميركي، جو بايدن.

وأضاف، خلال مشاركته عبر تقنية الاتصال المرئي، في اجتماع مع مديري أبرز وكالات الأنباء العالمية، على هامش أعمال منتدى "سانت بطرسبورغ" الاقتصادي الدولي بروسيا، أن لموسكو علاقات طيبة وودية للغاية مع إسرائيل وفلسطين، معتبراً أنه "بمجرد إعادة العلاقات، يكون ذلك دائماً في مصلحة هذه الدول والأمم".

وشدد على أن "هناك حاجة لمنبر متعدد الأطراف وتعاوناً متعدد الأطراف لمناقشة جميع القضايا الحالية". وأردف الرئيس الروسي قائلاً: "هناك بعض القضايا التي تحتاج إلى اهتمام خاص من المجتمع الدولي. ففي الوقت الحالي، نشهد أنه لن يكون من الممكن تحقيق سلام دائم في المنطقة من دون حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

واستطرد قائلاً: "عندما نضع نصب أعيننا أن القضية الفلسطينية حساسة ومهمة بالنسبة إلى العالم بأسره، سيكون من المهم بمكان ألا تُطرَح الموضوعات المتعلقة بحل تلك القضية، وتناولها على هامش السياسة الدولية أو في خلفيتها".

وبيّن أن تجاوز الخلافات في فلسطين عامل مهم، متابعاً: "هناك أيضاً قضية المستوطنات الإسرائيلية، لكن هناك قضايا أخرى تتراكم. كل هذا يتطلب دراسة متأنية".

وأعرب عن أمله في أن "تحل الأزمات الأساسية كافة، وفي مقدمتها قضية حل الدولتين أي إقامة دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية، على أن يكون لذلك الحل انعكاس إيجابي على مصالح الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي".

ورأى أنه "يجب أن يؤخذ هذا الحل في الاعتبار من منظور طويل المدى، من المهم جداً عدم الاسترشاد بالمصالح الحالية قصيرة المدى. فما يتعين علينا فعله، أن نضع في اعتبارنا سلاماً دائماً وطويل الأمد".

اللقاء مع بايدن

في سياق آخر، أكد بوتين أنه لا يتوقع أي تطورات كبيرة في ما يتعلق بنتائج اجتماعه المرتقب مع نظيره الأميركي جو بايدن. لكن رغم ذلك، ورغم التناقضات التي لم يخلقها الجانب الروسي، لدينا مصالح مماثلة، على حدّ قوله.

وأوضح أن بايدن سياسي مخضرم، معرباً عن أمله في أن يكون اللقاء بينهما بنّاءً، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الولايات المتحدة هي التي "أدت إلى تدهور العلاقات الثنائية بين البلدين". وقال: "لسنا من وضع العلاقات الروسية الأميركية في هذا الوضع"، مشدداً على "ضرورة احترام البلدين بعضهما لبعض والنظر في مصالح بعضهما".

العقوبات... والدولار

ورداً على سؤال عما إذا كانت روسيا ستتخلى تماماً عن استخدام الدولار، قال بوتين إن كلماته عن الدولار لم تكن مفهومة تماماً، موضحاً أنه كان ينتقد طريقة استخدام الولايات المتحدة للدولار في خطاباته، مضيفاً: "الولايات المتحدة تستخدم الدولار لفرض عقوبات مختلفة. فعلى سبيل المثال، لا تستطيع روسيا أن تدفع بالدولار لشركائها في مجال التعاون العسكري التقني".

وذكر كذلك أن الولايات المتحدة أجبرت روسيا على تسديد مدفوعات بعملات مختلفة، متابعاً: "نعم يجبرنا شركاؤنا الأميركيون على القيام بذلك. أي نحن لا نتخلى عن استخدام الدولارات من تلقاء أنفسنا، فنحن مضطرون إلى القيام بذلك كما أوضحت".

وأشار بوتين إلى أن الولايات المتحدة تلحق الضرر بنفسها باستخدام الدولار كأداة سياسية، موضحاً "أنهم يقطعون بتلك التصرفات فرع الشجرة الذي يجلسون عليه. والعالم بأسره يمكنه رؤية ذلك، ومن ثم فإن حصة الدولار في الاحتياطيات آخذة في التناقص، ليس فقط لدينا، بل بكل أنحاء العالم".

وألمح بوتين إلى أن شركات الطاقة يمكنها أيضاً تقليل استخدام الدولار، مضيفاً: "وستكون هذه ضربة قوية للعملة الأميركية".

استعداد للعمل مع الحكومة الألمانية المقبلة

وفي ردّ على سؤال عن العلاقات الروسية الألمانية، لفت بوتين إلى أن الحكومة الألمانية ستتغير بعد الانتخابات المقبلة، وأنهم مستعدون للعمل مع الحكومة المستقبلية.

وزاد قائلاً: "ألمانيا تعتبر من شركائنا الذين نوليهم أولوية خاصة. وآمل أن تراعي الإدارة المستقبلية لألمانيا الطبيعة الخاصة لعلاقاتنا، وتولي أهمية لمواصلة تعاوننا، وأن تقيم علاقة مناسبة مع روسيا في المجال السياسي، ونحن مستعدون للعمل على نطاق واسع، وللتغلب على جميع الصعوبات".

(الأناضول)

المساهمون