الموفد الأميركي من بيروت: خطة نزع سلاح حزب الله قبل الانسحاب الإسرائيلي

26 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 16:57 (توقيت القدس)
توماس برّاك بالقصر الجمهوري في لبنان، 26 أغسطس 2025 (الرئاسة اللبنانية)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد الموفد الأميركي توماس برّاك التزام واشنطن بانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان ونزع سلاح حزب الله بطرق غير عسكرية، مع تقديم الحكومة اللبنانية خطة لذلك في أغسطس.
- شدد الرئيس اللبناني جوزاف عون على أهمية حصر السلاح بيد الدولة والازدهار الاقتصادي، مع شكر الدعم الأميركي للجيش واستعداد لبنان لتحسين العلاقات مع سوريا.
- اعتبرت مصادر حزب الله أن التحركات الأميركية تخدم الأجندة الإسرائيلية، مشددة على ضرورة انسحاب إسرائيل قبل نزع سلاح الحزب والحفاظ على المقاومة الوطنية.

شدّد الموفد الأميركي توماس برّاك، الذي يقوم بجولة على المسؤولين في لبنان، غداة زيارته إسرائيل، على أن واشنطن ستعمل على ضمان انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، لكن الأهم هو نزع سلاح حزب الله، مشيراً إلى أن إسرائيل تقول إنها ستلاقي خطوة بخطوة ما تقوم به الحكومة اللبنانية، فهي لا تريد أن تحتل لبنان، وستلاقي هذه التوقعات بالانسحاب، فور أن ترى خطة نزع سلاح حزب الله، مؤكداً "أننا لا نتحدث عن نزع سلاح حزب الله عسكرياً ولا عن نشوب حرب، بل عن كيفية إقناع حزب الله بالتخلي عن الأسلحة".

وأشار برّاك، في تصريحه اليوم من قصر بعبدا الرئاسي، إلى أن الحكومة اللبنانية ستقدّم خلال الأيام المقبلة خطتها حول كيفية نزع سلاح حزب الله، وذلك في 31 أغسطس/ آب الحالي، وعندها ستقابلها إسرائيل باقتراح حول الانسحاب من النقاط الخمس، وهناك إشارات إيجابية من الجانبين، مؤكداً أن لا أحد يريد حرباً أهلية في لبنان، ومشدداً كذلك على أن ما قام به الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة يشير إلى رغبته في أن يكون لبنان مزدهراً.

ويعدّ هذا التصريح بمثابة تراجع بموقف برّاك الأخير في بيروت الأسبوع الماضي الذي اعتبر فيه أن على إسرائيل أن تبادل بالقيام بخطوة، بعد إقرار الحكومة اللبنانية أهداف الورقة الأميركية وتكليف الجيش اللبناني بوضع خطة تطبيقية لحصر السلاح قبل نهاية العام الجاري، وذلك في وقت لم يقم الاحتلال حتى الآن بأي خطوة لملاقاة الجهود اللبنانية، مع استمراره في اعتداءاته اليومية على لبنان، ورفضه المتواصل للانسحاب من النقاط الخمس التي يحتلّها جنوبي البلاد.

إلى ذلك، قال برّاك، اليوم، إن الرئيس السوري أحمد الشرع ليست لديه أي مصلحة في وجود علاقة عدائية مع لبنان بأي طريقة من الطرق، وهو لا يرى في ضعف الشيعة فرصة له، بل يتطلع إلى علاقة تاريخية وتعاون مع لبنان، وهو مستعد لمحادثات حول الحدود. على صعيد ثانٍ، لفت برّاك إلى أن واشنطن قد تؤيد التمديد لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) عاماً إضافياً، لكنه ركز على أهمية أن يكون الجيش اللبناني هو الحامي الوحيد للبنان.

