بلينكن يزور أوكرانيا.. و"الناتو" يدعو الحلفاء وروسيا لمحادثات جديدة

وزير الخارجية الأميركي يزور أوكرانيا.. و"الناتو" يدعو الحلفاء وروسيا لمحادثات جديدة

18 يناير 2022
بلينكن سيزور كييف وبرلين هذا الأسبوع (توم ويليامز/Getty)
+ الخط -

يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، كييف هذا الأسبوع، بعدما انتهت المحادثات مع روسيا الأسبوع الماضي إلى طريق مسدود، وسط مخاوف في واشنطن من أن موسكو ستغزو أوكرانيا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الثلاثاء، إنّ بلينكن سيجتمع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ووزير الخارجية دميترو كوليبا، يوم الأربعاء.

وأضافت، في بيان، أنّ بلينكن سيتوجه بعدئذ إلى برلين للاجتماع مع وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، ثم مع مجموعة عبر المحيط الأطلسي الرباعية، في إشارة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.

وتابعت الوزارة أنّ بلينكن "سيناقش الارتباطات الدبلوماسية في الآونة الأخيرة مع روسيا والجهود المشتركة لردع عدوان روسي آخر على أوكرانيا، بما في ذلك استعداد حلفاء وشركاء لفرض عواقب وخيمة وتكاليف اقتصادية باهظة على روسيا".

في السياق، دعا بلينكن، اليوم الثلاثاء، إلى نهج دبلوماسي لوضع حد للأزمة في أوكرانيا، وذلك في اتصال مع نظيره الروسي، حسبما أكدت وزارة الخارجية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، إنّ بلينكن "شدد على أهمية الاستمرار في مسار دبلوماسي لخفض التصعيد المحيط بتعزيزات عسكرية روسية مثيرة للقلق في أوكرانيا وقربها".

روسيا ترحّب بالدور الأميركي

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، إنّ بلاده ترحب بمشاركة الولايات المتحدة في الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء الصراع الدائر في شرق أوكرانيا.

وكرر لافروف الاتهامات التي توجهها روسيا إلى أوكرانيا، بأنها "تخرّب" تطبيق الاتفاقات الهادفة إلى إنهاء الصراع بين القوات الحكومية الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد.

ويحذّر الرئيس الأميركي جو بايدن من عواقب اقتصادية وخيمة بالنسبة إلى موسكو إذا أقدمت روسيا، التي تحشد قوات قرب حدود أوكرانيا، على غزو جارتها. وتنفي موسكو وجود أي خطط لديها لشنّ هجوم.

حلف الأطلسي يدعو إلى مزيد من المناقشات

بدوره، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرغ، الثلاثاء، إنه دعا روسيا وحلفاء حلف شمال الأطلسي إلى إجراء مزيد من المناقشات بشأن أوكرانيا مع تكثف الجهود الدبلوماسية في الأسابيع الأخيرة.

وقال ستولتنبرغ، خلال مؤتمر صحافي في برلين مع المستشار الألماني أولاف شولتز: "لقد دعوت اليوم روسيا وجميع الحلفاء في الناتو إلى المشاركة في سلسلة من اجتماعات مجلس ناتو وروسيا في المستقبل القريب لمعالجة مخاوفنا، ولكن أيضاً للاستماع إلى مخاوف روسيا ومحاولة إيجاد حل" للخروج من الأزمة.

انتهى اجتماع سابق عُقد الأسبوع الماضي لمجلس حلف شمال الأطلسي وروسيا (هيئة الحوار والتشاور)، إلى خلافات عميقة بين الحلفاء وموسكو حول الأمن في أوروبا. وكان ينس ستولتنبرغ قد قال إن الحلف مستعد لمواصلة الحوار، وحذر في برلين قائلاً: "نوجه رسالة واضحة إلى روسيا: إذا قررت مرة أخرى استخدام القوة ضد أوكرانيا، فستدفع ثمناً باهظاً بفرض عقوبات اقتصادية ومالية وسياسية عليها".

وكرر "دعم حلفاء الحلف الأطلسي" لأوكرانيا، وذكّر بأنّ الأطلسي نفذ "أكبر تعزيز أو دفاع جماعي منذ جيل مع وجود متزايد لحلف شمال الأطلسي في الجزء الشرقي من الحلف"، الأمر الذي يقلق روسيا.

وطالب كل من ينس ستولتنبرغ وأولاف شولتز روسيا بالبدء بسحب عشرات الآلاف من أفراد القوات الروسية المنتشرة على الحدود مع أوكرانيا، وهو طلب رفضته موسكو صباحاً.

