استمع إلى الملخص
- وقع بزشكيان حزمة من الاتفاقيات الأمنية والسياسية والاقتصادية مع المسؤولين العراقيين، وبحث ملف الجماعات الكردية الإيرانية المعارضة في إقليم كردستان.
- التقى بزشكيان بتجمعات عشائرية في البصرة، وأكد على تعزيز العلاقات بين البلدين، واعتبر الباحث فراس إلياس الزيارة رسالة واضحة للجانب الأمريكي.
اختتم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مساء الجمعة، زيارته الأولى إلى العراق، التي تضمنت عقد لقاءات سياسية وأخرى اجتماعية ودينية مع أوساط عراقية مختلفة، وشملت زيارة سبع محافظات ومدن، هي: بغداد، وأربيل، والسليمانية، والكاظمية، والنجف وكربلاء، حيث أدى مراسم زيارة دينية للعتبات المقدسة هناك، ومحافظة البصرة المطلة على مياه الخليج العربي، التي اختتم منها زيارته.
ووقع بزشكيان حزمة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الأمنية والسياسية مع المسؤولين العراقيين، كما بحث بشكل معمق ملف الجماعات الكردية الإيرانية المعارضة الموجودة في إقليم كردستان والتي تصنفها طهران بأنها منظمات إرهابية. وأبرز المذكرات الأربع عشرة التي وقعها كانت تلك المتعلقة بالجانب الأمني والتبادل المعلوماتي، إلى جانب مذكرات اقتصادية وتجارية بين البلدين، فضلاً عن تأكيد اتفاقيات سابقة عقدت إبان حكم الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، الذي وقعت بغداد مع طهران حزمة اتفاقيات مختلفة خلال الأشهر الأولى من وصوله للحكم.
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، بأنّ بزشكيان عاد إلى طهران بعد ظهر الجمعة مختتماً زيارة استمرت مدة ثلاثة أيام. كما نقلت وكالة "مهر" للأنباء عن بزشكيان قوله عقب عودته إلى طهران: "حققنا إنجازات هامة لخلق نظرة مشتركة خلال هذه الرحلة"، مضيفاً أنه "من بين الأهداف التي سعينا لتحقيقها خلال زيارتنا للعراق التي استمرت ثلاثة أيام هي الوحدة والتماسك للوصول إلى لغة ونظرة مشتركة بعضنا مع بعض".
بزشكيان يرتدي عباءة عربية مهداة من عشائر البصرة
وكان لافتاً لقاء الرئيس الإيراني بتجمعات عشائرية عربية في البصرة وأخرى دينية وثقافية واجتماعية. وخلال زيارته، أهداه شيخ قبيلة البطاط العراقية العباءة العربية، وهو تعبير عن حفاوة استقبال الضيف الإيراني الذي يعتبر أول رئيس إيراني يزور البصرة منذ 70 عاماً.
وألقى الرئيس الإيراني خلال حضور تجمع عشائري كلمة أكد فيها على عدة أمور، منها العلاقات بين البلدين وتعزيزها. وقال رئيس لجنة الأمن في محافظة البصرة عقيل الفريجي، للصحافيين من ديوان حكومة محافظة البصرة عصر الجمعة: "ناقشنا عدة قضايا محددة، بما في ذلك التبادل التجاري والاقتصادي وتعزيز التنسيق بين إيران المجاورة ومحافظة البصرة، من خلال المباحثات التي جرت بين محافظ البصرة الذي قاد الفريق، والرئيس الإيراني الذي رافقته حكومته، مع عدد من المسؤولين".
من جانبه، وصف عضو تحالف الفتح في بغداد محمد الدراجي، في حديث مع "العربي الجديد"، الزيارة بـ"الناجحة"، مضيفاً أن العراق يأمل بأن تكون علاقاته مع جميع دول الجوار مميزة، متحدثاً عن "تعاون جديد بين البلدين في مختلف المجالات، إلى جانب التأكيد على التنسيق الأمني وبحث العدوان الإسرائيلي على غزة والموقف الموحد للبلدين منه".
أما الباحث المختص بالشأن الإيراني فراس إلياس، فعلّق على زيارة الرئيس الإيراني على منصة إكس قائلاً، إنّ إيران "نجحت في تأكيد حضورها ومحوريتها وسطوتها في الداخل العراقي، والأهم نجحت في إرسال رسالة واضحة للجانب الأميركي بأنّ إيران باقية في العراق، في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة للرحيل"، في إشارة إلى جولات المفاوضات العراقية مع واشنطن بشأن سحب قواتها من العراق.
في ختام زيارة الرئيس الإيراني للعراق، نجحت إيران في تأكيد حضورها ومحوريتها وسطوتها في الداخل العراقي، والأهم نجحت في إرسال رسالة واضحة للجانب الأمريكي بأن إيران باقية في العراق، بالوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة للرحيل.
— فراس إلياس (@FirasEliasM) September 13, 2024