أعلنت حكومة إقليم كردستان العراق، الجمعة، عن تلقي رئيس الوزراء في الإقليم، مسرور البارزاني، اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، جرى خلاله بحث الهجوم الأخير على مطار أربيل الدولي والهجمات على القواعد العراقية والتحالف الدولي، وذلك في ثاني اتصال هاتفي بين الجانبين بأقل من شهرين.
ووصف بيان لحكومة الإقليم الاتصال الهاتفي بـ"المطول"، وأضاف أنه جرى خلاله بحث عدد من القضايا، إذ عبّر الجانبان عن إدانتهما "بشدة هجمات الصواريخ والطائرات المسيّرة ضد إقليم كردستان والقواعد العراقية وقوات التحالف الدولي"، كما جرى الاتفاق على الحاجة المستمرة لقوات التحالف الدولي في البلاد ودعم "البشمركة" والقوات الأمنية العراقية في الحرب ضد "داعش".
وفي الرابع عشر من الشهر الحالي، تم استهداف مقر التحالف الدولي في مطار أربيل الدولي بهجوم صاروخي نُفذ عن طريق طائرة مسيرة بدون طيار تحمل مادة TNT، وأثار الهجوم ردود فعل دولية ومحلية منددة بالهجوم الذي خلف خسائر مادية فقط في القاعدة التي تضم المئات من القوات الأميركية شمالي أربيل.
كما تمت مناقشة الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة في أكتوبر/ تشرين الأول، وأعرب الطرفان عن "قلقهما من محاولات الجماعات المنفلتة تقويض هدف مشترك للعراق والمجتمع الدولي، والمتمثل في إجراء انتخابات حرة ونزيهة، إلى جانب محاولاتها تقويض الشراكة بين حكومة إقليم كردستان والعراق والولايات المتحدة".
وأضاف البيان أيضاً أنّ بلينكن والبارزاني بحثا الأوضاع الداخلية في الإقليم وتوسيع نطاق المساعدات الأميركية لدعم اقتصاد إقليم كردستان، كما شجع البارزاني وزير الخارجية الأميركي على "المساعدة في توفير المناخ السياسي الملائم لكل من أربيل وبغداد لحل المشاكل العالقة بينهما".
وفي ختام المكالمة الهاتفية، "جرى الاتفاق على الاستمرار في البقاء على اتصال وثيق والعمل مع الشركاء الذين يحملون نفس المشتركات في العراق".
والثلاثاء الماضي، كشف وزير داخلية إقليم كردستان العراق، ريبر أحمد، عن تفاصيل جديدة بشأن الهجوم الذي استهدف مطار أربيل الأسبوع الماضي، واستهدف الجزء المخصص لقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وقال أحمد، في مؤتمر صحافي بمدينة أربيل، إنّ "القصف الأخير كان خطراً لاستخدام الطائرات المسيرة فيه، وهذه أعمال إرهابية وإجرامية، وللأسف الفراغ الأمني بين قوات البيشمركة والجيش العراقي أوجد فرصة جيدة للإرهابيين لاستهداف إقليم كردستان".
وكشف عن بدء "حوار بشأن منع تكرار مثل هكذا هجمات على مستوى وزارتي الداخلية والبيشمركة في الإقليم مع الحكومة الاتحادية في بغداد، وهناك تطور جيد في الحوارات، ولكن على أرض الواقع لم يتحقق أي شيء ملموس، ونأمل من حكومة السيد الكاظمي أن تتعاون معنا في هذا الإطار"، مشدداً على أن "التحقيقات جارية لمعرفة الجهة المنفذة، والمصدر الذي انطلق الهجوم منه". وحول هوية المنفذين قال أحمد: إنهم جاءوا من خارج إقليم كردستان، وتمركزوا خلف خطوط القوات العراقية ونفذوا العملية"، في إشارة إلى أنهم ينتمون لمليشيات مسلحة وليسوا جماعة إرهابية تتبع تنظيم "داعش".
وأمس الخميس، اتهم عضو البرلمان العراقي عن تحالف "دولة القانون"، النائب كاطع الركابي، حكومة إقليم كردستان بأنها تتحرك باتجاه الإبقاء على القوات الأميركية في الإقليم بعيداً عن الحوار الاستراتيجي الذي يهدف إلى إنهاء الوجود الأجنبي داخل العراق.
وأضاف، في إيجاز صحافي قدمه من البرلمان لوسائل إعلام محلية عراقية، أنّ "الكثير من التفاصيل تم التطرق اليها في الحوار بين بغداد وواشنطن ولم يعلن عنها مطلقاً ولم تطبق على أرض الواقع"، متحدثاً عن أنّ السلطات في الإقليم "لديها رغبة بإبقاء القوات الاجنبية في أراضيهم، وبالتالي فإن هناك تناقضاً وعدم اتفاق في المبدأ ووحدة الموضوع بين الوفد العراقي المفاوض ونظيره الأميركي".