بزشكيان: لا نريد الحرب وردنا سيكون حازماً على أيّ عدوان محتمل
استمع إلى الملخص
- أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إلى عدم وجود خطط لمفاوضات جديدة مع الولايات المتحدة، مشددًا على ضرورة تغيير السلوك الأميركي لاستئناف الحوار.
- رد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على التهديدات الأميركية، مؤكدًا التزام إيران بتطوير التكنولوجيا النووية السلمية وانتقاد الجرائم الإسرائيلية في غزة.
أكّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الاثنين، أن بلاده قبلت في السابق بأشد أنظمة الرقابة الدولية على أنشطتها النووية، وهي مستعدة اليوم أيضاً للتعاون في هذا المجال، مضيفاً في الوقت ذاته، أنّ "ذلك لا يعني التنازل عن حقوق الشعب الإيراني". وأعلن بزشكيان استعداد إيران للحوار بشأن الملف النووي، قائلاً: "لا نطلب الحرب، لكن ردنا سيكون حازماً على أيّ عدوان محتمل".
وجاءت تصريحات بزشكيان خلال استقباله السفير الفرنسي الجديد، بيير كوشار، إذ أوضح أن إيران "تسعى إلى تعزيز الوفاق الداخلي والتعامل مع المجتمع الدولي"، مشيراً إلى أن "الدول الغربية من خلال الترويج للاتهامات والادعاءات الزائفة حول سعي إيران لامتلاك السلاح النووي تعطّل هذا المسار"، وأضاف الرئيس الإيراني: "نطالب بحقوقنا في إطار القوانين الدولية ونلتزم بمتطلباتها، وكما قبلنا سابقاً بأشد أنظمة الرقابة على برنامجنا النووي، فنحن اليوم أيضاً مستعدون للتعامل بهذا الشأن".
وفي وقت سابق اليوم الاثنين، أكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، عدم وجود أي خطط لإجراء مفاوضات جديدة مع الولايات المتحدة في الوقت الراهن، مضيفاً أن الإدارة الأميركية استغلت جولات الحوار السابقة للعدوان على إيران، و"خانت الدبلوماسية"، مشدداً على أن الشرط الأساسي لاستئناف أيّ مفاوضات جديدة هو "تغيير السلوك والرؤية الأميركيَين تجاه أصل التفاوض". وأشار، في الوقت نفسه، إلى أن طهران لن تتردد في انتهاج الدبلوماسية متى رأت أن مصلحتها القومية يمكن أن تتحقق عن طريق التفاوض.
من جهته، رد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الاثنين، في منشور على منصة "إكس"، على التهديدات الجديدة الصادرة عن المسؤولين الأميركيين، محذراً من أنه "إذا تكرر العدوان، سنقدّم رداً أشدّ ولن يكون بالإمكان إخفاؤه"، وأضاف أن بلاده "لن تتجاوب أبداً مع لغة التهديد والترهيب، فالإيرانيون لم ينحنوا قط أمام الأجانب، ولن يردوا إلا على أساس الاحترام".
وأكّد عراقجي أن إيران على دراية تامة بما حدث خلال الاعتداء الأخير الأميركي-الإسرائيلي، سواءً ضد إيران أو ضد أعدائها، مشيراً إلى احتياج أكثر من مليون إيراني للرادیوایزوتوبات الطبية التي ينتجها مفاعل طهران البحثي، "ذلك المفاعل الذي أنشأته الولايات المتحدة ويعمل باليورانيوم المخصب بنسبة 20%"، إضافة إلى الحاجة الوطنية إلى مواصلة تخصيب اليورانيوم لتأمين وقود المفاعلات النووية الجديدة.
وشدّد وزير الخارجية الإيراني على أنه "من غير المعقول أن يضحي أي شعب حصيف بثمار استثماراته الضخمة في التكنولوجيا السلمية والمنقذة للأرواح، استجابة لمطالب القوى المتغطرسة"، وأردف أن القصف الذي استهدف المنشآت النووية الإيرانية أثبت مجدداً أنه لا وجود لحل عسكري في هذه القضية، وإذا كان ثمة مخاوف حقيقية من انحراف الأنشطة النووية عن مسارها السلمي، "فقد ثبتت عبثية الخيار العسكري، بينما ربما يكون هناك مخرج دبلوماسي ناجح"، واختتم بالتأكيد أن التكنولوجيا النووية الإيرانية ليست قابلة للتدمير عبر القصف، وأن "إرادتنا أقوى من أن تهزم، رغم الضرر الكبير الذي لحق بمرافق التخصيب".
في سياق آخر، أشار بزشكيان إلى الجرائم غير المسبوقة والوحشية التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد سكان غزة، منتقداً بشدة حالة الصمت والتقاعس من الدول الأوروبية وفرنسا إزاء هذه الكارثة، متسائلاً: "أيّ مبرّر يمكن أن يجيز قتل الأطفال والنساء والرجال جوعاً جراء الحصار الإجرامي على شعب بأكمله؟! هل الأطفال حديثو الولادة إرهابيون ليُقصفوا أو يموتوا جوعاً بسبب حصار غزة؟!"، وأعرب عن أمله في أن تضطلع دول مثل فرنسا بدور أكثر فاعلية في وضع حد للجرائم المتواصلة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة.