بعد تحفظها على رفع العقوبات.. الصين ترسل وفداً للقاء الرئيس السوري

21 فبراير 2025   |  آخر تحديث: 20:27 (توقيت القدس)
جانب من لقاء الشرع مع الوفد الصيني في دمشق، 21 فبراير 2025 (سانا)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ناقش الرئيس السوري وفدًا صينيًّا قضايا العقوبات على "هيئة تحرير الشام"، وأكدت الصين على مكافحة الإرهاب، داعية الحكومة السورية لاتخاذ خطوات ملموسة.
- الصين داعم استراتيجي لنظام الأسد منذ 2011، مستخدمة الفيتو في مجلس الأمن، وتسعى لتعزيز وجودها الاقتصادي في سورية عبر مشروع الحزام والطريق، مع التركيز على إعادة الإعمار.
- يرى الباحث محمد المصطفى أن الموقف الصيني يخدم مصالحها، معتبرًا سورية جزءًا من مشروع الحزام والطريق، داعيًا لحل سياسي سريع يحدد مستقبله الشعب السوري.

التقى الرئيس السوري أحمد الشرع، بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني، وفدًا صينيًّا يرأسه شي هونغ، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى سورية، اليوم الجمعة في قصر الشعب بدمشق، وفق ما أعلنت الرئاسة السورية. ويأتي اللقاء بين الشرع والوفد الصيني بعد مؤتمر صحافي لوزارة الخارجية الصينية، عقد في 18 فبراير/ شباط الجاري، أعرب فيه المتحدث باسم الوزارة "قو جياكون" عن تحفظات الصين الشديدة بشأن اقتراح بعض الدول رفع العقوبات عن "هيئة تحرير الشام".

وأشار جياكون خلال المؤتمر إلى ضرورة معارضة سورية لجميع أشكال الإرهاب والتطرف، مضيفًا: "لاحظنا أن هناك إجماعًا على أن الظروف الحالية غير مهيأة لرفع العقوبات التي تفرضها لجنة مجلس الأمن بموجب القرار 1267 على المنظمات السورية المعنية وأعضائها الرئيسيين، ولدى الصين تحفظات جدية بهذا الشأن". ودعا جياكون الحكومة السورية إلى اتخاذ إجراءات ملموسة للاستجابة لمخاوف المجتمع الدولي، بما في ذلك الصين، بشأن مكافحة الإرهاب.

وبرزت الصين سابقًا داعماً استراتيجياً لنظام بشار الأسد عقب اندلاع الثورة في سورية عام 2011، وتمحورت سياسة الدعم الصيني حول الصعيدين السياسي والدبلوماسي، حيث استخدمت الصين حق النقض (الفيتو) عدة مرات، إلى جانب روسيا، لإحباط قرارات ومشاريع تدين نظام الأسد، كما أكدت الصين رفضها التدخل الخارجي في الشؤون السورية.

ومن خلال مشروع الحزام والطريق، الذي تعد سورية جزءًا منه، سعت الصين إلى تعزيز وجودها الاقتصادي والاستثماري في المنطقة، معطية أولوية للمشاركة في إعادة الإعمار، خاصة في قطاع البنية التحتية والطاقة. ومن جانب آخر، عارضت الصين العقوبات الغربية على نظام بشار الأسد، حيث كانت ترى أن هذه العقوبات تعمق معاناة الشعب السوري، لكن مؤخرًا، أبدت تحفظًا واضحًا في رفع هذه العقوبات عن سورية بعد إطاحة نظام بشار الأسد.

ويرى الباحث السياسي محمد المصطفى في حديث لـ"العربي الجديد" أن الموقف الصيني حاليًّا من الحكومة الحالية في سورية والرئيس الشرع يصب في إطار المصالح الصينية في الدرجة الأولى، مبينًا أن الصين لها مصالح في المنطقة، حيث يشمل مشروع الحزام والطريق سورية بوصفها جزءًا منه.

وأشار المصطفى إلى أن التصريحات الصينية الأخيرة تحمل نوعًا من الابتزاز المبطن، إذ تبعث برسالة مفادها أنها قادرة على التعطيل قبل وصول وفودها إلى دمشق، وأن لديها تحفظات تهدف إلى رفع سقف التفاوض، وتُعدّ سورية، بموقعها الاستراتيجي، إضافةً إلى المكاسب المحتملة في مشروع إعادة الإعمار، كعكة مهمة للصين، وهي قادرة على تعطيل رفع العقوبات لزيادة الضغط في المفاوضات مع الإدارة الجديدة، بهدف تحقيق مكاسب ضمن مشروعها الاقتصادي والسياسي.

في هذا السياق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، في إفادة صحافية بعد أيام من سقوط نظام الأسد، إن الصين تتابع من كثب التطورات في سورية، وتأمل أن تعمل جميع الأطراف المعنية بما يخدم مصالح الشعب السوري، وأن تجد حلّاً سياسيًّا لاستعادة الاستقرار في البلاد في أقرب وقت ممكن.

وحول نظرة الصين إلى مستقبل سورية، قالت ماو إن مستقبل سورية ومصيرها يجب أن يحدده الشعب السوري نفسه، مضيفة: "نأمل أن تتمكن جميع الأطراف المعنية، مع الشعور بالمسؤولية عن المصالح طويلة الأجل والأساسية للشعب السوري، من إيجاد حل سياسي سريع لاستعادة الاستقرار والنظام".