استمع إلى الملخص
- شهدت إيران مسيرات حاشدة في ذكرى الثورة الإسلامية، حيث ندد الإيرانيون بالاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة، وأكد قائد الحرس الثوري على عدم الرضوخ للتهديدات الخارجية.
- دعت الخارجية الإيرانية للمشاركة في المسيرات، مؤكدة على تطوير القدرات الوطنية والدفاع عن الأمن القومي، مع التزامها بالحوار مع دول الجوار وتحذيرها من الرد على التهديدات الخارجية.
قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الاثنين، في سياق الرد على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تفضيله التوصل إلى اتفاق مع إيران: "إنه (ترامب) يدعو للتفاوض لكنه في الوقت نفسه يوقّع على مذكرة تحتوي على جميع المؤامرات لتركيع إيران"، مشددًا على دعمه موقف المرشد الإيراني علي خامنئي الرافض التفاوضَ مع أميركا.
وأكد بزشكيان، في كلمة أمام المشاركين المحتفلين بالذكرى الـ46 للثورة الإسلامية التي قامت عام 1979 على النظام الملكي السابق، أن إيران "ستحبط جميع مؤامرات الأعداء"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تدعم الاحتلال الإسرائيلي في قصف وقتل الأبرياء في غزة ولبنان والمنطقة، وأضاف: "ندعم غزة لأنها مظلومة وتقاوم".
ومضى قائلاً إن الرئيس الأميركي يزعم أنه بصدد "السلام والهدوء، لكنه يدعم مجرماً مداناً من المؤسسات الدولية"، في إشارة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مشدداً على أن بلاده "لن تستسلم ولا نسعى للحرب وسنفشل المؤامرات ونحن قادرون على التغلب على المشكلات". وأكد بزشكيان: "نريد الأخوة والسلام مع الجميع في المنطقة"، متهماً الكيان الإسرائيلي والإدارة الأميركية بالعمل على زعزعة استقرار وأمن المنطقة، موضحاً أن "الأعداء يخططون لاغتيالات وبث الفرقة والخلاف وتوسيع العقوبات في البلد، لكننا أقوياء وسنبقى أقوياء".
وأعلن الرئيس الإيراني دعمه موقف المرشد الإيراني علي خامنئي الرافض التفاوض مع أميركا، قائلاً إن توجيهاته "هي الفاصلة في كل شيء وقوتنا في وحدتنا"، داعياً إلى "ترك الخلافات جانباً والعمل على مواجهة التحديات والمشكلات تحت قيادة المرشد"، مؤكداً أن بلاده تعيش "حرباً اقتصادية شاملة يجب التصدي لها"، ومشدداً على أنه "سنتجاوز الأزمات بالوحدة والوفاق".
يأتي ذلك فيما خرجت مسيرات في المدن والقرى الإيرانية للاحتفال بذكرى الثورة الإسلامية. وفي العاصمة طهران، خرجت مسيرة حاشدة في وسط المدينة، تقدمها كبار المسؤولين الإيرانيين السياسيين والعسكريين وسط هتافات منددة بالاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة ودعوات للوقوف بـ"حزم" في مواجهة التهديدات والضغوط الأميركية والإسرائيلية. وأحرق المشاركون في المسيرات الأعلام الإسرائيلية والأميركية مع دعم موقف البلاد من رفض التفاوض مع أميركا، وفق ما بثه التلفزيون الإيراني.
من جهته، أكد قائد السلاح الجوي في الحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زادة، على هامش مشاركته في مسيرات طهران، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "لا يتجرأ على مهاجمة إيران"، مشيراً إلى أن بلاده "لن ترضخ للتهديد"، داعياً الشارع الإيراني إلى عدم القلق من التهديدات الخارجية، مضيفاً: "علينا أن نحل مشاكل الداخل".
إلى ذلك، دعت الخارجية الإيرانية في بيان، صباح اليوم الاثنين، الإيرانيين إلى المشاركة المكثفة في مسيرات ذكرى انتصار الثورة، مؤكدة أن المنطقة تتعرض أكثر من أي وقت مضى لـ"انعدام الأمن" بسبب السياسات التوسعية والحربية الإسرائيلية و"خرق الإدارة الأميركية القانون ورفضها جميع قواعد القانون الدولي"، مشيرة إلى أن الجمهورية الإسلامية في هذه الظروف "عازمة على تطوير قدراتها الوطنية في جميع المجالات واستخدام جميع طاقاتها المادية والمعنوية للدفاع عن أمن إيران القومي ومصالحها القومية، فضلاً عن التعاون والتعامل المؤثر مع دول الجوار والمنطقة لأجل تعزيز استقرارها وأمنها".
وأضافت الخارجية الإيرانية أنها "إذ تدرك الظروف الخطيرة إقليمياً ودولياً، لن تتوانى في أي جهد ومبادرة لتأمين مصالح إيران القومية اتكالاً على عناصر قوتها واقتدارها"، معلنة تمسك الجهاز الدبلوماسي الإيراني بـ"آداب حوار مشرف وتعامل ذكي مع أي طرف يعترف بمصالح الشعب الإيراني المشروعة وينظر إلى التفاوض باعتباره طريقة عقلانية للوصول إلى مصالح متبادلة".
وفي الوقت نفسه، قالت الخارجية الإيرانية في بيانها إن "أعداء" إيران وظّفوا كل طاقاتهم وقدراتهم للإضرار بإيران، وبث "الفرقة" بين صفوف الشعب، وممارسة الضغوط الاقتصادية والسياسية والنفسية عليهم، متوعدة بأن البلاد سترد بـ"حزم" على "أي مطامع وفرضها من جانب واحد عبر التهديد والترهيب والضغط".