بدء محاكمة 20 متهماً بالضلوع في اعتداءات 2015 في باريس

بدء محاكمة 20 متهماً بالضلوع في هجمات 2015 في باريس

08 سبتمبر 2021
من بين المتهمين الناجي الوحيد من منفذي الهجمات صلاح عبد السلام(Getty)
+ الخط -

في مجمع آمن داخل محكمة تعود للقرن الثالث عشر، تبدأ فرنسا، اليوم الأربعاء، محاكمة 20 متهماً في اعتداءات تنظيم "داعش" في باريس، التي خلفت 130 قتيلاً ومئات الجرحى عام 2015.

وشن تسعة مسلحين وانتحاريان هجمات شبه متزامنة في ملعب كرة القدم الوطني الفرنسي، وقاعة باتاكلان للحفلات الموسيقية ومطاعم ومقاه في باريس في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

ونشرت السلطات الفرنسية عشرات من رجال الشرطة حول مجمع المحاكم في وسط باريس، في وقت مبكر من صباح يوم الأربعاء.

وغادرت حافلات صغيرة يعتقد أنها تقل بعض المتهمين سجن فلوري-ميروجي في جنوب باريس قبيل المحاكمة المقرر أن تبدأ في الساعة 12:30 ظهراً (10:30 صباحاً بتوقيت غرينتش)، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز".

وقال وزير الداخلية جيرالد دارمانان، لإذاعة "فرانس إنتر": "التهديد الإرهابي في فرنسا كبير خاصة في أوقات مثل محاكمة منفذي هجمات. وجهت جميع مقار الشرطة لتكون يقظة". وتابع أنّ أكثر من ألف من رجال الشرطة إجمالاً سيشاركون في تأمين المحاكمة.

ويتوقع أن تغص قاعات المحكمة، المصممة لاستيعاب 1800 مدع و350 محامياً، بالناجين من الهجمات وبذوي الضحايا.

الناجي الوحيد من الخلية المتطرفة التي نفذت هجمات تلك الليلة، صلاح عبد السلام، هو المتهم الرئيسي بين الأفراد الذين يحاكمون بارتكاب أعنف هجوم في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية. وهو الوحيد الذي يواجه اتهامات بالقتل.

وقُتل جميع عناصر الفريق الانتحاري الذي نفذ الهجمات باستثناء عبد السلام، وهو شاب فرنسي من أصول مغربية يبلغ من العمر 32 عاماً، وقد تم اعتقاله في مارس/آذار عام 2016 بعد فراره إلى بلجيكا.

وكان الفريق مؤلفاً من سامي عميمور، وإسماعيل عمر مصطفائي، اللذين نفذا الهجوم في مسرح باتاكلان، وبلال حدفي، والمهاجر السوري غير الشرعي المفترض أحمد المحمد، والذي عُثر على جواز سفر سوري مزور بحوزته، بالإضافة إلى مهاجم ثالث مجهول الهوية وقد نفذوا الهجوم على "ستاد دو فرانس"، وإبراهيم عبد السلام، الشقيق الأكبر لصلاح، وعبدالحميد أباعود اللذين نفذا الهجوم في الدائرتين العاشرة والحادية عشرة في باريس.

الشبكة الداعشية ذاتها نفذت هجمات في بروكسل بعد أشهر، أسفرت عن مقتل 32 شخصاً آخرين.

يقول دومينيك كيليموس، الذي نزف ابنه حتى الموت في أحد المقاهي في تلك الليلة، لوكالة "أسوشييتد برس"، إنّ الشهر المخصص لشهادات الضحايا في المحاكمة سيكون حاسماً في تعافيهم وتعافي الأمة.

أضاف "القتلة، هؤلاء الإرهابيون، اعتقدوا أنهم كانوا يطلقون النار على حشد من الناس. لكنه لم يكن حشداً، بل كانوا أشخاصاً لهم حيواتهم، كانت لديهم آمال وتوقعات، وعلينا الحديث عنهم في المحاكمة. هذا مهم".

وتم توجيه الاتهام إلى عشرين رجلاً، لكن ستة منهم سيحاكمون غيابياً. ورفض عبد السلام، الذي تخلى عن سيارته المستأجرة في شمال باريس وتخلص من سترة ناسفة معطلة قبل فراره إلى بروكسل، التحدث مع المحققين. لكنه يحمل إجابات للعديد من الأسئلة التي لا تزال قائمة حول الهجوم والأشخاص الذين خططوا له، سواء في أوروبا أو في الخارج.

ويمكن أن يواجه 12 من بين المتهمين الـ20 عقوبة السجن مدى الحياة في حال إدانتهم. ومن المتوقع أن تستمر المحاكمة حتى مايو/أيار المقبل.

وخصصت 5 أسابيع لسماع شهادة 300 ناجٍ وسيتاح لكل منهم، نصف ساعة للحديث.

(رويترز، أسوشييتد برس)