بريطانيا: انخفاض كبير في شعبية حزب العمال واليمين الشعبوي يتصدر
استمع إلى الملخص
- حذرت جمعيات خيرية من أن تقليص وزارة الداخلية المدة الممنوحة للاجئين للعثور على سكن من 56 إلى 28 يوماً قد يؤدي إلى تشردهم، مع مخاوف من زيادة النوم في العراء.
- انخفاض معدل الخصوبة في إنكلترا وويلز للعام الثالث على التوالي إلى 1.41 في 2024، مما يثير القلق بشأن التوازن الديموغرافي.
انخفض معدل تأييد حزب العمال في بريطانيا إلى أدنى مستوياته، وفقاً لاستطلاع رأي جديد أجرته مؤسسة "يوجوف" لصالح "سكاي نيوز"، ونُشر اليوم الأربعاء، فيما تصدّر نتائج الاستطلاع حزب "إصلاح المملكة المتحدة" اليميني الشعبوي. وحصل حزب العمال، بقيادة كير ستارمر، على 20% من الأصوات، وهو أدنى مستوى له منذ الانتخابات العامة في العام الماضي، ويتقدم بثلاث نقاط فقط على منافسه التاريخي حزب المحافظين الذي حصل على 17% من الأصوات. وتصدّر حزب "إصلاح المملكة المتحدة" بقيادة نايجل فاراج بنسبة 28% من الأصوات.
وتأتي نتائج الاستطلاع بعد يوم واحد من إعلان حزب الإصلاح خططاً لترحيل مئات الآلاف من المهاجرين في حال فوزه بالسلطة في الانتخابات المقبلة، والانسحاب من معاهدات أوروبية لحقوق الإنسان، واحتجاز النساء والأطفال المهاجرين، وهو ما تراجع عنه لاحقًا (احتجاز النساء والأطفال) بعد موجة من الانتقادات.
وحل حزب الليبراليين الديمقراطيين، بقيادة إد ديفي، في الموقع الرابع بنسبة 16%، يليه حزب الخضر بنسبة 11%، والأحزاب الممثلة في البرلمان الأخرى بنسبة 7%. ولم يشمل الاستطلاع الحزب اليساري الجديد، بقيادة جيرمي كوربين وزارا سلطانة، الذي سينطلق رسمياً في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وقُدّرت قوّته في استطلاعات سابقة بنسبة 10%.
ويأتي هذا الاستطلاع بعد استطلاعات للرأي عديدة في الأشهر الأخيرة، عكست تزايد قوّة حزب الإصلاح وتقدّمه في المشهد السياسي البريطاني على حساب حزبي المحافظين والعمّال، في الوقت الذي يُكثّف فيه الحزب اليميني الشعبوي هجومه على الحكومة الحالية والسابقة وانتقاد أساليبهما في معالجة "أزمة الهجرة غير الشرعية" وقضية اللاجئين القادمين إلى بريطانيا عبر القوارب من فرنسا، ويُشجّع على المظاهرات التي يُنظّمها اليمين المتطرف أمام مراكز وفنادق إيواء اللاجئين.
وفي سياق متصل، حذّرت جمعيات خيرية تُعنى بشؤون اللاجئين، الأربعاء، من أن آلاف الأشخاص في المملكة المتحدة قد يجدون أنفسهم بلا مأوى في الشوارع هذا الشتاء بعد أن تراجعت وزارة الداخلية عن سياستها الخاصة بإيواء اللاجئين. وقالت صحيفة "ذا غارديان" إن الوزراء يُخططون لتقليص المدة المُمنوحة لطالبي اللجوء للعثور على سكن جديد بعد البت في طلباتهم، من 56 إلى 28 يوماً. وتقول منظمات اللاجئين إن هذه المدة غير كافية للعثور على عمل وسكن للإيجار، وستدفع الكثيرين إلى نصب خيامهم في الشوارع. وكان الصليب الأحمر البريطاني من بين الجهات التي أعربت عن مخاوفها بشأن زيادة النوم في العراء بين اللاجئين، ويدعو، إلى جانب منظمات غير حكومية أخرى تُعنى بشؤون اللاجئين، الحكومة إلى إعادة النظر في الأمر.
انخفاض مستوى الخصوبة
ويأتي الجدل حول الهجرة واللجوء في بريطانيا مع استمرار انخفاض مستويات الخصوبة بين البريطانيين، إذ نشر مكتب الإحصاءات الوطنية، الأربعاء، بيانات تتعلق بمعدل الخصوبة في إنكلترا وويلز الذي انخفض للعام الثالث على التوالي ليصل إلى أدنى مستوى له على الإطلاق. وبلغ معدل الخصوبة الإجمالي في كلا البلدين، أي متوسط عدد الأطفال الأحياء المتوقع إنجابهم خلال فترة الإنجاب، 1.41 في عام 2024، منخفضاً من 1.42 في عام 2023، وهو أدنى مستوى له منذ جمع البيانات المقارنة لأول مرة في عام 1938. ولكي يظل عدد سكان أي بلد مستقرًا بمرور الوقت - مع استبعاد أي تأثير للهجرة - يجب أن يكون معدل الخصوبة الإجمالي حوالى 2.1.