بعد عملية القدس.. الرئاسة الفلسطينية ترفض أي استهداف للمدنيين والإمارات ترسل التعازي لإسرائيل

08 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 18:57 (توقيت القدس)
قوات الاحتلال لدى وصولها لمكان تنفيذ عملية القدس، 8 سبتمبر 2025 (مناحيم كاهانا/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أدانت الرئاسة الفلسطينية عملية القدس، مؤكدة رفضها لاستهداف المدنيين من الجانبين، ودعت لإنهاء الاحتلال لتحقيق الأمن. الإمارات والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا دعوا لخفض التصعيد.
- باركت فصائل المقاومة الفلسطينية العملية، معتبرة إياها ردًا على جرائم الاحتلال، وأكدت على استمرار المقاومة ضد السياسات الإسرائيلية.
- استهدفت العملية حافلة في القدس، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص. أغلقت إسرائيل المعابر وبدأت تحقيقات لتحديد هوية المنفذين.

عقبت الرئاسة الفلسطينية، اليوم الاثنين، على عملية القدس التي أدت إلى مقتل ستة إسرائيليين قرب مفرق مستوطنة "راموت"، فيما سارعت الإمارات إلى التنديد بها وإرسال تعازيها إلى إسرائيل. وكانت فرق الإسعاف الإسرائيلية قد تحدثت في وقت سابق من اليوم عن إصابة عشرين شخصاً على الأقل في عملية القدس، بينما تحدثت شرطة الاحتلال الإسرائيلي عن "تحييد" منفذَي الهجوم، في إشارة إلى استشهادهما.

وجددت الرئاسة الفلسطينية تأكيد موقفها الثابت في رفض وإدانة أي استهداف للمدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين، ونبذ جميع أشكال العنف والإرهاب أياً كان مصدره. وأكدت الرئاسة الفلسطينية، في بيان صحافي، أن الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتحققا بدون إنهاء الاحتلال، ووقف أعمال الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وإرهاب المستوطنين في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة.

وشددت الرئاسة الفلسطينية على أن نيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في الدولة المستقلة وذات السيادة بعاصمتها القدس الشرقية، وتحقيق الأمن والسلام للجميع، هو الكفيل بإنهاء دوامة العنف بالمنطقة. وأشارت الرئاسة الفلسطينية إلى أن تصريحاتها جاءت على إثر ما جرى اليوم في القدس المحتلة.

من جانبها، أدانت الإمارات عملية إطلاق النار في مستوطنة "راموت" بمدينة القدس المحتلة، وأعربت عن تعازيها لإسرائيل. وقالت الخارجية الإمارتية، في بيان، إن أبوظبي "أدانت بأشد العبارات حادثة إطلاق النار". وأعربت عن "استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإرهابية، ورفضها الدائم جميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار"، وفقاً للبيان. وعبّرت عن "خالص تعازيها ومواساتها لأهالي وذوي الضحايا، ولإسرائيل وشعبها الصديق، متمنيةً الشفاء العاجل لجميع المصابين"، بحسب البيان.

كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، عملية القدس. وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك إن "الأمين العام يندد بشدة بالهجوم الإرهابي الذي وقع اليوم في القدس"، مقدماً تعازيه الى عائلات الضحايا. من ناحيته، قال الناطق باسم الاتحاد الأوروبي أنور العنوني: "ندين هذا الهجوم كما ندين كل خسارة للأرواح.. ندعو إلى خفض التصعيد. يظهر ذلك مدى ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار". وتابع وفق ما أوردته وكالة "فرانس برس" أن "المدنيين من الجانبين، فلسطينيين وإسرائيليين، عانوا مدة طويلة جداً وكثيراً جداً. يجب أن ينتهي ذلك الآن. حان الوقت لكسر دوامة العنف هذه".

كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده "تدين بأشد العبارات الهجوم الذي وقع في القدس الشرقية"، وقدم "أحر التعازي لأسر الضحايا وللشعب الإسرائيلي بأكمله". وكتب الرئيس الفرنسي على منصة "إكس": "على دوامة العنف أن تنتهي. الحل السياسي وحده كفيل بعودة السلام والاستقرار للجميع في المنطقة".

