بن سلمان يهاتف بوتين.. وروسيا تسعى إلى استبعاد مبعوث ترامب

14 مارس 2025   |  آخر تحديث: 09:00 (توقيت القدس)
بن سلمان خلال لقائه بوتين في الرياض، 6 ديسمبر 2023 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكدت السعودية التزامها بتسهيل الحوار ودعم الحل السياسي للأزمة الأوكرانية، مع استعراض جهودها في هذا السياق ومناقشة التعاون مع روسيا.
- أبدى الرئيس الروسي بوتين موافقة مشروطة على وقف القتال في أوكرانيا، مشيراً إلى ضرورة تحقيق سلام مستدام وإزالة الأسباب الجذرية للنزاع.
- أعلن الرئيس الأميركي ترامب عن إرسال مسؤولين إلى روسيا لمناقشة وقف مؤقت للقتال، مع تأكيد دور المبعوث الأميركي كيث كيلوغ في مساعي إنهاء الحرب.

ذكرت وكالة الأنباء السعودية في وقت مبكر من اليوم الجمعة (بالتوقيت المحلي)، أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي بأن المملكة لا تزال ملتزمة بتسهيل الحوار ودعم الحل السياسي للأزمة الأوكرانية. وقالت الوكالة إن الاتصال استعرض "الجهود المبذولة لحل الأزمة الأوكرانية، حيث أكد سمو ولي العهد حرص المملكة على بذل كافة المساعي الحميدة لتسهيل الحوار، وكل ما يؤدي إلى الوصول لحل سياسي للأزمة في أوكرانيا".

وأضافت أن الاتصال استعرض أيضا "مجالات التعاون القائمة بين البلدين وسبل تطويرها". وأعلن الرئيس الروسي موافقة موسكو على مقترحات وقف أعمال القتال في أوكرانيا شرط أن يؤدي إلى "تحقيق سلام مستدام وإزالة الأسباب الجذرية للنزاع"، دون تأكيده صراحة قبول المقترح الأميركي الذي أُعلِن في ختام المحادثات الأميركية الأوكرانية في السعودية، الثلاثاء، بهدنة لمدة 30 يوماً.

وقال بوتين في مؤتمر صحافي، أمس الخميس، في ختام محادثاته مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في موسكو: "نوافق على مقترحات وقف أعمال القتال، ولكننا ننطلق من أن ذلك يجب أن يأتي بصورة تؤدي إلى تحقيق سلام مستدام وإزالة الأسباب الأولية لهذه الأزمة". وتأتي تصريحات بوتين هذه قبيل استقباله المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في الكرملين في أول لقاء من نوعه منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وفي معرض تعليقه على الاستعداد الأوكراني للهدنة، اعتبر بوتين أن المحادثات في السعودية قد تبدو "ظاهرياً" كـ"اتخاذ الجانب الأوكراني قراراً تحت ضغط أميركي"، معرباً في الوقت نفسه عن قناعته بأن أوكرانيا هي التي كان عليها أن تطالب الأميركيين بذلك بإلحاح، نظراً للوضع في ميدان القتال، وشدد على ضرورة مراعاة اقتراح الهدنة للوضع على الأرض الذي لا يصبّ في صالح أوكرانيا، مستشهداً بالوضع في مقاطعة كورسك، التي زارها مرتدياً زياً عسكرياً، مساء الأربعاء، وأضاف: "الوضع هناك تحت سيطرتنا الكاملة، والمجموعة التي توغلت داخل أرضنا باتت معزولة عزلاً كاملاً وتحت السيطرة النارية الكاملة".

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، إن مسؤولين أميركيين سيتوجهون إلى روسيا لمناقشة اتفاق بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن وقف مؤقت للقتال لمدة 30 يوماً ومسار لمحادثات السلام، وأضاف أن الأمر متروك لروسيا بعدما وافقت أوكرانيا على وقف إطلاق النار خلال محادثات على مدى أكثر من ثماني ساعات مع مسؤولين أميركيين في السعودية.

واعتبر ترامب، أمس الخميس، أن بوتين أدلى بتصريح "واعد للغاية" بشأن وقف محتمل لإطلاق النار في أوكرانيا، لكنه لم يكن "كاملاً"، وأضاف ترامب أن مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف يجري مناقشات جادة مع روسيا بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، وقال: "نأمل أن يفعلوا الشيء الصحيح"، معبراً عن اعتقاده أن روسيا لن تهاجم حلفاء الولايات المتحدة: "هذا لن يحدث. سنضمن أنه لن يحدث".

روسيا تسعى لاستبعاد مبعوث ترامب

من جهة أخرى، قال مسؤول أميركي ومصدر آخر مطلع إن مسؤولين روساً أبلغوا نظراءهم الأميركيين بأنهم لا يريدون أن يشارك المبعوث الأميركي لروسيا وأوكرانيا كيث كيلوغ في المناقشات رفيعة المستوى التي تهدف إلى إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا.

وكان كيلوغ غائبا عن بعض المناقشات رفيعة المستوى في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك اجتماع ضم مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز ووزير الخارجية ماركو روبيو مع وفد أوكراني في السعودية يوم الثلاثاء، كما غاب عن اجتماع رفيع المستوى مع الروس في السعودية في فبراير/شباط.

ولم يتضح على الفور ما إذا كان غياب كيلوغ مرتبطا بطلب المسؤولين الروس، كما لم يتضح متى تم تقديم الطلب. وقال المسؤول الأميركي إن الأميركيين لم يستجيبوا للطلب، مشيرا إلى أن كيلوغ أرسل عضواً رفيع المستوى وهو إيلي روزنر لحضور الاجتماع الأخير بالسعودية.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جيمس هيويت إن كيلوغ لعب دوراً حاسماً في مساعي إنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال هيويت، أمس الخميس: "استغل الرئيس ترامب مواهب العديد من كبار المسؤولين في الإدارة للمساعدة في الوصول بالحرب في أوكرانيا إلى حل سلمي".

(رويترز، العربي الجديد)