توفي اليوم الرئيس الباكستاني الأسبق الجنرال المتقاعد برويز مشرف، الذي حكم باكستان من 1999 إلى 2008، بعد أن أطاح رئيس الوزراء آنذاك محمد نواز شريف، في انقلاب عسكري، وجعل نفسه أولا رئيساً تنفيذياً لباكستان ثم رئيساً للبلاد، قبل أن يستقيل في عام 2008.
ولد برويز مشرف في الـ 11 من أغسطس/ آب 1943 في الهند خلال الاستعمار البريطاني، قبل استقلال باكستان، هاجرت أسرته إلى الأخيرة بعد استقلالها من الهند عام 1947. أمضى طفولته في مدينة كراتشي، ودرس الرياضيات في كلية فورمن كريستيان في مدينة لاهور، ثم تلقى تعليمه الجامعي في الكلية الملكية للدراسات الدفاعية في المملكة المتحدة.
التحق مشرف بالأكاديمية العسكرية الباكستانية عام 1961 ثم انضم إلى الجيش الباكستاني عام 1964. وكان مشرف أثناء الحرب الهندية الباكستانية عام 1965 برتبة ملازم ثان، ثم انضم بحلول الثمانينيات إلى لواء مدفعية في الجيش. وفي التسعينيات، تمت ترقيته إلى رتبة لواء وتم تعيينه قائد فرقة مشاة، ثم تولى قيادة مجموعة الخدمات الخاصة فيما بعد.
أيضا شغل مشرف منصب نائب السكرتير العسكري والمدير العام للعمليات العسكرية.
صعد نجم مشرف في البلاد عندما رُقي إلى رتبة جنرال من قبل رئيس الوزراء نواز شريف في عام 1998، ومن ثم أصبح قائد للقوات المسلحة الباكستانية.
قاد عملية كاغل التي كادت أن تدخل بسببها الهند وباكستان في حرب شاملة عام 1999. لاحقا وبعد شهور من الخلافات بين الرئيس نواز شريف وبين الجنرال مشرف، حاول الأول إزاحة الأخير من منصب قائد الجيش. ورداً على ذلك، شن الجيش انقلاباً في عام 1999 سمح لمشرف بتولي رئاسة البلاد.
وبعد ذلك وُضع شريف قيد الإقامة الجبرية الصارمة قبل الشروع في إجراءات جنائية رسمية ضده.
حافظ مشرف في بداية حكمه للبلاد على منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة وقائد الجيش، ثم تنازل عن المنصب الأول، وظل قائد الجيش حتى تقاعده في عام 2007.
تميزت المراحل الأولى من رئاسة مشرف بخطوات مثيرة للجدل
تميزت المراحل الأولى من رئاسته بخطوات مثيرة للجدل منها الاستفتاء الشعبي لمنحه فترة ولاية مدتها خمس سنوات، وانتخابات عامة في عام 2002، وكان كل من مير ظفر الله جمالي (من 2002 حتى 2004 حيث قدم الاستقالة) وشوكت عزيز (من 2004 حتى 2008) رئيسا للوزراء في عهد مشرف.
أعاد مشرف العمل بالدستور في عام 2002، بعد أن علق العمل به به إثر الانقلاب العسكري على رئيس الوزراء نواز شريف، ولكنه قام بتعديل الدستور بشكل كبير لصالحه وللبقاء في الحكم.
كانت مشاركة باكستان في الحرب على الإرهاب والانضمام إلى الحلف المناهض للإرهاب من أهم ما قام به مشرف خلال حكمه للبلاد، ومع أن القرار كان للمؤسسة العسكرية الباكستانية بأسرها، إلا أن مشرف كان على رأس تلك المؤسسة وعلى رأس البلد، لذا كان من المقربين من واشنطن رغم أنه قام بإضعاف الديمقراطية في باكستان إلى أبعد الحدود بسبب القيود التي فرضها على الأحزاب السياسية والنشاط المدني والعمالي.
في عام 2007، أعلن الطوارئ في البلاد وتعليق الدستور لكن موقفه بدأ يصعب بشكل متواصل بعد استقالة شوكت عزيز في عام 2008 وخروجه من البلاد للإقامة في المملكة المتحدة.
قبل انتخابات عام 2013 عاد إلى البلاد بنية المشاركة في الانتخابات العامة بعد أن أسس تنظيما أطلق عليه اسم "الرابطة الإسلامية لعامة الباكستانيين"، ولكنه منع من المشاركة في تلك الانتخابات، بعد أن أصدرت المحكمة العليا الباكستانية مذكرة باعتقاله وشوكت عزيز بتهمة قتل كل من أكبر بكتي (القيادي البلوشي) وبينظير بوتو (رئيسة الوزراء السابقة وزعيمة حزب الشعب الباكستاني).
بعد فوز نواز شريف في انتخابات عام 2013 وتوليه منصب رئيس الوزراء، رفعت الحكومة قضية ضد مشرف بتهمة الخيانة وازدراء الدستور، وكانت المحكمة الباكستانية تواصل النظر في القضية حتى عام 2017 بعد أن تمت إزاحة شريف من المنصب.
خرج مشرف من البلاد إلى الإمارات العربية المتحدة حتى وفاته هناك، وقد قررت أسرته نقل جثمانه إلى باكستان ليدفن فيها.