بغداد تدفع بقوات إضافية إلى سنجار وانحسار واضح لمسلحي "الكردستاني"
استمع إلى الملخص
- أرسلت بغداد نحو 11 ألف عنصر من الجيش والشرطة، وأقامت نقاط تفتيش لمنع دخول أعضاء حزب العمال الكردستاني، وأُخليت مقرات الحزب على الحدود العراقية - السورية.
- رحب الأهالي بانتشار القوات العراقية، معتبرين أن ذلك يعزز الأمن والاستقرار، مع أمل في انتهاء مأساة سنجار وبدء عمليات الإعمار.
عزّزت الحكومة العراقية خلال اليومين الماضيين، الوجود العسكري لقوات الجيش والشرطة في مدينة سنجار (115 كيلومتراً غربي الموصل)، عبر إرسال عدد من الوحدات والأفواج المدرعة والقتالية للمدينة التي تنشط فيها فروع وتنظيمات مسلحة مرتبطة بمسلحي حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة. ويفرض حزب العمال الكردستاني، وأذرع مسلحة موالية له، السيطرة على أجزاء واسعة من قضاء سنجار الممتد حتى الحدود السورية إلى الغرب من الموصل، منذ عام 2016، وبسبب ذلك تتعثر عمليات إعادة الإعمار، وطي صفحة النزوح لأهالي المدينة الذين ما زال قسم كبير منهم خارجها.
وقالت مصادر أمنية ومحلية في المدينة، اليوم الاثنين، إنّ قوات عراقية عسكرية وأخرى تابعة للشرطة الاتحادية، نفذت عمليات انتشار واسعة في مدينة سنجار، بالتزامن مع انحسار وجود العناصر المحسوبة على حزب العمال الكردستاني. وأوضح مسؤول محلي في سنجار لـ"العربي الجديد"، أن القوات العراقية انتشرت في مناطق مهمة كانت حكراً على "الكردستاني"، أبرزها سنوني، وخانصور، وقيلبت، وصولاً إلى مثلث فيشخابور الحدودي المتجه إلى الأراضي السورية، حيث محافظة الحسكة.
وأكد في اتصال عبر الهاتف أن القوات الجديدة رفعت العلم العراقي على المباني، وأقامت نقاط تفتيش وحواجز نظامية، مع اختفاء تجمعات مسلحي حزب العمال الكردستاني من المنطقة، فيما أكد مسؤول عسكري بالجيش العراقي، عملية الانتشار التي قال عنها إنها "لبسط نفوذ الدولة والقانون"، مضيفاً أن الجيش استقر في عدد من المقار والمراكز والمباني التي كان يشغلها الحزب. ولم يتضح حتى الآن حجم القوات التي جرى إرسالها من الحكومة العراقية في بغداد، لكن المعلومات تشير إلى أنها آلاف من العناصر القتالية المدربة مع مدرعات وعربات مصفحة.
بدوره، أفاد تقرير لموقع "باسنيوز"، المقرب من حكومة إقليم كردستان في أربيل، بأن العدد الكلي للقوات التي أرسلتها بغداد إلى سنجار يبلغ نحو 11 ألف عنصر من الجيش والشرطة العراقية. وأشار التقرير إلى أن الجيش بدأ ينصب وحدات ونقاط عسكرية بين القرى، ويفتش هويات المواطنين عند نقاط التفتيش، لمنع دخول أعضاء وكوادر حزب العمال الكردستاني لمركز مدينة سنجار، مؤكداً أن غالبية مقرات حزب العمال الكردستاني على الحدود العراقية - السورية قد أُخليت، وسُلّمت للقوات العراقية.
من جهته، أكد مسؤول مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في إقليم كردستان العراق، محي الدين مزوري، المعلومات، وزاد بالقول إنّ قوة بحجم لواء من الشرطة الاتحادية نُقلت إلى سنجار ونفذت عملية انتشار في المدينة، وأضاف في تصريحات للصحافيين، أن "الخطة تقضي بإخراج مسلحي حزب العمال من سنجار ومنطقة جبل سنجار أيضاً، وحلول القوات العراقية بدلاً عنهم، متحدثاً عن أن ذلك جرى بموجب "اتفاق مسبق مع بغداد".
وختم مزوري بالقول: "حتى قبل ثلاثة أيام فقط، كان لمسلحي حزب العمال وجود علني في سنجار من مقرات ونقاط تفتيش، لكن وفقاً للاتفاق بين الطرفين، فإنّ الحزب يجب أن ينسحب خلال اليومين القادمين كلياً، وأن يقوم بتسليم جميع مقراته ومعسكراته"، ونشر إعلام حزب العمال الكردستاني، ومنصات أخرى مقربة منه، لقطات تظهر القوات العراقية وسط مدينة سنجار، مع تصعيد لجهتها في الإجراء الذي عدته "عَسْكَرةً للمدينة".
حكومة السوداني تحول شنكال إلى ثكنة عسكريةhttps://t.co/g1wQ0s5CKM pic.twitter.com/ScsbFq1b8e
— Rojnews بالعربية (@rojnewsarabi) September 13, 2025
لكن الناشط السياسي في مدينة سنجار أكرم شنكالي، قال لـ"العربي الجديد"، إنّ انتشار القوات العراقية، مرحب به بين الأهالي، مضيفاً في اتصال عبر الهاتف، أن "وجود القوات العراقية النظامية شيء مهم ومرحب به، ويعطي انطباعاً بالأمن والاستقرار"، وأضاف: "الجميع هنا يرحب بالخطوة، ونأمل في أن تنتهي مأساة سنجار وتلحق بباقي المدن المتضرّرة التي بدأ الاعمار والتأهيل بها مبكراً"، كما وصف الإجراءات التي بدأت بها الحكومة العراقية تجاه سنجار بأنها "إجراءات استعادة المدينة وضعها الطبيعي، وإنهاء وضع شاذ استمر سنوات عدّة".