بدء وقف إطلاق النار وعودة آلاف النازحين إلى مدينة غزة
استمع إلى الملخص
- دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى إطلاق سراح الأسرى بسلامة وكرامة، واستئناف تسليم المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وآمن.
- أعلنت وزارة الداخلية في غزة عن انتشار أجهزتها في المناطق التي ينسحب منها جيش الاحتلال، داعية المواطنين للتعاون والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.
داخلية غزة: أجهزتنا ستنتشر في المناطق التي ينسحب منها الاحتلال
آلاف الفلسطينيين يعودون إلى مدينة غزة عبر شارع الرشيد
جيش الاحتلال: سنواصل العمل لإزالة أي تهديد فوري
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان رسمياً، أن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة دخل حيز التنفيذ في تمام الساعة 12:00 من ظهر اليوم الجمعة، بتوقيت القدس المحتلة. وقال الجيش في بيان، إنه "ابتداءً من الساعة 12:00، تموضعت قوات الجيش على خطوط الانتشار العملياتية الجديدة بناءً على اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين)". وأضاف أن "قوات الجيش الإسرائيلي في قيادة المنطقة الجنوبية، تنتشر في المنطقة وستواصل العمل لإزالة أي تهديد فوري".
وأفاد مراسل "العربي الجديد"، بأن جيش الاحتلال أعلن السماح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال قطاع غزة عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين، مشيراً إلى أن الآلاف من الفلسطينيين يعودون عبر شارع الرشيد إلى مدينة غزة. في غضون ذلك، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم، أن جميع عمليات إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يجب أن تتم "بسلامة وكرامة". وقالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش في بيان أوردته وكالة فرانس برس، "الأيام المقبلة حاسمة. أحث الأطراف على الوفاء بالتزاماتها. يجب أن تتم عمليات إطلاق سراح الأسرى بسلامة وكرامة"، داعيةً أيضاً إلى "استئناف تسليم المساعدات الإنسانية على وجه السرعة وبكامل طاقتها وإيصالها إلى الناس بأمان أينما كانوا".
داخلية غزة: سننتشر في المناطق التي ينسحب منها جيش الاحتلال
إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة، اليوم الجمعة، أن أجهزتها ستبدأ الانتشار في المناطق التي ينسحب منها جيش الاحتلال بمحافظات قطاع غزة كافة، والعمل الحثيث على استعادة النظام، ومعالجة مظاهر الفوضى التي سعى الاحتلال لنشرها على مدار عامين. وأهابت الوزارة بالمواطنين المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة، والابتعاد عن أي تصرفات قد تشكل خطراً على حياتهم، والتعاون مع ضباط وعناصر الأجهزة الشرطية والأمنية والخدماتية.
من جهته، حث المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أبناء الشعب الفلسطيني على التعاون والانضباط لإنجاح مرحلة التعافي بعد اتفاق وقف إطلاق النار، ووقف حرب الإبادة. وقال في بيان: "في أعقاب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، ومع بدء مرحلة جديدة من العمل الوطني والإنساني في قطاع غزة، ندعو أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم إلى التعاون الكامل مع الأجهزة الحكومية والإنسانية، من أجل القيام بالتكليفات الميدانية والمهنية المطلوبة منهم في جميع التخصصات، كلٌّ في موقعه، وبما يعزز صمود شعبنا ويُسهم في إعادة الحياة إلى قطاعنا الصامد".
وأكد أنه تعامل مع هذه المرحلة بروح المسؤولية الوطنية والإنسانية، وبمنهج يقوم على رعاية المواطنين، وتخفيف معاناتهم، ومواساتهم، وتعزيز صمودهم بكل ما تملك من إمكانات. وأضاف: "إننا نؤكد أن التعاون والانضباط والاستجابة للتعليمات الصادرة عن الجهات الحكومية والإغاثية هو الطريق الآمن لتسريع وتسهيل الجهود الخدماتية المقدمة لأبناء شعبنا، وضمان استعادة الحياة بصورة تدريجية ومنظمة، بما يحقق مصلحة الجميع ويصون أمن المجتمع واستقراره".
وتوجه إلى الشعب الفلسطيني بالقول: "نؤكد له أننا سنظل إلى جانبه، نواسيه، وندعمه، ونعمل بكل طاقتنا لتأمين احتياجاته الأساسية من غذاء ودواء وإيواء وخدمات، ولن نتوانى عن أداء واجبنا الإنساني والوطني في حماية حقوقه وإعادة بناء ما دمره الاحتلال".
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فجر أمس الخميس، أنّ إسرائيل وحماس وافقتا خلال مفاوضات غير مباشرة جرت في مصر هذا الأسبوع، على تنفيذ المرحلة الأولى من خطته للسلام في قطاع غزة، فيما أعلنت قطر، الوسيط إلى جانب الولايات المتحدة ومصر وتركيا، أنّ الطرفين وافقا "على كلّ بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من اتّفاق وقف إطلاق النار بغزة، وبما يؤدّي لوقف الحرب والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين ودخول المساعدات".
وينص الاتفاق، بحسب ما ذكر مصدر فلسطيني رفيع لـ"العربي الجديد"، على تسليم 20 محتجزاً إسرائيلياً أحياء دفعة واحدة ضمن المرحلة الأولى من التنفيذ، على أن تُستكمل عملية تبادل المحتجزين والجثامين تدريجياً بالتوازي مع مراحل الانسحاب الإسرائيلي من القطاع. ووفقاً للمصدر، فإن تسليم المحتجزين الأحياء سيتم بعد 72 ساعة من بدء وقف إطلاق النار، بينما سيجري تسليم الجثامين بعد انسحاب قوات الاحتلال من الأحياء السكنية ومراكز المدن.
في المقابل، ستطلق إسرائيل سراح أكثر من ألفي أسير فلسطيني، هم 250 يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة و1700 اعتُقلوا منذ بدء الحرب قبل عامين، بحسب ما ذكر مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات لوكالة فرانس برس، وأضاف المصدر أنّ الاتفاق يقضي أيضاً بإدخال 400 شاحنة مساعدات حدّاً أدنى يومياً إلى قطاع غزة "خلال الأيام الخمسة الأولى بعد وقف إطلاق النار". وأوضح المصدر أنّ هذه المساعدات "ستتمّ زيادتها في الأيام المقبلة".