وأشار برّاك، في معرض ردّه على أسئلة الصحافيين بشأن الخطوات الإسرائيلية، إلى أن "حكومة لبنان قامت بشيء مذهل واتخذت 11 نقطة وقالت إننا كحكومة سنلتزم بالقيام بهذه النقاط والمساعي، وأول خطوة أساسية هي أننا سنطلب من الجيش اللبناني إعداد خطة حول كيفية نزع سلاح حزب الله، وسيتم عرضها علينا للموافقة، لكن نحن لم نرها ولم يتم عرضها بعد. وما أقوله وهذا تاريخي أيضاً، إن إسرائيل لا تريد أن تحتل لبنان. نحن ملزمون بالانسحاب من لبنان وسنلاقي هذه التوقعات بالانسحاب بخطتنا فور رؤيتنا ما هي الخطة لنزع سلاح حزب الله في الواقع. إذا هذه كلمات من الجهتين، لكنها كلمات مهمة للغاية لأننا نصل إلى هذا الممر الضيق للأفعال".

وقال برّاك بخصوص المنطقة الاقتصادية وإمكانية تنفيذها بطريقة واقعية: "كيف نحل كل هذه المسائل من بين المسائل الأخرى؟ الأمل كبير، لكن الأمل يضمحل بسرعة. أنا كنت هنا لفترة ستة أشهر وأعد أن ذلك سيحصل. وسأنتقل من أميركا إلى فرنسا، ومنها إلى ألمانيا والسعودية ودول خليجية. ما سينجح هو أمل الازدهار". وأضاف أن "السعودية وقطر شريكتان لنا وهما مستعدتان لذلك. وفي ما يتعلق بالجنوب، فإذا ما انطلقنا من جزء من المجتمع الجنوبي الذي يتخلّى عن حياته ورزقه عندما نقول عن نزع سلاح حزب الله، ماذا ستفعلون بالذين يتلقون أجراً من إيران ومن حزب الله. هل نقول لهم أعطونا سلاحكم واذهبوا لزرع بعض الأشجار؟ لا يساعدنا ذلك. علينا أن نتمكن من مساعدتهم. وسنعمل معاً، أميركا ودول الخليج ولبنان، من خلال خلق وإنشاء صندوق اقتصادي سيؤمن الرزق والحياة، وسيكون موجوداً إن كانت إيران تريد ذلك أم لا".

وحول اليونيفيل واعتراض أميركا على التمديد، قال برّاك "دعوني أطرح عليكم السؤال: منذ متى اليونيفيل موجودة في لبنان؟ وكم تدفعون لها في العام؟ أنا رجل أعمال وأجعل الأمور بسيطة: مليار دولار كل عام. وكم مضى على وجود اليونيفيل في لبنان؟ فترة طويلة. أنا رجل أعمال: مليار كل عام وكل هذه السنوات، وأنتم ما زلتم في ضياع. لم تتمكن اليونيفيل من إجراء أي شيء. وأنتم في أسوأ وضع وفي معضلة مع إسرائيل وحزب الله. وتريدون أن نستثمر أكثر أو ندعم؟ جوابكم هو الجيش اللبناني وليس اليونيفيل".

وتابع "موقف وزير الخارجية الأميركية أننا سنوافق على التمديد لها لعام. هذا هو موقفنا اليوم. وعلينا أن نقرر ونحدد بحلول نهاية شهر أغسطس (آب). فرنسا ليست بهذا الموقف. وأنا موقفي الخاص أنني أدعم بالتأكيد موقف الرئيس الأميركي ووزير الخارجية الأميركي. ركزوا على الجيش اللبناني. هذا ما يجب القيام به. وكلما اعتمدتم على قوى خارجية أو أجهزة خارجية فإنكم تفقدون قيمة ما لديكم. لا تفعلوا ذلك. حزب الله باستطاعتكم إقناعه بطريقة غير عدائية، وهذا رأيي، ومن دون أي جو حرب أهلية، للانضمام إلى دولة لبنانية واحدة".

بدورها، قالت الموفدة الأميركية، مورغان أورتاغوس، إن إسرائيل مستعدة لأن تتحرك خطوة مقابل خطوة لربما خطوات صغيرة، لكنها مستعدة للسير، و"نحن نشعر ومتشجعون للقرار التاريخي الذي اتخذته الحكومة اللبنانية، لكن الآن وقت الفعل وليس الكلام، ونحن هنا لمساعدة الحكومة اللبنانية على المضي قدماً في هذا القرار التاريخي، ونشجع الحكومة الإسرائيلية للقيام بالخطوات نفسها". من جهتها، قالت السيناتور جين شاهين: "اجتماعنا كان مثمراً مع الرئيس جوزاف عون، ونتفهّم أن نزع سلاح حزب الله خطوة صعبة، لكنها حاسمة، ونحن من جهتنا ندعم القرارات الجريئة التي تتخذها الحكومة اللبنانية، مشيرة إلى أن حزب الله ليس للشعب اللبناني بل يعمل لأجندة خارجية".

