بوتين: روسيا منفتحة على مشاركة أوروبا في مفاوضات أوكرانيا

25 فبراير 2025   |  آخر تحديث: 11:09 (توقيت القدس)
بوتين خلال اجتماع مع مفتي روسيا، موسكو 24 فبراير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد بوتين على أهمية مشاركة أوروبا في محادثات السلام الروسية الأميركية لحل الصراع في أوكرانيا، مشيرًا إلى رفض بروكسل السابق للحوار مع موسكو.
- شدد بوتين على ضرورة تعزيز الثقة بين روسيا والولايات المتحدة، معربًا عن استعداده لمناقشة خفض الإنفاق العسكري بنسبة 50%، وأكد أن ترامب يتصرف بعقلانية تجاه أوكرانيا.
- أعلن بوتين دعمه للاستثمارات الأميركية في الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا، مشيرًا إلى استعداد موسكو لجذب شركاء أجانب لاستغلال المعادن الاستراتيجية.

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الاثنين إن موسكو لا تعارض مشاركة أوروبا في محادثات السلام الروسية الأميركية الرامية إلى تسوية الصراع في أوكرانيا، لكنه أشار إلى أن بروكسل رفضت سابقاً الدخول في حوار مع بلده. وأضاف بوتين في مقابلة مع التلفزيون الروسي الرسمي أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتعامل مع الصراع بين روسيا وأوكرانيا بعقلانية، وليس بعاطفة.

وعقدت روسيا والولايات المتحدة جولة أولى من المحادثات بشأن أوكرانيا الأسبوع الماضي في السعودية دون دعوة أوكرانيا وحلفاء كييف الأوروبيين، ما أثار اعتراضات من الجانبين.

وقال بوتين إن من المنطقي أن تشارك أوروبا في المحادثات الرامية إلى تسوية الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات. وأضاف: "مشاركتهم في عملية التفاوض ضرورية. لم نرفض ذلك مطلقاً، وأجرينا معهم مناقشات". وتابع: "في بعض الأحيان، وبحجة إلحاق الهزيمة بروسيا في ساحة المعركة، كانوا هم الذين رفضوا التواصل معنا. وإذا كانوا يريدون العودة، فهذا أمر جيد". ووصف ردود الفعل السلبية تجاه محادثات الرياض بأنها "عاطفية وتخلو تماماً من المنطق".

وقال: "من أجل حل القضايا المعقدة والصعبة، بما في ذلك القضية الأوكرانية، يتعين على روسيا والولايات المتحدة اتخاذ الخطوة الأولى. ويجب أن تكون هذه الخطوة الأولى مخصصة لرفع مستوى الثقة بين بلدينا. وهذا ما فعلناه في الرياض". وأوضح أن الصراع في أوكرانيا نوقش "ولكن ليس في جوهره. لقد اتفقنا ببساطة على أننا سنتناوله. ونحن لا نرفض مشاركة الدول الأوروبية". وأشار بوتين إلى أنه وافق على اقتراح بأن تناقش روسيا والولايات المتحدة خفضاً كبيراً في الإنفاق العسكري يصل إلى 50%.

وقال: "يمكننا التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة. نحن لسنا ضد ذلك... الفكرة تبدو لي جيدة. إذ تخفض الولايات المتحدة الإنفاق بنسبة 50%، ونحن نخفض إنفاقنا 50%. ومن الممكن أن تنضم إلينا الصين لاحقاً إذا رغبت في ذلك".

وعن التغيير الحاد الذي يجريه ترامب في سياسة واشنطن تجاه أوكرانيا وانتقاده للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والتصريحات عن أن كييف قد لا تستعيد كل الأراضي التي خسرتها، رفض بوتين أن يكون هذا كله نابعاً من العاطفة. وأضاف أن ترامب يتصرف بشكل عقلاني وخال من القيود التي تفرضها الوعود التي قطعها القادة الأوروبيون لأوكرانيا.

ووصف الرئيس الروسي اقتراح ترامب بأن تخفض روسيا والولايات المتحدة والصين إنفاقها العسكري إلى النصف بأنه "فكرة جيدة". وقال بوتين: "يمكننا أن نعقد اتفاقاً مع الولايات المتحدة: تخفض الولايات المتحدة 50%، ونحن نخفض 50%، ثم تنضم إلينا الصين إذا أرادت ذلك. نعتقد أن هذا الاقتراح جيد، ونحن منفتحون على المناقشات في هذا الموضوع".

بوتين يؤيد استثمارات أميركية في الأراضي التي احتلتها روسيا

من جانب آخر، أعلن بوتين أنّه يؤيّد استثمارات أميركية لاستغلال المعادن الاستراتيجية الموجودة في الأراضي الأوكرانية التي يسيطر عليها الجيش الروسي. وقال بوتين: "نحن مستعدّون لجذب شركاء أجانب إلى أراضينا التاريخية الجديدة التي أعيدت إلى روسيا. هناك بعض التحفّظات. نحن مستعدّون للعمل مع شركائنا، بمن فيهم الأميركيون، في المناطق الجديدة".

ويسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدفع أوكرانيا إلى التوقيع على اتفاق يمنح بلده حقّ الوصول إلى احتياطياتها من المعادن الثمينة. وأضاف بوتين خلال المقابلة بعد استدعاء حكومته إلى اجتماع بشأن موارد البلاد من المعادن النادرة ذات الأهمية الاستراتيجية، أنّ روسيا رائدة في العالم من حيث الاحتياطيات، وتملك احتياطيات أكبر بكثير من تلك الموجودة في أوكرانيا ويجب أن تستغلها أكثر.

وأضاف: "سنعمل بكل سرور مع أيّ شركاء، أجانب بمن فيهم الأميركيون"، معدّداً مناطق مختلفة بينها سيبيريا والشرق الأقصى في روسيا حيث توجد هذه العناصر النادرة.

وتابع بوتين: "نحن مستعدّون أيضاً لجذب شركاء أجانب إلى ما يسمّى بأراضينا الجديدة (...) أراضينا التاريخية التي عادت لتكون جزءاً من روسيا"، في إشارة إلى المناطق التي سيطرت عليها روسيا في أوكرانيا من خلال غزوها. وقال: "هناك أيضاً بعض الاحتياطيات هناك. نحن مستعدون للعمل مع شركائنا، بمن فيهم الأميركيون، في مناطقنا الجديدة أيضاً". وكشف أنه يستطيع تأكيد أن الشركات الأميركية والروسية "على اتصال" وتناقش مشاريع اقتصادية مشتركة مرتبطة بحل النزاع في أوكرانيا.

(رويترز، فرانس برس)