استمع إلى الملخص
- التعاون الدولي والإصلاحات الفلسطينية: دعوة السلطة الفلسطينية لشركاء دوليين لتأسيس إدارة مرحلية في غزة، مع إصلاح السلطة الفلسطينية لحكم القطاع بالكامل، وقبول إسرائيل بوضع الضفة الغربية وقطاع غزة تحت قيادة السلطة الفلسطينية.
- مبادئ السلام المستدام: تحقيق سلام يضمن الأمن لإسرائيل وتطلعات الفلسطينيين لدولة مستقلة، مع عدم وجود احتلال أو حصار على غزة، ونشر قوات أمنية دولية وفلسطينية لضمان إعادة الإعمار ومنع تهريب الأسلحة.
ترقب واسع لإعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
حماس أبلغت الوسطاء بموافقتها على مسودة اتفاق وقف النار في غزة
بلينكن: يمكن نشر قوات أمنية دولية تضم قوات فلسطينية في غزة
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تعمل على صياغة خطة تتعلق بـ"اليوم التالي" لوقف إطلاق النار في غزة تشمل كيفية حكم القطاع، مشددًا على ضرورة دعوة السلطة الفلسطينية للشركاء الدوليين للمساعدة في إنشاء إدارة مؤقتة تدير غزة بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار. وأكد أن الأمر يتوقف على حماس لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن الاقتراح النهائي على الطاولة في المحادثات غير المباشرة الجارية في قطر، و"الكرة الآن في ملعب حماس. إذا قبلت حماس، فإن الاتفاق جاهز للإبرام والتنفيذ".
وكان مصدر مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين، أكد لـ"العربي الجديد"، أنّ حركة حماس أبلغت الوسطاء بموافقتها على مسودة اتفاق وقف إطلاق النار. وأشار المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أنّ حماس أجرت اتصالات ولقاءات مع مسؤولين قطريين ومصريين وأتراك، بالإضافة إلى اتصال مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، قبل اتخاذ القرار.
وعرض بلينكن في كلمته بالمجلس الأطلسي في واشنطن، خطة "اليوم التالي" لما بعد انتهاء الحرب في غزة، وقال: "أعتقد أنه بإمكاننا التوصل إلى وقف لإطلاق النار وسواء توصلنا إلى هذا الأمر في الأيام المقبلة أو بعد 20 يناير الجاري (يوم تسلّم دونالد ترامب للرئاسة) فالاتفاق غالباً سيكون شبيهاً بالإطار الذي وضعه الرئيس بايدن، بالإضافة إلى ذلك أدركنا أيضاً منذ البداية أنه لا يمكننا أن ننتظر وقف إطلاق النار لكي نخطط للمرحلة التالية، ومنذ أشهر طويلة نعمل بشكل مكثف مع شركائنا لوضع خطة مفصلة لما بعد النزاع".
وأشار إلى أن خطة "اليوم التالي" تتضمن انسحاب إسرائيل بالكامل من غزة ومنع حماس من العودة إلى القطاع وتضع خطة لحكم غزة وأمنها وإعادة بنائها، مضيفاً أنه سيتم تسليم هذه الخطة لإدارة الرئيس ترامب، وأن "هدفنا هو أن نرسم واقعاً جديداً للشرق الأوسط يشعر فيه الجميع بأمان أكبر ويمكن للجميع فيه أن يحققوا تطلعاتهم الوطنية".
تطبيع السعودية مع إسرائيل
وفي سياق آخر، أكد بلينكن أن آفاق التطبيع بين إسرائيل والسعودية تمثل "أفضل فرصة لإدماج إسرائيل على نطاق واسع بالمنطقة (...) ويظل أفضل طريقة لتشجيع السلام الإسرائيلي الفلسطيني"، لكنه شدد على ضرورة أن يتخلى الإسرائيليون عن "الأسطورة القائلة إنهم قادرون على تنفيذ الضم بحكم الأمر الواقع".
شركاء دوليين لإدارة مرحلية
وتتضمن الخطة، حسب ما طرح وزير الخارجية، أنه "على السلطة الفلسطينية دعوة شركائها الدوليين لتأسيس إدارة مرحلية من أجل تقديم الخدمات الرئيسية في قطاع غزة مثل الخدمات المصرفية والكهرباء والمياه والخدمات الصحية وغيرها، على أن يقدم المجتمع الدولي التمويل والإشراف الفني هذه الإدارة المرحلية، وتضم ممثلين على القطاع في غزة وعلى السلطة الفلسطينية اختيارهم بالتشاور مع المجتمعات في القطاع، وسوف تسلم المسؤولية الكاملة وسوف تتعاون هذه الهيئة مع مسؤول رفيع من منظمة الأمم المتحدة يقوم بالإشراف على جهود إعادة البناء وجهود التعافي".
إمكانية نشر قوات دولية
بالإضافة إلى ذلك، تتضمن الخطة، إمكانية نشر قوة أمنية تتألف من قوات دولية بالإضافة إلى قوات فلسطينية، من مهام هذه القوة أن تؤمن عملية إعادة الأعمار وأن تضمن أمن الحدود ومنع التهريب ومنع حركة حماس من إعادة بناء قدراتها، وأوضح: "سوف نعمل على بناء قوة أمنية دائمة تتسلم المسؤولية من هذه القوة الأمنية المرحلية"، مضيفاً أن الوصول إلى اتفاق يستوجب من جميع الأطراف أن يتحلوا بالإرادة السياسية المطلوبة لاتخاذ القرارات الصعبة وتقديم التنازلات من أجل مساعدة السلطة الفلسطينية على الحكم ومنع حركة حماس من العودة.
إصلاح السلطة الفلسطينية
وأكد أنه سيكون على السلطة الفلسطينية أن تقوم بإطلاق إصلاحات سريعة لكي تقوم بحكم القطاع بالكامل وتستكمل الآلية التي بدأتها العام الماضي، وبالإضافة إلى ذلك سيكون على إسرائيل أن تقبل بوضع الضفة الغربية وقطاع غزة تحت قيادة السلطة الفلسطينية، مضيفاً أن كل هذا يصب في النهاية إلى تأسيس دولة فلسطينية مستقلة.
خط زمني محدد
وشدّد الوزير الأميركي على أن هذه المبادئ يجب أن تكون محكومة بخط زمني معين، مضيفاً أنه "لا أحد لا يقبل خطاً زمنياً مفتوحاً، وأن الفلسطينيين يحتاجون إلى وقت زمني واضح لتحقيق أو الحصول على حق تقرير المصير، وأن "هذا حق طبيعي للفلسطينيين، ولكن هذا الحق يترافق مع مسؤوليات فلا يمكن لأحد أن يجبر إسرائيل على القبول بدولة فلسطينية تقودها حركة حماس أو تقودها حركات متطرفة".
وتابع: "يجب على الإسرائيليين أن يقرروا ما هو نوع العلاقة التي يريدونها مع الفلسطينيين، وأيضاً لا يمكننا أن نتخيل أن الشعب الفلسطيني يمكن أن يقبل بأن يكون شعباً بلا هوية فلدينا سبعة ملايين إسرائيلي وفلسطيني وهم يعيشون في الأرض ذاتها ولا أحد سيغادر، وبالإضافة إلى ذلك يجب على هذا الاتفاق ألا يؤثر على الديمقراطية في إسرائيل وعلى الأمن بها"، مضيفاً أن هذه المبادئ والخطوات سوف تعطي الضمانات للشركاء والجهات الإقليمية لكي تقدم جميع الموارد المطلوبة لتأمين وإعادة بناء قطاع غزة.
مبادئ ضرورية
وأضاف بلينكن أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يسعى لإنهاء الحرب بطريقة تضع الأسس لسلام مستدام يحقق الطموحات الإسرائيلية بالأمن والاستقرار وتطلعات الفلسطينيين لبناء دولة مستقلة، ويضمن مبادئ ضرورية على رأسها أن استمرار قطاع غزة تحت حكم حماس سوف يمثل تهديداً مستمراً، كما تتضمن المبادئ عدم وجود احتلال إسرائيلي لقطاع غزة، وعدم وجود أي حصار بعد نهاية الحرب، وعدم إجبار الشعب الفلسطيني على النزوح، إضافة إلى آليات مستدامة لـ"إعادة إعمار غزة مع ضمان قدرة الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني على التعايش جنباً إلى جنب في دولتين متجاورتين بحرية وكرامة".
وأكد أن الخطوة الأولى تتمثل في التوصل إلى وقف أولي لإطلاق النار، تبدأ بستة أسابيع ينسحب فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي ويعود الأسرى إلى منازلهم، ويطلق الجيش الإسرائيلي سراح عدد من الفلسطينيين، وتدخل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بما يسمح بتطبيق خطة "اليوم التالي" في قطاع غزة، من أجل أن يصبح اتفاق وقت إطلاق النار مستداماً.