"بلومبيرغ": موسكو وافقت على مساعدة ترامب في التواصل مع إيران
استمع إلى الملخص
- ناقش كبار المسؤولين الأميركيين والروس، بما فيهم وزراء الخارجية، مبادرة روسيا لمساعدة واشنطن في الملفات الإيرانية، بينما أكد عباس عراقجي أن إيران لن تتفاوض تحت الضغط.
- حظر المرشد الإيراني خامنئي التفاوض مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن التجربة أثبتت عدم جدوى المفاوضات، بينما يرى الباحث نيكولاي كوزانوف أن هناك محاولات لإيجاد قنوات تواصل مثمرة.
ذكر تقرير لموقع "بلومبيرغ" اليوم الثلاثاء أن روسيا وافقت على مساعدة إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في التواصل مع إيران بشأن عدد من الملفات، من بينها برنامجها النووي ودعمها لوكلاء في المنطقة يعارضون الولايات المتحدة. وكشفت أن ترامب أبدى اهتمامه بهذا الجانب بشكل مباشر خلال الاتصال الذي أجراه مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في فبراير/ شباط الماضي، فيما ناقش مسؤولون كبار في إدارته المسألة مع نظرائهم الروس خلال المحادثات التي أجروها بالسعودية أياماً بعد ذلك.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، رداً على أسئلة "بلومبيرغ" إن "روسيا تعتقد أنه يتعين على الولايات المتحدة الأميركية وإيران حل جميع المشاكل من خلال المفاوضات"، مضيفاً أن موسكو "مستعدة للقيام بكل ما في وسعها لتحقيق ذلك". وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، قد قال أمس الاثنين خلال مؤتمر صحافي إنه من "الطبيعي" أن تعرض دول مساعدتها، خلال رده على سؤال عما إن كانت روسيا قد عرضت الوساطة بين طهران وواشنطن.
ونقل "بلومبيرغ" عن مصادر وصفها بالمطلعة قولها إن كبار المسؤولين الأميركيين والروس، بمن فيهم وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، ناقشوا اهتمام واشنطن بمبادرة روسيا لمساعدتهم بشأن الملفات الإيرانية، وذلك خلال الاجتماع الذي عقدوه في 18 فبراير/شباط بالرياض. وأضاف التقرير أن لافروف ناقش تفاصيل الاجتماع مع الأميركيين مع نظيره الإيراني، عباس عراقجي، حينما التقاه في طهران في وقت لاحق.
ونفى عراقجي أن يكون لافروف قد حمل رسالة أميركية إلى طهران خلال زيارته طهران، مؤكداً أن نظيره الروسي "لم يكن من المقرر أن يأتي برسالة". وأضاف أن مباحثاته مع لافروف تركزت حول "جميع القضايا الإقليمية، وكذلك طيف واسع من القضايا الثنائية"، مشدداً على أن إيران "لن تتفاوض تحت التهديد وتأثير الضغط الأقصى"، ومشيراً إلى أن هذه السياسة "ليست جديدة وسبق أن جرب ذلك (ترامب) من دون أن تكون لها نتيجة".
وحظر المرشد الإيراني، علي خامنئي، مطلع الشهر الماضي، إجراء أي تفاوض مع الإدارة الأميركية، قائلاً إن التجربة أثبتت أن التفاوض مع الولايات المتحدة "ليس ذكياً ولا مشرفاً ولا حكيماً"، وإن المفاوضات معها "لن تحلّ مشاكل إيران". وأكد خامنئي أن "التفاوض مع أميركا لا تأثير له في حل مشاكل البلاد، وعلينا أن ندرك هذه الحقيقة بشكل صحيح، ويجب ألا يوهمونا بأن الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع تلك الحكومة سيؤدي إلى حل هذه المشكلة أو تلك، لا، لن تحل أي مشكلة عبر التفاوض مع أميركا والتجربة الماضية أثبتت ذلك".
وتعليقاً على تلك المعلومات، قال الأستاذ الباحث بمعهد دراسات الخليج بجامعة قطر، لـ"بلومبيرغ"، نيكولاي كوزانوف، إنه رغم التصريحات العلنية "فإن كلاً من الولايات المتحدة وإيران تحاول إيجاد قنوات للتواصل، تكون ذات نتائج مثمرة وقد تشكل بداية للحوار". وأضاف أن تفاهما بين واشنطن وطهران سيكون "معقداً" وقد يهم طرح أميركا رفع العقوبات مقابل موافقة إيران على لجم طموحاتها الإقليمية.