استمع إلى الملخص
- أبدى الرئيس التركي أردوغان موقفًا حازمًا ضد تقسيم سوريا، مشددًا على التصدي لأي تهديد لسيادتها، مع التعاون مع الولايات المتحدة بشأن انسحاب "قوات سوريا الديمقراطية" من منبج.
- ضغط عضوان من الكونغرس لتخفيف العقوبات على سوريا، فيما تسعى إدارة بايدن للتواصل مع المعارضة السورية، مع تكليف محمد البشير برئاسة حكومة انتقالية حتى مارس 2025.
يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تركيا، الجمعة، لبحث التطورات في سورية بعد إطاحة رئيس النظام بشار الأسد، وفق ما أفاد مصدر تركي رسمي لوكالة فرانس برس، اليوم الأربعاء. وقال المصدر إنّ بلينكن "سيكون في تركيا الجمعة"، وذلك بعد خمسة أيام فقط من سقوط الأسد.
وقال بلينكن، أمس الثلاثاء، إنّ "الشعب السوري سيقرر مستقبل سورية"، مشدداً على أنه على كل الدول الانخراط في دعم عملية جامعة وشفافة، والامتناع عن أي تدخّل خارجي، معلناً أنّ واشنطن "ستعترف وتدعم بالكامل الحكومة السورية المستقبلية التي ستنبثق عن هذه العملية". وأضاف: "يجب أن تتسم عملية الانتقال في سورية بالمصداقية والشمول وعدم الطائفية".
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، قد قال أمس أيضاً، إنّ الولايات المتحدة تريد التأكد من حصول الشعب السوري على حق تقرير مستقبله، مضيفاً أن الإدارة الأميركية تواصل مراقبة التطورات في سورية عن كثب، وفريق الأمن القومي يُبقي الرئيس الأميركي جو بايدن على علم تام بالتطورات. وأوضح المتحدث أنّ "الولايات المتحدة على اتصال وثيق مع تركيا بشأن انسحاب "قوات سوريا الديمقراطية" من منبج في شمال سورية".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال، في وقت سابق من يوم الثلاثاء، إنّ سورية يجب ألا تقسّم مجدداً، وإنّ تركيا ستتحرّك ضد أي شخص يسعى للمساس بأراضيها. وصرّح "من الآن فصاعداً لا يمكن أن نسمح بتقسيم سورية مجدداً.. سنقف في وجه أي اعتداء على حرية الشعب السوري وسلامة أراضيه واستقرار السلطة الجديدة".
عضوان بالكونغرس يضغطان لتخفيف العقوبات عن سورية
في غضون ذلك، أظهرت رسالة اطلعت عليها وكالة رويترز أن عضوين في الكونغرس الأميركي حثّا مسؤولين كبارا في إدارة الرئيس جو بايدن على تعليق بعض العقوبات المفروضة على سورية لتخفيف الضغوط على اقتصادها المنهار، وذلك بعد الإطاحة بالأسد. والخطوة هي أحدث مساعي الغرب من أجل تخفيف العقوبات بعد أن سيطرت قوات المعارضة على دمشق.
ووقّع نائب جمهوري وآخر ديمقراطي على الرسالة التي تحمل تاريخ أمس الثلاثاء، والموجهة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزيرة الخزانة جانيت يلين ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان.
وتتجه الأنظار إلى المرحلة الانتقالية في سورية، والأدوار التي ستلعبها الأطراف الغربية المشاركة في النزاع، على رأسها الولايات المتحدة وتركيا، الداعمتان للمعارضة السورية، وسط مؤشرات أميركية على قرب رفع هيئة تحرير الشام من لائحة الإرهاب. وتسعى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إيجاد سبل للتواصل مع جماعات المعارضة السورية، وتتواصل مع شركاء في المنطقة مثل تركيا، للمساعدة في بدء دبلوماسية غير رسمية. وفي حديثه خلال إفادة صحافية بوزارة الخارجية الأميركية، قال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر، الاثنين، إنّ واشنطن لديها عدد من الطرق للتواصل مع مجموعات مختلفة، واحدة منها تصنفها واشنطن منظمة إرهابية.
ومنذ إسقاط النظام، نجحت فصائل المعارضة السورية في منع انهيار الأوضاع المعيشية والاجتماعية، بالحفاظ على المؤسسات القائمة ودعوتها إلى تسيير أمور المواطنين، من دون اتخاذ قرارات متسرعة كإطاحة الحكومة القائمة أو حلّ الجيش وغيرها من القرارات التي كانت ستؤدي إلى انهيار الأوضاع. وأمس، أعلن رئيس حكومة الإنقاذ السورية المعارضة سابقاً محمد البشير، عن تكليفه بتولي رئاسة حكومة انتقالية في سورية لتسيير شؤون البلد بعد إسقاط نظام بشار الأسد الاستبدادي. وقال البشير في بيان تلفزيوني، وفق وكالة رويترز، إنه تم تكليفه بتولي رئاسة حكومة انتقالية في سورية حتى أول مارس/آذار 2025.
(فرانس برس، العربي الجديد)