أردوغان: غزو أوكرانيا غير واقعي

في الأثناء، نقلت تقارير إعلامية، اليوم الثلاثاء، عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله إنّ احتمال إقدام روسيا على غزو أوكرانيا أمر غير واقعي، وإنه بحاجة لبحث الأزمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأضاف أردوغان، متحدثاً للصحافيين في أثناء زيارة لألبانيا، يوم الاثنين: "لا أرى أنّ الغزو الروسي لأوكرانيا نهج واقعي؛ لأنّ أوكرانيا ليست دولة عادية. أوكرانيا بلد قوي".

وقال: "تحتاج روسيا في حال إقدامها على مثل هذه الخطوة إلى مراجعة الوضع في العالم بأسره والوضع الخاص بها"، مضيفاً أنّ المنطقة لن تتحمل حدوث حرب أخرى، وأن مثل هذه الخطوة "لن تكون صائبة".

وأضاف: "بالطبع، نحتاج إلى طرح هذه القضايا ومناقشتها مع السيد بوتين".

وتربط تركيا، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي، علاقات جيدة مع كل من موسكو وكييف، لكنها تعارض سياسات روسيا في سورية وليبيا، بالإضافة إلى معارضتها لضمّ شبه جزيرة القرم عام 2014.

وبينما تقيم تركيا علاقات تعاون مع روسيا في مجالي الدفاع والطاقة، باعت أنقرة طائرات مُسيرة متقدمة لأوكرانيا، الأمر الذي أثار غضب موسكو.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، قال أردوغان إنّ تركيا مستعدة لأن تقوم بدور الوسيط في هذه الأزمة، الأمر الذي رحّبت به كييف، لكن موسكو رفضته. وأضافت أنقرة أنّ العقوبات المفروضة على روسيا لن تُسهم في حل المسألة.

البيت الأبيض: روسيا يمكن أن تهاجم أوكرانيا في أي وقت

في غضون ذلك، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، اليوم الثلاثاء، إن أزمة أوكرانيا خطيرة للغاية، وإن روسيا يمكن أن تشنّ هجوماً في أي وقت.
وأعلنت مسؤولة أميركية أن بلينكن سيلتقي نظيره الروسي الجمعة في جنيف على أمل تأمين "مخرج دبلوماسي" للأزمة الأوكرانية.
وصرحت المسؤولة للصحافيين الثلاثاء بأن "بلينكن ملتزم بنسبة 150 في المئة بالنظر في إمكان التوصل إلى مخرج دبلوماسي، وذلك هو حقاً الحافز وراء هذا اللقاء مع وزير الخارجية لافروف".
وأضافت المسؤولة التي طلبت عدم ذكر اسمها: "إنها حقاً فرصة للولايات المتحدة لمشاركة مخاوفنا الرئيسية مع روسيا ومعرفة المواضيع التي يمكن روسيا والولايات المتحدة إيجاد أرضية مشتركة حولها".
وتابعت المسؤولة الأميركية أن بلينكن اتفق مع لافروف على المحادثات في مكالمة هاتفية، لكنها قالت إنّ من المحتمل ألا تكون روسيا مهتمة بحل دبلوماسي.
وأردفت: "أرى أنه لا يزال من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت الحكومة الروسية مهتمة حقاً بالدبلوماسية، أو إذا كانت مستعدة للتفاوض بجدية وبحسن نية، أو ما إذا كانت ستستخدم المحادثات ذريعة للادعاء أن الدبلوماسية لم تعالج مخاوف موسكو".
وحذّرت المسؤولة مرة أخرى من أن الولايات المتحدة مستعدة إذا اختارت روسيا الغزو. وأشارت إلى أنه إلى جانب العواقب الاقتصادية "سنوفر معدات دفاعية إضافية للأوكرانيين" في حالة حدوث غزو.

كذلك أعربت المسؤولة عن قلقها إزاء التحركات الروسية الثلاثاء في بيلاروس التي يُعَدّ رئيسها ألكسندر لوكاشنكو حليفاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
واعتبرت أن "هذا التحرك في بيلاروس يعطي الروس بوضوح خياراً آخر إذا قرروا القيام بمزيد من العمل العسكري ضد أوكرانيا".
وقد أعلنت بيلاروس المتاخمة لأوكرانيا وصول قوات روسية إلى أراضيها لإجراء تدريبات على الاستعداد القتالي.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون