بزشكيان يبحث مع سلطان عُمان المفاوضات مع الولايات المتحدة
استمع إلى الملخص
- تلعب عُمان دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة، حيث تجري جهود وساطة جديدة منذ إبريل/نيسان للوصول إلى اتفاق نووي، مع خمس جولات تفاوضية حتى الآن.
- رغم التحديات، فإن التقييم العام للمفاوضات إيجابي، لكن تعقيد القضايا مثل تخصيب اليورانيوم يعكس حساسية المفاوضات.
أعرب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال لقائه سلطان عُمان هيثم بن طارق، عن امتنانه وشكره لمسقط على "دورها النشيط والبنّاء" في المفاوضات الإيرانية الأميركية، معرباً عن أمله في أن تصل هذه المفاوضات إلى "نتائج جيدة". وأبدى بزشكيان استعداد بلاده لتطوير العلاقات والتعاون مع عُمان في جميع المجالات، السياسية والمالية والعلمية والتقنية والطبية، داعياً إلى تسهيل عملية التبادل الاقتصادي والتجاري وتوسيع التعاون الدفاعي والأمني.
وأكد الرئيس الإيراني أن طهران "لديها ثقة تامة" بسلطنة عُمان، "ما يحمّل على عاتقهما مسؤولية أكبر لتعزيز العلاقات ومتابعة تنفيذ التفاهمات". كما دعا السلطان هيثم، في تصريحاته خلال استقباله الرئيس الإيراني، إلى "إحداث قفزة ذات مغزى في العلاقات بين البلدين"، لافتاً إلى ضرورة توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية. وأكد السلطان العماني أن بلاده "ستتابع بجدية مسار المفاوضات" بين طهران وواشنطن، و"تعتبر أن نجاح الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو نجاح للمنطقة"، معلناً ترحيبه بـ"أي تعاون مع إيران، خاصة في المجالات العسكرية"، وفق وكالة "إرنا" الإيرانية الحكومية.
كما أعرب بن طارق عن شكره للمرشد الإيراني علي خامنئي على "حُسن ثقته" في سلطنة عُمان للعب دور الوساطة بين إيران والولايات المتحدة، مؤكداً "أن بلاده لا تبحث في هذا المسار عن أي مصلحة أو منفعة خاصة، ودخلت ذلك بنيّة حسنة"، ومخاطباً الرئيس الإيراني بالقول: "كونوا على ثقة بأننا سنتابع بكل احترام ودقة" مواقف المرشد الإيراني التي نقلها إليه بزشكيان خلال اللقاء.
وتُعتبر سلطنة عُمان وسيطاً مهماً بين إيران والولايات المتحدة الأميركية طيلة أربعة عقود، وتجري مسقط حالياً جهود وساطة جديدة منذ 12 إبريل/نيسان الماضي بين الإدارة الأميركية والحكومة الإيرانية، بهدف الوصول إلى اتفاق حول الملف النووي الإيراني ورفع العقوبات عن طهران. وأُجريت حتى اليوم خمس جولات تفاوضية بين الطرفين بوساطة عُمانية، ويجري العمل حالياً على إطلاق الجولة السادسة قريباً، لكن موعدها لم يُحدّد بعد.
وفي الجولة الخامسة، التي انعقدت الجمعة الماضي، قدّم وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي مقترحات للمفاوضَين الإيراني والأميركي لتقريب وجهات النظر بينهما حول القضايا الخلافية، وأبرزها مسألة تخصيب اليورانيوم التي ترفض طهران إيقافها باعتبارها خطاً أحمر، فيما تصرّ الولايات المتحدة على ضرورة تخلّي إيران عن ذلك.
وفيما بقي مضمون هذه المقترحات قيد الكتمان حتى اللحظة، كشف عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أحمد بخشايش أردستاني، في حوار مع موقع "ديده بان إيران" (المرصد الإيراني)، اليوم الثلاثاء، أن الوزير العُماني اقترح على إيران أن "توقف تخصيب اليورانيوم لمدة ستة أشهر حالياً، ثم تستأنف ذلك بعد هذه الفترة"، مشيراً إلى أن "إيران لم تقبل هذا الاقتراح العماني بعد، لأن التجارب السابقة تُظهر أن هناك احتمالًا لطرح الطرف الآخر المزيد من المطالب المفرطة".
ولفت البرلماني الإيراني إلى أن بلاده قد وصلت إلى "مرحلة لدينا فيها ما يكفي من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60% لصناعة عدة قنابل نووية. إن 300 كيلوغرام من اليورانيوم المخزّن لدى إيران تكفي لصنع عشر قنابل نووية، وفي حال استمرار تهديدات إسرائيل، يمكننا رفع مستوى التخصيب أكثر".
وبشأن المفاوضات بين إيران وأميركا، أوضح بخشايش أردستاني أن المفاوضات "رغم صعوبات تعترض طريق التوصّل لاتفاق بين إيران وأميركا، فإن التقييم العام لمسار المفاوضات إيجابي، ويبدو أن هذه المفاوضات ستصل إلى نتيجة. وكلما طال أمد المفاوضات، فهذا يدل على رغبة الطرفين في التفاهم أكثر حول الخلافات الموجودة، وأن طول أمد الحوار ليس بالضرورة علامة على سير الأمور بشكل سيئ".
وتعليقاً على هذه التصريحات، نفى مسؤول إيراني رفيع المستوى، لم يُكشف عن هويته، في حديث مع وكالة "تسنيم" الإيرانية المحافظة، اقتراح مسقط على طهران وقف التخصيب لستة أشهر. كما نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أمس الاثنين، صحة الأنباء عن وجود مقترح لوقف إيران تخصيب اليورانيوم لثلاث سنوات مقابل رفع جزئي للعقوبات وامتيازات أخرى.