بن غفير ينتقد نتنياهو.. و"الليكود" غير متحمس لعودته إلى الحكومة

09 فبراير 2025
إيتمار بن غفير، 28 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انتقد إيتمار بن غفير سياسة الحكومة الإسرائيلية واستقال احتجاجاً على صفقة تبادل الأسرى مع حماس، متهماً الحكومة بالخضوع للضغوط الدولية في مسألة المساعدات الإنسانية.
- طالب بإنشاء "وزارة التهجير الطوعي" وتعيين وزير من حزبه، مشيراً إلى وعود لم تتحقق مثل إقالة المستشارة القضائية للحكومة.
- لم يلقَ ترحيباً في حزب "الليكود" الحاكم، وقد تواجه عودته عقبات قانونية بسبب اعتراضات المستشارة القضائية وتوقع معارضة قضاة المحكمة العليا.

خرج عضو الكنيست ورئيس حزب "عوتسماه يهوديت" إيتمار بن غفير بانتقادات حادّة ضد سياسة الحكومة التي استقال منها حديثاً احتجاجاً على إبرام صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس.

وفي مقابلة له مع راديو "كول براما" الموجه لليهود المتشددين، اتهم وزير الأمن القومي السابق الكابينت بـ"الخضوع للضغوط الدوليّة في مسألة المساعدات الإنسانية"، قائلاً: "تحوّلنا لأضحوكة الشرق الأوسط، لست متاكداً من أننا نفهم ذلك". وأضاف: "ما لم يفعلوه طوال ثلاثين سنة في السجون، فعلته أنا. ولخجلي، كنت الوحيد في الكابينت فحسب الذي رفض إدخال المساعدات الإنسانية، وحيثما استطعت، أحدثت تغييراً بـ180 درجة".

بن غفير تابع شانّاً انتقاداً حاداً تجاه أداء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، معتبراً أنه "لا يمكن طوال الوقت العمل تحت الضغوط، صحيح أنه ليس من السهل الوقوف مقابل رئيس الولايات المتحدة، ولكن توقعت من رئيس الحكومة ألا يحكي حكايا. الدولة (الحقيقة) لا تقبل بإدخال الوقود للعدو، ولا تعطي المساعدات الإنسانية التي تصل إلى أيدي حماس. من صوّت لصالح هذا القرار كان على دراية بذلك".

أمّا بالنسبة لمستقبل قطاع غزة، فطالب بن غفير بالشروع فوراً في دفع مخطط التهجير "الطوعي"، مشيراً إلى أنه "منذ اليوم، ينبغي البدء في تشجيع الهجرة الطوعيّة. الرئيس ترامب يقول إنه ثمة وقت لتطبيق ذلك، ولكن بالنسبة لمصلحة إسرائيل، لا يوجد وقت". وشدد على أنه "لن يعود إلى الحكومة إلا في حال قررت الأخيرة القضاء على حماس"، مضيفاً: "لقد سبق أن قالوا لي إنهم سيقيلون المستشارة القضائية للحكومة، وحتّى الآن لم تُقَل من منصبها.. كل شيء مجرد وعود"، في إشارة إلى غالي بهاراف -ميارا المتهمة بـ"الصدامية" تجاه حكومة نتنياهو.

وفي ختام مقابلته، طالب بن غفير بإسناد "وزارة التهجير الطوعي" لوزير من حزبه، لافتاً إلى أنه "عندما يقول لي رئيس الحكومة إنه جاهز (لتهجير الغزيين) سأكون إلى جانبه".

طريق بن غفير إلى الحكومة غير ممهدة

تبجح بن غفير لم يقابله ترحاب في "الليكود" الحاكم؛ إذ كشف موقع "ماكور ريشون"، اليوم الأحد، عن أن مسؤولين في الحزب قالوا في محادثات مغلقة: "نحن مستقرون أكثر من دون بن غفير، وربما من الأفضل أن نظل من دونه". وكما نقل الموقع عن مسؤول رفيع في "الليكود"، فإنه "يمكننا تدبّر أمورنا من دونه، فهو يتصرف كالأزعر ومرات عدّة صوّت ضد قوانين اقترحها الائتلاف، ثمة حاجة للعودة إلى القتال، ولا نحتاج بن غفير لفعل ذلك. فهو لا يعرف كيف يكون شريكاً في الائتلاف، وإذا أسقط حكومة اليمين، فهو ينهي مسيرته".
وفي سياق ذي صلة، لفت الموقع إلى أنه حتّى لو قرر بن غفير العودة إلى الحكومة وتسلّم وزارة الأمن القومي، "فلن يكون الأمر بسيطاً"، مرجعاً السبب إلى الاستئناف المقدم ضد استمرار ولايته وزيراً، خصوصاً أن المستشارة القضائية للحكومة سبق أن طلبت، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، من نتنياهو أن يعيد النظر في تعيينه وزيراً للأمن القومي عقب الشبهات بتسييسه جهاز الشرطة، الذي تحوم حوله شبهات بأنه موالٍ للمستوى السياسي وليس للجمهور الإسرائيلي. 


 وعلى الرغم من أن نتنياهو أعلن في حينه أنه لن يقيل بن غفير، فإن استقالة الأخير من الحكومة "غيّرت الوضع" وفق الموقع؛ إذ إن المستشارة بعثت برسالة إلى نتنياهو أخبرته فيها أخيراً أنه لو رغب بن غفير بالعودة إلى الحكومة، فإن "طريقه لن تكون ممهدة".
وفي رسالتها التي حملت عنوان "استئناف في شأن ولاية عضو الكنيست بن غفير وزيراً"، لفتت بهاراف-ميارا إلى أنها ستطلب من المحكمة محو الاستئنافات، على أن تحفظ في الوقت نفسه إدعاءات الأطراف، مع ذلك، فإن إعادة تعيين بن غفير وزيراً ستصطدم بمعارضتها؛ حث كتبت لنتنياهو أنه "في حال قررت إعادة تعيين بن غفير وزيراً، فعليك فحص جميع الادعاءات المنطقية المقدمة ضده". إضافة إلى ما تقدم، فإنه بحسب الموقع ليست المستشارة هي العقبة الوحيدة في طريق عودة بن غفير؛ إذ من المتوقع أن يعارض قضاة المحكمة العليا إعادة تعيينه.

المساهمون