استمع إلى الملخص
- أشار وزير الخارجية الإيراني إلى التطورات السريعة في سورية، معترفًا بعجز الجيش السوري وتأثره بحرب نفسية، وأكد اتفاق إيران وسورية وتركيا على وقف الهجمات وفق مسار أستانة.
- شددت الخارجية الإيرانية على احترام وحدة سورية وسيادتها، داعية لإنهاء الاشتباكات وإطلاق الحوارات الوطنية، مؤكدة دعمها للآليات الدولية واستعدادها لدعم استقرار سورية.
في تعليق له على سقوط نظام بشار الأسد الحليف لإيران في سورية، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مساء اليوم الأحد، في اجتماع للحكومة الإيرانية، ضرورة إطلاق الحوار بين مختلف شرائح المجتمع السوري، داعياً إلى إنهاء الاشتباكات المسلحة والعنف بأسرع وقت ممكن. وشدد بزشكيان على أهمية الحفاظ على وحدة سورية وسيادتها وسلامة أراضيها، مضيفاً أن الشعب السوري "يجب أن يقرر بشأن مستقبل بلاده ونظامها السياسي وحكومته"، وفق التلفزيون الإيراني.
وقال الرئيس الإيراني إنه من خلال إنهاء الصراع العسكري في سورية والعنف يجب تمكين الشعب السوري "لتقرير مصيره واتخاذ قرارات تليق بهذا الشعب العظيم في بيئة هادئة بعيداً عن أي عنف وقلق وتدخل أجنبي مدمر".
كما أكد ضرورة تأمين أمن جميع المواطنين السوريين والمقيمين في سورية والحفاظ على الأماكن المقدسة والمقرات الدبلوماسية وفق القانون الدولي، لافتاً إلى أن إيران ستواصل مشاوراتها الدبلوماسية مع الأطراف المعنية والأمم المتحدة لاستقرار الأوضاع في سورية والحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها.
ودان بزشكيان بشدة الاعتداءات الإسرائيلية على سورية، داعياً جميع الأطراف السورية ودول المنطقة إلى الحذر واليقظة أمام "استغلال الكيان الصهيوني للوضع لتمرير طموحاته التوسعية وغير الشرعية تجاه شعوب المنطقة".
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مساء اليوم الأحد، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني إن "جميع المؤشرات والتحليلات كانت تدل على أن هذه العملية ستحدث لكن ما شكل مفاجأة كان عجز الجيش السوري أولاً وسرعة التطورات ثانياً"، مضيفاً: "نحن كنا على اطلاع استخباري تام بالتحركات في إدلب ونقلنا جميع المعلومات إلى الحكومة السورية".
وتابع عراقجي: "كنا نعلم بما تخططه أميركا والكيان الصهيوني"، قائلاً إن "السؤال المطروح هو أن الجيش السوري لماذا انسحب بهذه السرعة وهذا كان مفاجئاً"، مضيفاً أن بشار الأسد أيضاً كان يستغرب من أداء جيشه وافتقاره للدافع و"كان واضحاً أنه لم يكن هناك تحليل صحيح حول ما يجري في سورية وأنا اعتقد أن الجيش السوري بات أسيراً لحرب نفسية".
وأوضح وزير خارجية إيران أنه في لقائه الأخير مع الأسد الأحد الماضي قدم توصيات للأسد بشأن الجيش و"طريقة التعامل مع الشارع"، مؤكداً أن إيران وسورية وتركيا كانت قد اتفقت على وقف الهجمات وفق مسار أستانة.
وأردف: "إننا كنا نتحرك في هذا المسار بهدوء لكن الإقدام لم يكن جيداً لأن حكومة السيد الأسد كانت تبدي مرونة قليلة"، مضيفا: "لست متأكداً أن سورية ستخرج عن طريق المقاومة"، معتبراً أنها كانت قد لعبت دوراً "مهماً في دعم المقاومة لكن ليس الأمر بأن المقاومة من دون سورية ستتوقف"، مؤكداً أن "المقاومة ليست رهينة الطريق البري، فهل هناك تواصل بري مع اليمن وغزة فالمقاومة تفتح طريقها وتؤمن سلاحها". وشدد على أن حزب الله لديه ما يكفيه من الأسلحة لسنوات، محذراً من اتساع المواجهات في المنطقة بعد سقوط النظام السوري.
وكانت الخارجية الإيرانية قد أكدت في بيان أنها "إذ تحترم وحدة سورية وسيادتها الوطنية وسلامة أراضيها تؤكد أن الشعب السوري هو المخول فقط بتقرير مصيره واتخاذ القرار حول مستقبل سورية من دون تدخل مدمر أو إرغام أجنبي".
وأضافت الخارجية أن "تحقيق هذا الأمر الهام يستدعي إنهاء الاشتباكات العسكرية بأسرع وقت ومنع الممارسات الإرهابية وإطلاق الحوارات الوطنية بمشاركة جميع مكونات المجتمع السوري لأجل تشكيل حكومة شاملة تمثل جميع أبناء الشعب السوري". وأكدت أن "طهران تدعم الآليات الدولية بمحورية القرار 2254 للأمم المتحدة لمتابعة المسار السياسي في سورية كالسابق وتستمر في تعاملها البناء مع الأمم المتحدة في هذا المجال".
وأكدت الخارجية الإيرانية أن "سورية تعيش مرحلة خطيرة في تاريخها ومن الضروري للغاية تأمين أمن جميع المواطنين ورعايا بقية الدول والحفاظ على حرمات الأماكن المذهبية المقدسة والمقرات الدبلوماسية وفق قواعد القانون الدولي"، مشيرة إلى أنه "تربط بين الشعبين الإيراني والسوري علاقات تاريخية ودية وننتظر استمرارها باعتماد نهج حكيم مدبر على أساس المصالح المشتركة وتنفيذاً للالتزامات القانونية الدولية".
وأوضحت أن "إيران تؤكد أهمية موقع سورية بلداً مهماً ومؤثراً في الشرق الأوسط ولن تألو جهداً لدعم استقرار سورية وستواصل مشاوراتها مع جميع الأطراف المؤثرة خاصة في المنطقة".
وختمت الخارجية الإيرانية بيانها بالقول إن طهران "ترصد بشكل دقيق تطورات سورية والمنطقة وتنظر بعين الاعتبار إلى سلوك اللاعبين المؤثرين وأدائهم في الساحة السياسية والأمنية السورية لتتخذ توجهاتها ومواقفها المناسبة".