استمع إلى الملخص
- تسعى الرياض بالتعاون مع القوى السياسية اللبنانية لملء الشغور الرئاسي وانتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيسًا، كجزء من جهود اللجنة الخماسية لدعم الحلول السياسية في لبنان.
- يشير النائب أديب عبد المسيح إلى أن دعم السعودية للبنان مشروط بالإصلاحات، مع التركيز على حل الخلافات المتعلقة بسلاح حزب الله، وتحسين العلاقات الثنائية تدريجيًا.
قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، بعد لقائه الرئيس اللبناني جوزاف عون، اليوم الخميس في بيروت، إنه بحث مستجدات لبنان والمنطقة "وأكد له استمرار وقوف المملكة إلى جانب لبنان وشعبه". وأكد الوزير على "أهمية الإصلاحات التي تحدث عنها" الرئيس اللبناني "في سبيل تجاوز لبنان لأزماته".
وأضاف "تطرقنا إلى أهمية الالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار بما يشمل الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية وأكدت أهمية تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701 والقرارات الدولية ذات الصلة". وأردف "بالرغم من التحديات المشتركة التي تواجهنا في المنطقة فإن المملكة تنظر بتفاؤل لمستقبل لبنان في ظل النهج الإصلاحي الذي جاء بخطاب عون بعد تنصيبه، حيث أن تطبيق هذه الإصلاحات من شأنه تعزيز ثقة شركاء لبنان به وفسح المجال لاستعادة مكانته الطبيعية في محيطه العربي والدولي".
ووصل وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود إلى العاصمة بيروت مساء اليوم الخميس، وكان في استقباله وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، وسفير المملكة لدى لبنان وليد بخاري. وسيلتقي بن فرحان عدداً من المسؤولين اللبنانيين بالإضافة لعون بالتزامن مع التحولات السياسية التي تشهدها البلاد، وانخراط الرياض مع القوى السياسية اللبنانية في "جهود ملء الشغور الرئاسي وانتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للبنان".
وتعد الزيارة الأولى من نوعها لمسؤول سعودي كبير إلى لبنان منذ 15 عاماً بعد تدهور العلاقات السياسية والدبلوماسية كما السياحية والتجارية إبّان نفوذ حزب الله ومن خلفه إيران على مواقع الدولة، ومعارضة الرياض أنشطة الحزب العسكرية "التي تهدد الأمن القومي للدول العربية" وفق تعبيرها.
وعادت السعودية إلى لبنان في الفترة الماضية من بوابة اللجنة الخماسية التي تضم إلى جانبها مصر والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وقطر لمساعدة الفرقاء السياسيين في لبنان على حلّ الأزمة الرئاسية، بيد أن دورها الأبرز ظهر إلى جانب الولايات المتحدة بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين لبنان وإسرائيل في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتحديد رئيس البرلمان نبيه بري جلسة لانتخاب رئيس في 9 يناير/كانون الثاني الجاري، حيث كثف البلدان حراك موفديهما للضغط باتجاه ملء الشغور الرئاسي مع تأييد واسع لانتخاب عون والتوافق على ترشيحه.
وترى أوساط سياسية معارضة في لبنان أنّ البلاد تفتح اليوم صفحة جديدة، سواء على صعيد سياستها الداخلية في ظل تعهدات عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام بالإصلاح السياسي والاقتصادي والقضائي وحصر السلاح بيد الدولة والجيش اللبناني، وكذلك على مستوى علاقاتها الخارجية، لا سيما الخليجية ومنها السعودية.
في الإطار، يقول النائب في صفوف القوى المعارضة النائب أديب عبد المسيح لـ"العربي الجديد" إن "السعودية كانت تنتظر أن يقوم لبنان بخطوة تجاه الإصلاح، وهذه الخطوة تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة... اليوم لبنان اجتاز تقريباً نصف الطريق وهو حالياً بطور تشكيل الحكومة"، مشيرًا إلى أن الزيارة تأتي في سياق تأكيد وقوف السعودية إلى جانب لبنان. وأضاف: "عادت السعودية اليوم بعد 15 عاماً للوقوف إلى جانب لبنان لكن بشكل مشروط بنية اللبنانيين بالإصلاح الموعود".
ويشير عبد المسيح إلى أنّ "هناك ملفات عدة كانت خلافية وأدت إلى انقطاع العلاقات بين لبنان والسعودية، لكن من أبرزها ملف سلاح حزب الله أو وجوده وهيمنته على الدولة والمافيات المتمكنة من الدولة وعزل لبنان عن محيطه العربي إلى جانب عناوين أخرى مثل الخوف السعودي على أمنه، وحماية مواطنيه"، معربًا عن أمله في حل جميع الخلافات بشكل تدريجي "حتى الوصول إلى علاقات ثنائية مميزة".
وكان بن فرحان قد أعلن قبل أيام عزمه زيارة لبنان هذا الأسبوع، معتبراً انتخاب رئيس جديد للبلاد أمراً إيجابياً للغاية، مشدداً على ضرورة "رؤية إصلاحات حقيقية فيها من أجل زيادة مشاركتنا والمحادثات التي تجرى هناك حتى الآن تدعو للتفاؤل". وعشية وصول وزير الخارجية السعودي إلى لبنان، استضاف السفير المصري لدى لبنان علاء موسى اجتماعاً لسفراء اللجنة الخماسية، حيث جرى عرض آخر المستجدات على الساحة اللبنانية.
وأكد السفير المصري في حديث صحافي أنّ اللجنة ستستمر في دعم لبنان سياسياً، مشيرًا إلى أن لبنان أمام مرحلة جديدة تتطلب تغييرات عدة، مشددًا على ضرورة عدم الضغط على رئيس الوزراء المكلف نواف سلام، وإعطائه الوقت الكافي لتشكيل "حكومة متجانسة تترجم خطاب القسم" للرئيس اللبناني.