استمع إلى الملخص
- التقى الأعرجي بالسفيرة الأميركية لمناقشة تطوير العلاقات واستمرار التعاون الاستراتيجي، مع التركيز على تبادل المعلومات لمواجهة بقايا داعش.
- تستمر المحافظات العراقية في مواجهة أعمال عنف من بقايا داعش، مع تأكيد الجيش العراقي على أهمية التعاون الاستخباراتي الأميركي في العمليات العسكرية.
أكد مستشار الأمن القومي في العراق قاسم الأعرجي أهمية استمرار التعاون وتبادل المعلومات مع الولايات المتحدة الأميركية في محاربة الإرهاب. ويأتي ذلك عقب العملية العسكرية المشتركة التي نفذتها قوة عراقية وأخرى أميركية في صحراء الأنبار غربي العراق، يوم الخميس الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 16 عنصراً من تنظيم داعش الإرهابي، بينهم قيادات مهمة في التنظيم. ولم توضح قيادة الجيش العراقي أي تفاصيل عن أسباب التعاون العسكري في هذه العملية تحديداً، وما هو الدور الذي قامت به القوات الأميركية في العملية المشتركة، ومدى حاجة القوات العراقية لهذا الدور في مهام أخرى، لا سيما أنه يتناقض مع ما يصرّح به المسؤولون العراقيون، ومنهم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بأن القوات العراقية لا تحتاج إلى قوات التحالف الدولي في أي مهمة عسكرية، عدا الاستشارة والتدريب.
وأمس الخميس، التقى الأعرجي، في مكتبه في بغداد، السفيرة الأميركية في العراق إلينا رومانسكي، ووفقاً لبيان صدر عن مكتبه اليوم الجمعة، فإنه "بحث معها تطوير العلاقات، واستمرار التعاون بين البلدين على المستوى الاستراتيجي، بعد انتهاء مهمة التحالف الدولي في العراق". وأكد أنه "جرى التأكيد على أهمية مواصلة الحرب ضد الإرهاب، واستمرار اللقاءات والحوارات، وتبادل المعلومات بما يضمن المصالح المشتركة للبلدين".
وجرى اللقاء بعد يوم واحد فقط من توجيه السوداني، بالعمل لرفع مستوى الاستعداد القتالي، والارتقاء بعمل تشكيلات الجيش، وتفعيل العمل الاستخباراتي، والقيام بعمليات استباقية ضد أوكار ومضافات تنظيم داعش. وما زالت المحافظات العراقية تسجل أعمال عنف متفرقة ينفذها بقايا تنظيم داعش، إذ سجلت محافظة كركوك (شمالاً) مقتل ضابطين كبيرين بتفجير بعبوة ناسفة، وقالت قيادة القوات البرية، في بيان أمس الخميس، إن "انفجار عبوة ناسفة الأربعاء أدى الى مقتل المقدم ليث مؤيد ياسين الحيالي، مدير شعبة استخبارات وأمن فرقة المشاة الآلية الثامنة، والمقدم أحمد محمد أمين، ضابط استخبارات لواء المشاة الآلي الثاني والثلاثون في الجيش". وأوضحت أن "التفجير وقع أثناء تأديتهما الواجب في منطقة جبال الغرة في كركوك".
من جهته، أكد ضابط في الجيش العراقي أن "القوات العراقية نفذت ضربات موجعة لبقايا التنظيم"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "التعاون الاستخباراتي الذي تم في عملية صحراء الأنبار مع الجانب الأميركي، كان مهماً وأسهم في نجاح العملية العسكرية". وأضاف الضابط، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "التعاون المعلوماتي مع الجانب الأميركي على نطاق محدود، وأن معظم العمليات العسكرية ينفذها الجيش العراقي من دون أي دعم من التحالف الدولي".
ويختبئ ما تبقى من عناصر تنظيم داعش، في مناطق وعرة، لكن السلطات الأمنية العراقية تقول إنها "تحت المراقبة"، وتحظى بأهمية لدى الطيران الحربي العراقي، والذي يستهدف باستمرار خطوط الإمداد لهذه الجماعات، وتحديداً على حدود محافظات نينوى، وديالى، وكركوك، وصلاح الدين، والأنبار، وفي مناطق تقع على حدود محافظتي كركوك والسليمانية، مثل وداي زغيتون، ووادي الشاي، وجبال الشيخ يونس، ووادي حوران". وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد أصدر توجيهات للقيادات الأمنية، مطلع العام الحالي، بالتأهب وإجراء مراجعات شاملة للخطط العسكرية، مشدداً على تغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطاً لـ"داعش"، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، بهدف إضعاف قدرات عناصر التنظيم، والحدّ من حركاتهم.
وعقب ذلك، كثفت القوات العراقية عملياتها الأمنية لمنع تحركات عناصر تنظيم داعش، خاصة بالمحافظات المحررة، وقد أعلنت قيادة الجيش أخيراً أن أعداد "الإرهابيين" الموجودين بالعراق حالياً لا تزيد عن 400.