بري قد يقدم مقترحاً لبرّاك لوقف اعتداءات إسرائيل على لبنان 15 يوماً
استمع إلى الملخص
- أشار برّاك إلى اهتمام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاستقرار الإقليمي، مؤكداً أن نزع أسلحة حزب الله مسألة داخلية، وأن الجهود تهدف لمساعدة لبنان دون فرض عواقب.
- أكد الرئيس اللبناني ميشال عون على توحيد الجهود لإبعاد البلاد عن الصراعات، مشيراً إلى الفرص الاستثمارية، بينما استمرت الخروقات الإسرائيلية في الجنوب.
علم "العربي الجديد" أن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري قد يقدّم خلال لقائه المبعوث الأميركي توماس برّاك غداً الثلاثاء مقترحاً لوقف الاعتداءات الإسرائيلية لمدة 15 يوما، لبدء التحرك في ملف السلاح مع حزب الله.
واستهلّ الموفد الأميركي جولته في لبنان، صباح اليوم، بلقاء مع الرئيس جوزاف عون في قصر بعبدا الجمهوري، وذلك في إطار متابعة المقترح الأميركي لحلّ الصراع مع إسرائيل، الذي يرتكز بصورة أساسيّة على سحب سلاح حزب الله، مع وضع جدول زمني وآليات تنفيذية لذلك، إلى جانب انسحاب جيش الاحتلال من النقاط الخمس في الجنوب.
ووصفت مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد"، الأجواء بالإيجابية "نسبياً"، مشيرة إلى أن برّاك أخذ الردّ اللبناني وسيدرسه. وأضافت أن المبعوث طالب بالانتقال إلى المرحلة العملانية أي مرحلة تنفيذ عملية سحب سلاح حزب الله.
وقالت الرئاسة اللبنانية في بيان إن عون التقى برّاك وسلّمه باسم الدولة اللبنانية مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهد به لبنان -منذ إعلان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 حتى البيان الوزاري للحكومة اللبنانية مرورا بخطاب القسم، "حول الضرورة الملحة لإنقاذ البلاد، عبر بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة اللبنانية وحدها، وتأكيد مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية". وأضافت الرئاسة: "كل ذلك، بالتزامن والتوازي مع صون السيادة اللبنانية على حدودها الدولية كافة، وإعادة الإعمار وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي، بضمانة ورعاية من أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم".
وفي وقت سابق اليوم، قال الموفد الأميركي بعد لقائه رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام إنّ "سبب عودتي إلى لبنان هو اهتمام الرئيس الأميركي دونالد ترامب الكبير بالتوصّل إلى استقرار إقليمي"، مضيفا: "علينا أن نركّز على لبنان لاستعادة الاستقرار والأمل للمنطقة، نحن نأتي بالأمن مع إصلاحات اقتصادية وازدهار، والقادة هنا يقدمون الكثير للمساعدة في الوصول إلى حلول".
وفي معرض ردّه على سؤال حول كيفية عمل الحكومة اللبنانية تجاه سلاح حزب الله وما إذا كان هناك من عواقب في حال عدم الالتزام بحصره بيد الدولة، وما إذا كانت هناك أيضاً ضمانات على الصعيد الإسرائيلي، أجاب برّاك: "المسألة هي أنّ هنالك اتفاقية لوقف الأعمال العدائية قد دخلت حيّز التنفيذ ولكنها لم تنجح. وهناك أسباب لعدم نجاحها، وهذا جزء مما نحاول جميعنا حلّه". وأضاف: "اتفاقية نزع أسلحة حزب الله هي مسألة داخلية للغاية وحزب الله بالنسبة إلى الولايات المتحدة هو منظمة إرهابية أجنبية، وبالتالي نحن نناقش الحكومة اللبنانية في كيفية مساعدتها". وأردف: "لن تكون هناك عواقب بل خيبة أمل، من هنا نحن نحاول أن نؤثر ونساعد ونرشد ونجمع الأفرقاء، وبالتالي، ما نفعله هو نوع من التأثير للعودة إلى المثال والنموذج الذي يريده اللبنانيون أي الازدهار والسلام لأولادهم والمنطقة"، مشدداً على أنه "ليس هناك من عواقب، بل نحاول ومن ناحية طوعية مساعدة لبنان في الوصول إلى حلّ".
من ناحية ثانية، أكد برّاك أننا "لا نستطيع أن نرغم إسرائيل على القيام بأي شيء، بل نحن هنا نستعمل تأثيرنا ونفوذنا للوصول إلى حلّ وختام"، مضيفا: "المسألة تعود للحكومة اللبنانية، عندما تكونون قد سئمتم من هذه المناكفات والمنافسات، حيث يصل الجميع إلى خلاصة أنه مع فهم أكبر وسلام أكبر مع الجيران تكون الحياة أفضل". ولفت برّاك إلى أن "العقوبات بحق المسؤولين اللبنانيين هي أمر معقد للغاية، ولكن ليست قيد التفكير الآن. ما نحاول القيام به حالياً هو الإتيان بسلام واستقرار وليس إضافة رماد أكثر على النار".
وفي إشارة إلى الأوضاع في سورية، قال برّاك إن "الوضع مختلف في لبنان حيث هناك حكومة عملت مع الأقليات وجيش مستقر يفهمه الشعب، أما في سورية فهناك حكومة جديدة وأقليات وقبائل عاشت معظم طفولتها بالفوضى وغياب الحكومة".
ولم يقدّم برّاك خلال زيارته اليوم الاثنين أي ضمانات بوقف الاعتداءات الإسرائيلية، وعقد بعد الظهر لقاءً مع الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط جرى خلاله بحث آخر التطورات على صعيد لبنان وسورية والمنطقة.
على صعيد ثانٍ، أكد عون "وجوب توحيد الجهود من اللبنانيين والتصرف بموضوعية ومسؤولية لإبعاد لبنان عن الصراع من حولنا". وأشار عون جاء خلال استقباله وفد جمعية "لبناني وأفتخر" برئاسة فادي فياض، إلى أن "الدول نوّهت بالقرار المتخذ بحصر السلاح بيد الدولة، وهدفي هو سلامة البلد وعدم المخاطرة باندلاع حرب، فلا قدرة لأحد على تحملها. وهناك فرص بدأت تلوح بالأفق بعد عودة الثقة بلبنان واستشراف آفاق الاستثمار فيه والقطاعات التي تجذب المستثمرين، ولا نرغب في تفويت هذه الفرصة".
ميدانياً، استهدفت مسيّرة إسرائيلية، مساء اليوم، دراجة نارية في بلدة الطيري جنوبي لبنان، ما أسفر عن سقوط شهيد، وفق ما أعلنته وزارة الصحة اللبنانية. ويأتي الاعتداء اليوم في إطار استمرار الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وبالتزامن مع الجولة التي يقوم بها برّاك على المسؤولين اللبنانيين في بيروت.