بزشكيان: طلب واشنطن تسليم احتياطاتنا من اليورانيوم المخصب أفشل المفاوضات مع أوروبا
استمع إلى الملخص
- أشار بزشكيان إلى استعداد إيران لمواجهة تفعيل "سناب باك" عبر علاقاتها مع دول الجوار ودول بريكس ومنظمة شنغهاي، وانتقد الدعم الأمريكي لإسرائيل، معبراً عن أمله في نتائج نهضة السخط الشعبي العالمي ضدها.
- شدد بزشكيان على أن إيران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، مؤكداً أن الاتهامات تهدف لتشويه صورة إيران، وأن السياسة الإيرانية تستند إلى توجيهات المرشد الأعلى علي خامنئي.
قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم السبت، إن بلاده لم تتوصل إلى اتفاق مع الدول الأوروبية الثلاث، فرنسا وبريطانيا وألمانيا بشأن وقف تفعيل آلية "سناب باك" التي تعيد فرض العقوبات الدولية على إيران، عازياً السبب إلى طلب أميركي "غير مقبول" بتسليم كل ما لدى إيران من اليورانيوم المخصب مقابل منحنا مهلة ثلاثة أشهر، وهذا أمر مرفوض تماماً".
ولدى وصوله إلى مطار طهران عائداً من نيويورك، قال بزشكيان لوسائل إعلامية محلية، إنه في المحادثات الثنائية مع المسؤولين الأوروبيين بشأن آلية "السناب باك" فإنّنا "توصلنا معهم، في الظاهر، إلى تفاهمات، غير أنهم بعد محادثاتهم مع الولايات المتحدة كانوا يختلقون ذرائع مختلفة"، وأوضح بزشكيان، أنّ "إيران قبلت بالمطالب التي طرحها الأوروبيون، ومنها السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء عمليات تفتيش، وأبدت استعدادها لذلك".
وأضاف أنه "جرت مناقشات معهم حول مسألة اليورانيوم المخصّب"، لافتاً إلى أنه أكّد لهم استعداد طهران "لتقديم مزيد من الشفافية، وأنها جاهزة للحوار، لكن، رغم كل هذه الخطوات، كانوا في كل مرة يقدّمون ذرائع جديدة". وأضاف الرئيس الإيراني "في نهاية المطاف علينا أن نتكاتف، مستفيدين من قدراتنا الداخلية ومن خبرات الخبراء في البلاد؛ فتصوّر إمكانية شل حركتنا أمر غير مقبول. لدينا إمكانات كبيرة، وسنعمل معاً لإيجاد السبل الكفيلة بالخروج من المشكلات أو ابتكار حلول لها".
وبحسب التلفزيون الإيراني، قال بزشكيان، قبيل مغادرته نيويورك، إن مفاوضاته مع الأطراف الأوروبية أفضت إلى تفاهمات، "لكن المطالب غير المنطقية من الجانب الأميركي جعلت من الطبيعي أن يتعذر التوصل إلى اتفاق لتعليق آلية إعادة فرض العقوبات". وأضاف برشكيان: "هم بعد أشهر قليلة سيطرحون مطلباً آخر، ويقولون إنهم يريدون تفعيل سناب باك. وإذا خُيّرنا بين مطالبهم غير العقلانية وتفعيل سناب باك، فسنختار الأخيرة، وسنتمكّن رغم ذلك من حل مشكلاتنا".
وأكد الرئيس الإيراني أن بلاده أعدت التدابير اللازمة لمواجهة احتمال تفعيل الآلية، مستنداً إلى علاقاتها مع دول الجوار، ودول بريكس، ومنظمة شنغهاي للتعاون، إضافة إلى "الثقة الراسخة لدى الشعب الإيراني في بلده ووحدة أراضيه واعتزازه بكرامته وسيادته". وأشار بزشكيان إلى أن أفعال إسرائيل والدعم الأميركي لها لا تخلّف سوى النفور لدى أحرار العالم وأن هذا الشعور بات يتجسد في المحافل الدولية، آملاً أن تظهر قريباً "نتائج نهضة السخط الشعبي العالمي ضد إسرائيل".
وفي استعراضه لجدول أعماله على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أوضح أنه سعى عبر القنوات الدبلوماسية والسياسية إلى إيصال رسالة واضحة أن "إيران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، وأن الاتهامات الإسرائيلية والأميركية ليست سوى عرض مسرحي لتشويه صورة إيران".
وشدد بزشكيان، وفق وكالة إرنا الحكومية، على أن "إيران لم ولن تسعى لامتلاك القنبلة النووية"، قائلاً إنه حتى وإن وُجدت في الداخل الإيراني وجهات نظر مختلفة، فإن "السياسة العملية والعقيدة التنفيذية للدولة يستندان إلى توجيهات المرشد الأعلى (علي خامنئي) وستبقى الحكومة متمسكة بهذا الخط".
وبشأن الموقف الإيراني بعد تفعيل "سناب باك"، أكد "لن نستسلم"، مضيفاً أن "القوة الشاملة والوحدة الداخلية هما الضمانة الحقيقية لمواجهة هذه الأزمات". وأردف: "إذا كنا ضعفاء فسيسحقوننا، لكن إذا قوّينا أنفسنا في المجالات كافة، من التواصل الداخلي إلى التطور العلمي والثقافي، فلن نخشى هذه الأزمات، فهي مسار لا بد من اجتيازه". وفي ختام تصريحه، حمّل بزشكيان الكيان الإسرائيلي مسؤولية "جرّ المنطقة والعالم إلى سفك الدماء"، مؤكداً أن التاريخ سيصدر حكمه الصارم على جرائمه، "ولن تخلف سوى القبح والعار لمرتكبيها وداعميهم".