من جانبه، رأى السيناتور الأميركي، ليندسي غراهام، أن فكرة نزع سلاح حزب الله تأتي من الشعب اللبناني، وعندما يُنزع السلاح سيكون هناك حديث مع إسرائيل بشأن النقاط الخمس في الجنوب، مضيفاً "لا تسألوني ماذا ستقوم به إسرائيل قبل أن تنزعوا سلاح حزب الله، وإلا فإن الحديث لن يكون له معنى"، مشيراً إلى أن "حزب الله ليس من الشعب، وأجندته ليست للبنان، ويجب أن يتم نزع سلاح الفلسطينيين ونزع سلاح حزب الله، وأن يكون الجيش اللبناني من يحمي لبنان"، مضيفاً "إسرائيل لن تنظر إليكم بطرق مختلفة قبل أن تنزعوا عدو الشعب الإسرائيلي".

واستهلّ الوفد الموسّع الذي يرافق برّاك، ويضم الموفدة مورغان أورتاغوس والسيناتورين جاين شاهين وليندسي غراهام، لقاءاته بلقاء مع رئيس الجمهورية جوزاف عون في قصر بعبدا الجمهوري، على أن يلتقي تباعاً باقي المسؤولين، لنقل الجواب الإسرائيلي على الورقة الأميركية التي سبق أن أقرّ لبنان أهدافها الـ11. وقبيل مجيئه إلى لبنان، ناقش برّاك، أول من أمس الأحد، مع رئيس حكومة الاحتلال مطلب الإدارة الأميركية بـ"كبح" الهجمات الإسرائيلية على لبنان، والمباحثات بين إسرائيل وسورية.

عون يجدد الالتزام بورقة الإعلان المشتركة الأميركية - اللبنانية

وثمّن الرئيس اللبناني جوزاف عون ما صدر من أعضاء الوفد الأميركي من مواقف عن الرؤية الأميركية لإنقاذ لبنان والمستندة على ثلاث قواعد هي، أولاً: استتباب الأمن عبر حصر السلاح وقرار الحرب والسلم في يد الدولة وحدها من دون سواها، ثانياً: ضمان الازدهار الاقتصادي في الرهان على قدرة اللبنانيين في الابتكار والاستثمار وصون المبادرة الفردية واطلاق طاقات القطاع الخاص في لبنان كما في بلاد الانتشار، وثالثاً: صون الديمقراطية التوافقية في لبنان التي تحمي كل الجماعات اللبنانية في اطار نظام تعددي حر يجعلها سواسية أمام القانون وشريكة كاملة في إدارة الدولة والبلاد.

وقالت الرئاسة اللبنانية في بيان إن "عون شكر الجانب الأميركي على استمراره في دعم الجيش اللبناني والقوى المسلحة اللبنانية وتعزيزها في كافة المجالات لتقوم بمهامها الوطنية لجهة حصرية الأمن والاستقرار في لبنان"، متمنياً على الجانب الأميركي متابعة الاتصالات مع الجهات المعنية كافة، وخصوصاً مع البلدان العربية والغربية الصديقة للبنان لدعم والإسراع في مساري إعادة الاعمار والنهوض الاقتصادي.

واطلع رئيس الجمهورية من الوفد على نتائج زيارته لإسرائيل والمواقف التي صدرت عن المسؤولين الإسرائيليين، فأكد مجدداً التزام لبنان الكامل بإعلان 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 لوقف الأعمال العدائية والذي أقر برعاية أميركية - فرنسية ووافقت عليه الحكومة السابقة بالإجماع، كما جدّد التزام لبنان بورقة الإعلان المشتركة الأميركية - اللبنانية التي أقرها مجلس الوزراء ببنودها كافة من دون أي اجتزاء. كذلك، تم خلال اللقاء عرض الأوضاع في لبنان والمنطقة ونتائج الجولة التي قام بها الوفد، إضافة إلى المحادثات التي أجراها السفير برّاك وأورتاغوس في إسرائيل وسورية.

