بزشكيان يزور عُمان الأسبوع المقبل وسط تشبث إيراني بتخصيب اليورانيوم

19 مايو 2025   |  آخر تحديث: 11:33 (توقيت القدس)
بزشكيان خلال إحياء يوم الجيش الإيراني في طهران، 18 إبريل 2025 (عطا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يعتزم الرئيس الإيراني زيارة سلطنة عمان لتعزيز العلاقات الثنائية، وسط استمرار المفاوضات الإيرانية الأميركية بوساطة عمانية، مع توقع انعقاد جولة خامسة في أوروبا.
- تتركز الخلافات حول تخصيب اليورانيوم، حيث تعتبره إيران خطًا أحمرًا وطنيًا، بينما تطالب واشنطن بتصفيره، مؤكدين أن التخصيب جزء من الصناعة النووية الإيرانية.
- اتهمت إيران الولايات المتحدة بعدم الالتزام الدبلوماسي، مشيرة إلى تناقض التصريحات الإعلامية مع المفاوضات، مع تأكيد الرئيس الإيراني على إمكانية الاتفاق بشرط تجنب التنمر.

أفادت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الاثنين، بأن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان سيزور سلطنة عمان الأسبوع المقبل، لإجراء مباحثات ثنائية مع السلطان هيثم بن طارق. وأعرب بزشكيان، أمس الأحد، خلال لقائه بوزير خارجية عمان بدر البوسعيدي، عن أمله في أن تشكل زيارته إلى السلطنة "نقطة تحول في تعميق العلاقات" بين البلدين.

وتأتي زيارة بزشكيان المرتقبة إلى مسقط على وقع استمرار المفاوضات الإيرانية الأميركية بوساطة عُمان، وتصاعد الخلافات أخيراً بين طهران وواشنطن. وبدأت المفاوضات في 12 إبريل/نيسان الماضي، وأجريت حتى الآن أربع جولات، على أن تُعقد الجولة الخامسة قريباً. وقال المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أمس الأحد، إن الجولة الخامسة قد تُعقد هذا الأسبوع في أوروبا.

وبرز الخلاف الأكبر بين الطرفين حول موضوع تخصيب اليورانيوم، ففيما تؤكد طهران أن ذلك خط أحمر بالنسبة لها، ويجب أن يستمر داخل البلاد، أكد ويتكوف، أمس، ضرورة تصفير تخصيب اليورانيوم في إيران في أي اتفاق. وفي السياق، قال نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، اليوم الاثنين: "إذا كان موقف الأميركيين هو تصفير تخصيب اليورانيوم في إيران، فلن نصل إلى نتيجة"، مضيفاً "لن نتنازل عن تخصيب اليورانيوم"، مشدداً أن "موقفنا واضح بشأن هذه المسألة، والتخصيب هو مكسب وطني لنا"، وفقاً لموقع "انتخاب" الإيراني الإصلاحي.

في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقايي، اليوم، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن تخصيب اليورانيوم "غير قابل للتفاوض، وهو جزء من عملية الصناعة النووية الإيرانية"، مضيفاً أن التخصيب "تقنية وحاجة وحق، للتأكد من أن الصناعة النووية تواصل عملها دون توقف".

وقال إن مواقف الطرف الأميركي "تتبدل" خلال المفاوضات، نافياً وجود مفاوضات موازية إلى جانب مفاوضات مسقط بين مستشار المرشد الإيراني علي شمخاني ووزير الخارجية الأميركي مارك روبيو، ومؤكداً أن المسار التفاوضي الوحيد هو ما يجري بشكل غير مباشر بين عراقجي وويتكوف.

وحول ما إذا كانت طهران ستنسحب من المفاوضات في حال إصرار الطرف الأميركي على تصفير تخصيب اليورانيوم، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن "أي عملية تفاوضية تهدف إلى حل الخلاف، ومشاركتنا في المفاوضات هي بهدف التأكيد على أحقيتنا وجديتنا في التوصل إلى تفاهم معقول وعادل"، مشيراً إلى أن هذه المشاركة "لا تعني القبول بمواقف الطرف الآخر".

واتهم بقايي الولايات المتحدة الأميركية بأنها "لا تلتزم بأي من قواعد الدبلوماسية"، قائلاً إن "هذا هو الجزء الأصعب في المفاوضات". ونفى تلقي إيران "أي مقترحات مكتوبة" من المفاوض الأميركي، أو وجود اقتراح إيراني بتشكيل ائتلاف إقليمي لإنتاج اليورانيوم، موضحًا أن "هذه الفكرة قديمة وليست جديدة"، ومبيناً أن "ما يطرحه الجانب الأميركي في التصريحات الإعلامية يتعارض أحياناً تماماً مع ما يدور على طاولة التفاوض".

في السياق، أعرب الرئيس الإيراني، خلال استقباله البوسعيدي على هامش منتدى حوار طهران أمس، عن أمله في أن "تفضي الجهود والنيات المخلصة والصادقة للسلطان هيثم بن طارق إلى اتفاق عاجل وضامن للاستقرار الإقليمي المستدام في المفاوضات مع واشنطن". وأكد بزشكيان أيضاً لدى استقباله رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمس، أن "الاتفاق مع أميركا في المتناول، لكنه بحاجة إلى شرط أساسي، وهو أن يتجنب الطرف الأميركي نهج التنمر والإملاء"، مشدداً على أن طهران "لن ترضخ للقوة تحت أي ظرف".

من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مرة أخرى أمس الأحد، رداً على ويتكوف، أن "تخصيب اليورانيوم سيستمر في إيران سواء حصل اتفاق أو لم يحصل" مع الولايات المتحدة الأميركية. وعزا عراقجي بطريقة غير مباشرة تصريحات ويتكوف إلى محاولة لاحتواء المجموعات المتنفذة، حيث قال إنه "خلال المفاوضات بشأن برنامج إيران النووي السلمي، تحظى الأطراف الأميركية بحرية في الإدلاء بما يرونه ضرورياً في الفضاء العام لاحتواء ضغوط مجموعات متنفذة أو عناصر متآمرة كانت تحدد أجندة الإدارات السابقة" في الولايات المتحدة الأميركية.