بنكيران: عمليات الرد على الإساءة للرسول إرهاب وعلى فرنسا الاعتذار

بنكيران: عمليات الرد على الإساءة للرسول إرهاب وعلى الفرنسيين الاعتذار

29 أكتوبر 2020
خروج بنكيران الأول من نوعه منذ قرار التزام الصمت (جلال مرشدي/الأناضول)
+ الخط -

 

 

اعتبر رئيس الحكومة المغربية السابق عبد الإله بنكيران، الخميس، أن "عمليات الرد على الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم إجرام وإرهاب ولا تجوز شرعاً""، في تعليق له على الهجوم الذي وقع صباح اليوم بالقرب من كنيسة "نوتردام" بمدينة نيس الفرنسية، وأسفر عن مقتل سيدتين ورجل.

وطالب رئيس الحكومة السابق، في خروج هو الأول من نوعه منذ قرار التزام الصمت الذي اتخذه منذ أشهر، المسؤولين الفرنسيين بـ"الاعتذار"، وقال: "أقول لأصدقائنا الفرنسيين أن يعتدلوا ويعتذروا إن أمكن".

وتابع، في كلمة تم بثها مساء الخميس، على صفحته الرسمية لموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، موجهاً كلامه لمسلمي العالم ومسلمي فرنسا على وجه الخصوص: "ذهبتم لذلك البلد إما سعياً للرزق أو بحثاً عن الحرية، أو عن العدالة، لذلك ما تقومون به من أعمال عنف أعتبرها إرهاباً لا يجوز شرعاً ويحرمه الدين الاسلامي، فما هكذا ندافع عن الرسول والإسلام، نعم الرئيس ماكرون أخطأ، وربما هو من أمر بنشر ذلك الكاريكاتير المسيء، ولكن لا يجوز أن يكون رد الفعل عمليات إجرامية وإرهاباً. أرجوكم تناصحوا فيما بينكم".

وأوضح أن "الله عز وجل أمر ألا يتم مجادلة أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن، وبالحوار وبالمظاهرات إن كان ذلك ممكناً أو بالمقاطعة إن شئنا، ولكن لا يجوز إطلاقاً أن ندخل في العنف المدني الذي فيه نعتدي على أشخاص لا علاقة بيننا وبينهم". وأضاف: "من يدافعون الآن عن النبي بالعنف يتسببون في حرج كبير ومشقة كبيرة ويقلبون الأفراح أحزاناً".

إلى ذلك، أبدى رئيس الحكومة المغربية السابق أسفه وحزنه بخصوص الهجوم الذي وقع بمدينة نيس الفرنسية وخلف ثلاثة قتلى. وقال: "كان بودي، بعد صمت طويل التزمت به لظروف خاصة بي وبوطني، أن أبارك لكم اليوم عيد المولد النبوي وأنا في حالة انبساط وانشراح، لكن الخبر السيئ الذي اطلعت عليه الخاص بالاعتداء على مجموعة من الفرنسيين، والمتهم فيه على ما يبدو أحد من المسلمين، أحزنني كثيراً".

وتابع قائلاً: "أنا حزين ومرتبك منذ أن بدأت الحملة الشنيعة على الإسلام والمسلمين من قبل الرئيس الفرنسي، وخاصة بعد تصريحاته الأخيرة. هذه الأحداث أخرجتني من صمتي الذي التزمت به، لأقول لكم اليوم، لن أحاور الرئيس الفرنسي، ولن أقول له إن لا علاقة لحرية التعبير بالقذف في عقائد الناس، ولن أتدخل في تلك الأحداث المؤسفة، لكن كلامي هو موجه اليوم للمسلمين أينما كانوا، وخاصة أولئك المتواجدين في فرنسا، لأقول لهم إن الذي أراه من بعض الشباب أو غير الشباب، لا يجوز شرعاً، وأنهم يسلكون طريقاً خاطئاً، وأرجو من العلماء المسلمين أن يشرحوا لهم أن الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون ولن يكون بالعنف وقتل الأبرياء".

ويأتي خروج رئيس الحكومة السابق بالتزامن مع إدانة المملكة المغربية، الهجوم الذي وقع صباح اليوم بالقرب من كنيسة "نوتردام" بمدينة نيس الفرنسية، معلنة عن تضامنها وتعاطفها مع الضحايا وعائلاتهم، داعية إلى تجاوز السياق السلبي، والمناخ المتوتر حول الدين، ويحث مختلف الأطراف على "روح الاعتدال والحكمة واحترام الآخر".

المساهمون