وخلال الاجتماع، جدّد عون أمام الوفد الشكر للإدارة الأميركية والكونغرس على استمرار اهتمامهم بلبنان والتزامهم مساعدته في ضوء توجيهات الرئيس الاميركي دونالد ترامب، واطلع الرئيس عون من أعضاء الوفد على نتائج زيارتهم إلى دمشق فأعرب عن ارتياحه الكبير لما نقلوه من استعداد سوري لإقامة أفضل العلاقات مع لبنان. وأكد عون أنها رغبة وإرادة متبادلة بين البلدين، كما جدّد استعداد لبنان العمل فوراً على معالجة الملفات الثنائية العالقة بروح الـخوة والتعاون وحسن الجوار والعلاقات التاريخية بين شعبي البلدين، مشدداً على دعم لبنان الكامل لوحدة وسلامة الأراضي السورية.

سلام: الورقة تقوم على مبدأ تلازم الخطوات

على صعيد متصل، استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في السراي الكبير الوفد الأميركي، حيث جرى "عرض للأوضاع العامة في لبنان ونتائج الجولة التي قام بها الوفد في المنطقة". وشدّد سلام على أنّ "مسار حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة واحتكارها لقرارَي الحرب والسلم هو مسار انطلق ولا عودة إلى الوراء فيه"، وأكّد أنّ "هذا المسار هو مطلب وضرورة لبنانية وطنية، اتفق عليها اللبنانيون في اتفاق الطائف قبل أي شيء آخر، غير أنّ تطبيقها تأخر لعقود فأضاع على لبنان فرصاً عديدة في السابق".

كما أعاد سلام التأكيد على التزام لبنان بأهداف الورقة التي تقدم بها السفير برّاك بعد إدخال تعديلات المسؤولين اللبنانيين عليها، والتي أقرها مجلس الوزراء في جلسته بتاريخ 7 آب، مشدّداً أمام الوفد على أنّ هذه الورقة القائمة على مبدأ تلازم الخطوات تثبّت ضمان انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية ووقف جميع الأعمال العدائية. ومن جهته، اكتفى المكتب الإعلامي لرئيس البرلمان نبيه بري بالإشارة إلى أن اللقاء مع الوفد الأميركي الموسّع "تناول تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة وآخر المستجدات".

حزب الله: أميركا تنفذ الأجندة الإسرائيلية

بالمقابل، اعتبرت مصادر نيابية من حزب الله في حديث مع "العربي الجديد" أن "ما حصل اليوم دليل على أن أميركا تنفذ الأجندة الإسرائيلية، ومهما فعل لبنان ستكون هناك شروط لإسرائيل من أجل إخضاعه". وأضافت المصادر: "الأميركي عادة يفاوض حتى يقبض نقداً، ومقابل ذلك يعطي وعوداً ثم يتحلّل منها، وحديثه اليوم يندرج في هذا الجو. فهو يريد أن يضمن نزع سلاح حزب الله ويأخذ ما يريد، وفي المقابل يناقش موضوع الانسحاب الإسرائيلي ليتنصل منه لاحقاً أيضاً".

وأكدت المصادر النيابية أن "الأميركي داعم وشريك أساسي للعدو الإسرائيلي بكل ما يقوم به، في حين يأتي إلى لبنان ليلعب دور الوسيط بينما هو بالنسبة إلينا مخادع وماكر"، مضيفة: "لسنا معنيين بما يتم الحديث عنه اليوم فهناك اتفاق التزمنا به في 27 نوفمبر الماضي ومطلوب من العدو أن يلتزم به أما داخلياً فنحن نتفاهم ونتناقش كلبنانيين عبر استراتيجية دفاع وطني تحدث عنها عون وذلك بعد تنفيذ الاتفاق وليس قبل". وشددت المصادر على أنه "لا أحد يسلّم أوراق القوة بيده قبل أن يضمن أنه أصبح على برّ الأمان وبالتالي لا حديث قبل الانسحاب الإسرائيلي من لبنان ووقف الاعتداءات وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه".

