بريطانيا تمنع المسؤولين الإسرائيليين من حضور معرض أسلحة في لندن
استمع إلى الملخص
- وصفت إسرائيل القرار بأنه "مضر ومشين"، وأعلنت انسحابها من المعرض، متهمة بريطانيا بالتمييز المتعمد، بينما سيسمح للشركات الإسرائيلية بالمشاركة دون ممثلي الحكومة.
- يأتي القرار ضمن تحركات بريطانية أوسع، مع توقع اعتراف بريطانيا بدولة فلسطينية قريبًا، رغم استمرار تزويد إسرائيل بمكونات لطائرات "إف-35".
أعلنت حكومة بريطانيا عن عدم دعوة المملكة المتحدة مسؤولين إسرائيليين للمشاركة في المعرض الدفاعي للسلاح المعروف باسم "معدات الدفاع والأمن الدولي" (DSEI) في لندن خلال شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، فيما نددت حكومة الاحتلال الإسرائيلي من جهتها بالقرار. وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إنّ "قرار الحكومة الإسرائيلية بتصعيد عمليتها العسكرية في غزة قرار خاطئ. ونتيجة لذلك، نؤكد أنه لن تتم دعوة أي وفد حكومي إسرائيلي لحضور معرض معدات الدفاع والأمن الدولي في المملكة المتحدة 2025". وأضاف المتحدث باسم الحكومة: "يجب أن يكون هناك حل دبلوماسي لإنهاء هذه الحرب الآن، بوقف فوري لإطلاق النار، وإعادة الرهائن، وزيادة المساعدات الإنسانية لسكان غزة".
رغم ذلك، سيتمكن قطاع الصناعة الإسرائيلي، بما في ذلك فروع الشركات الإسرائيلية في المملكة المتحدة، من حضور المعرض، لكن دون ممثلي الحكومة الإسرائيلية. ومن هذه الشركات الإسرائيلية التي ستتمكن من الحضور Elbit Systems وRafael وIAI وUvision. وقال مسؤولون بريطانيون إن الحكومة الإسرائيلية أُبلغت بالحظر، وأضافوا أنه يمكن رفعه إذا أظهرت التزاماً باحترام القانون الإنساني الدولي في غزة والضفة الغربية.
في المقابل، وصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية القرار بأنه "مضر ومشين". وأضافت أنّه خطوة سياسية "تخدم المتطرفين، وتمنح الشرعية للإرهاب، وتستند إلى اعتبارات سياسية خارجة عن الإطار المهني والعرفي لمعارض الدفاع الدولية". ويستمر المعرض أربعة أيام، بدءاً من 9 سبتمبر/ أيلول، ويضم وفوداً وطنية وشركات خاصة تعرض معدات عسكرية وأسلحة في مركز إكسل بلندن.
يُقام هذا الحدث كل عامين ويجمع الآلاف من ممثلي الحكومات والشركات العسكرية والمشترين من جميع أنحاء العالم، ويُعتبر منصة رئيسية لعرض أحدث التقنيات والمعدات في مجالات الدفاع البري والجوي والبحري، بالإضافة إلى الأمن السيبراني والأمن الداخلي. وعلى أثر القرار، اتّهمت إسرائيل بريطانيا بـ"التمييز". وقالت وزارة الأمن الإسرائيلية إن "هذه القيود ترقى إلى تمييز متعمّد ومؤسف ضد ممثلي إسرائيل"، معلنة الانسحاب من المعرض وعدم إقامة جناح لها.
يأتي هذا المنع الرمزي للمشاركة الحكومية الإسرائيلية في الوقت الذي من المفترض أن تعترف فيه الحكومة البريطانية بزعامة كير ستارمر بدولة فلسطينية الشهر المقبل، إذا لم تتخذ خطوات لتخفيف المعاناة في غزة أو تلبي شروطًا أخرى، وذلك بعد خطوات سابقة اتخذتها حكومة حزب العمّال منها وقف لقسم قليل من صادرات السلاح البريطاني لإسرائيل.
وتستمر بريطانيا بتزويد إسرائيل مكونات لطائرات "إف-35" رغم تحذيرات مؤسسات حقوقية ونواب في البرلمان من استخدام هذه القطع ضمن حرب الإبادة الجماعية في غزة مما يخالف القانون الدولي، إلا أن الحكومة البريطانية تُبرر هذه الصادرات بأنها جزء من برنامج عالمي متعدد الأطراف بقيادة الولايات المتحدة، وليست مبيعات مباشرة لإسرائيل، رغم حصول إسرائيل عليها في نهاية المطاف.
وتعدّ شركة إلبيت سيستمز واحدة من كبريات شركات الأسلحة الإسرائيلية، ولديها وجود واسع في المملكة المتحدة عبر عدة شركات فرعية ومواقع إنتاج، التي تُنتج مكونات وأنظمة عسكرية مختلفة، بما في ذلك أنظمة الطائرات بدون طيار، وأنظمة الاستهداف، والمعدات الإلكترونية، ويجري تصديرها لإسرائيل. ولدى شركة "رافائيل" الإسرائيلية أيضاً وجود في بريطانيا، خاصّة من خلال الشراكات وبيع أنظمتها المتطورة.
وتُعتبر صناعات الفضاء الإسرائيلية مملوكة للدولة، ولها شراكات مع شركات بريطانية لتطوير واستخدام الطائرات دون طيار في المجال الجوي البريطاني. وتعرضت شركات السلاح الإسرائيلي لاستهداف متواصل لمدة خمس سنوات من حركة "بالستاين أكشن" التي حظرتها حكومة حزب العمال، في يوليو/ تموز الماضي، بموجب قانون الإرهاب.