الفصائل الفلسطينية تبارك عملية القدس

في المقابل، باركت فصائل المقاومة الفلسطينية عملية القدس، وذكرت حركة حماس في بيان نشرته على "تليغرام": "نبارك العملية البطولية النوعية التي نفذها مقاومان فلسطينيان عند مفرق مستوطنة راموت"، مؤكدة أن عملية القدس "ردّ طبيعي على جرائم الاحتلال وحرب الإبادة التي يشنّها ضد شعبنا، وهي رسالة واضحة بأن مخططاته في احتلال وتدمير مدينة غزة وتدنيس المسجد الأقصى لن تمرّ دون عقاب".

وقالت حماس إن "عدوان الاحتلال المتواصل بحق شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة والقدس، لن يوهن من عزيمة شعبنا ومقاومته. وتأتي هذه العملية في قلب مدينة القدس لتضرب عمقه الأمني، وتؤكد إصرار شبابنا الثائر ومقاومتنا الباسلة على المضي في طريق المقاومة والتصدي للعدوان الصهيوني الفاشي"، مضيفة "لن تفلح مشاريع العدو الصهيوني الإجرامية، ومحاولاته إخضاع شعبنا الفلسطيني أو كسر إرادة مقاومته، كما لن تتحقق أوهامه بوأد المقاومة أو تهجير شعبنا عن أرضه ودياره؛ فكلها ستتحطم أمام إرادة وبسالة شعبنا ومقاومته الباسلة وشبابه الحرّ الأبي".

من جهتها، قالت سرايا القدس، في بيان: "نبارك عملية إطلاق النار البطولية المزدوجة في القدس المحتلة، وهي رد طبيعي ومشروع على جرائم العدو الصهيوني المتواصلة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة".

إلى ذلك، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن "هذه العملية هي رد طبيعي على السياسات الإجرامية المتصاعدة للكيان الصهيوني وعلى التحريض المتواصل وعمليات التهجير والتدمير الممنهجة التي تمارسها حكومة الكيان في قطاع غزة والضفة المحتلة وحتى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1948". وأضافت في بيان: "كما تأتي رداً مشروعاً على ممارسات الاحتلال القمعية وسياسة الإرهاب والتجويع داخل السجون الصهيونية".

وتابع البيان: "إننا إذ ننعى إلى شعبنا الفلسطيني منفذي العملية، ونشيد ببطولتهما الشجاعة، فإننا ندعو أبناء شعبنا في كامل فلسطين إلى تصعيد الرد على جرائم جيش الكيان وسط الصمت والتخاذل العربي والدولي". كما باركت حركة المجاهدين الفلسطينية عملية القدس، وقالت في بيان مقتضب: "ننعى الشهيدين البطلين منفذي العملية النوعية في القدس اللذين لبيا نداء الدين والوطن، ونؤكد أن شعبنا لن يرضخ لآلة القمع والإرهاب الصهيونية وسيجترح السبل للنيل من العدو الجبان".

وتحدثت وسائل إعلام عبرية عن أن إطلاق النار استهدف حافلة، ناقلة عن شهود عيان تأكيدهم أن المنفذين صعدا إلى الحافلة وبدآ بإطلاق النار. وذكر شهود عيان أن إطلاق النار استهدف حافلة في الخط رقم 62، عندما كانت تقف في أزمة مرور، وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإن جندياً وإسرائيليَّين مسلحَين هم الذين أطلقوا النار على منفذي العملية. وأغلقت القوات الإسرائيلية عقب الهجوم في مفترق راموت المعابر بين القدس ومناطق الضفة الغربية المحتلة. وتجري قيادة المنطقة الوسطى وفرقة الضفة الغربية، بالتعاون مع شرطة إسرائيل وجهاز الشاباك، تقييماً للوضع بهدف التحقق من التفاصيل وهوية المنفذين، وما إذا كانا قد قدما من الضفة الغربية. وفي السياق، أفادت وسائل إعلام عبرية، نقلاً عن مصادر أمنية، بأن المنفذين وصلا من قرية في منطقة رام الله.

المساهمون