أورتاغوس: حزب الله وقاسم لا يمثلان لبنان

واستبقت أورتاغوس جولة الوفد بتصريحات تصعيدية تجاه حزب الله، مساء أمس الاثنين، خلال حضورها عشاء خاصاً في بيروت بضيافة النائب راجي السعد (عضو اللقاء الديمقراطي الذي يتزعمه تيمور وليد جنبلاط)، حيث اعتبرت أن حزب الله وأمينه العام نعيم قاسم لا يمثلان المواطنين اللبنانيين، بل يمثلان قوى خارجية مثل إيران، وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تحاول أن تعمل مع الحكومة اللبنانية وعلى تحسين المؤسسات الرسمية، لا سيما المؤسسة العسكرية، وأضافت "نحن نريد ما يريده الرئيس جوزاف عون ورئيس الوزراء نواف سلام وحتى رئيس البرلمان نبيه بري، وهو لبنان سيّد وقوي ومستقل، لا نريد أن يكون محكوماً من أحد سوى شعبه ومؤسساته".

وقالت أورتاغوس إن "قيادة الجيش اللبناني ستقدّم خطتها إلى مجلس الوزراء لمناقشتها والتصويت عليها، ونحن في الولايات المتحدة سنقوم بكلّ ما يمكننا لدعم الجيش ليس فقط لتطوير الخطة بل وتنفيذها". وكانت أورتاغوس قد أشادت لدى وصولها إلى بيروت، أمس الاثنين، بموقف رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي عبر عن تقدير تل أبيب لجهود الحكومة اللبنانية في نزع سلاح حزب الله، واستعدادها التعاون معها ودعم جهودها، وتقليص تدريجي لقوات الاحتلال في لبنان إذا اتخذت قوات الأمن اللبنانية خطوات لنزع سلاح حزب الله.

وعشية جولة الوفد الأميركي، رفع الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، أمس الاثنين، شعار "استعادة السيادة الوطنية"، ودعا الحكومة اللبنانية إلى العمل وفقه لمدة أسبوع على الأقل وعقد جلسات مناقشة مكثفة لأجل ذلك، وكرر قاسم موقفه بأن الحكومة اللبنانية اتخذت قراراً غير ميثاقي، بموجب الإملاءات الأميركية والإسرائيلية، بتجريد المقاومة وشعبها من السلاح أثناء وجود العدوان ونواياه التوسعية بإشراف أميركي آثم.

وطرح قاسم خريطة طريق تتمثل بـ"إخراج العدو من أرضنا، ووقف العدوان، والإفراج عن الأسرى، والبدء بالإعمار، وبعد ذلك الذهاب إلى الاستراتيجية الدفاعية"، رافضاً طرح الخطوة مقابل الخطوة والمسار الذي، وفق تعبيره، يدعو إلى التنازلات، مشدداً على أن الحركة الأميركية هي لتخريب لبنان ودعوة إلى الفتنة.

وارجأ حزب الله وحركة أمل (يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري) وقفتهما الاحتجاجية التي كانت مقرّرة يوم غد الأربعاء استنكاراً لمقررات الحكومة، بذريعة "المسؤولية الوطنية التي تفرضها المرحلة الراهنة، وتلبيةً لتمنيات المرجعيات الوطنية الحريصة على وحدة الموقف وصون الاستقرار، وإفساحاً في المجال أمام حوارٍ معمّقٍ وبنّاءٍ حول القضايا المصيرية التي تواجه وطننا"، علماً أنّ معلومات تردّدت عن عدم رغبة لدى رئيس البرلمان نبيه بري في الدخول بلعبة الشارع.

في هذا الإطار، يقول مصدر مقرّب من بري لـ"العربي الجديد"، إن "إرجاء التحرّك كان بناءً على اتصالات حصلت بين مرجعيات سياسية وعلى خطّي حزب الله وحركة أمل، وهناك حرص لدى بري، كما حزب الله، على الاستقرار والسلم الأهلي، والإرجاء لا يعني أن التحرك لن يحصل، لكنه مرتبط بالتطورات، وبخطوات الحكومة المقبلة"، مشيراً إلى أن الرئيس بري ستكون له كلمة مهمة في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، في 31 أغسطس/آب الجاري، وسيقول فيها الكثير.

المساهمون