أعلن وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي، مساء الأحد، إقفال مراكز الاقتراع، والتي فتحت أبوابها صباح اليوم الأحد، أمام اللبنانيين لانتخاب برلمان جديد مؤلف من 128 نائباً، وذلك في ظل إجراءات أمنية مشددة على جميع الأراضي اللبنانية لضمان سلامة النهار الانتخابي الذي استمر حتى الساعة السابعة مساءً بتوقيت بيروت، قبل إقفال الصناديق وبدء عملية فرز الأصوات.
قال وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي إن التأخر في إصدار النسب النهائية رسمياً يعود إلى استمرار عملية الاقتراع في عدد من الأقلام في عكار شمالاً، وقلمين في جبل لبنان، لمن كانوا في باحة تلك المراكز عند الساعة السابعة.
وثقت الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات "لادي"، بعد إغلاق صناديق الاقتراع ولغاية الساعة الثامنة مساءً، عدداً من المخالفات منها منع خمسة مراقبين من حضور الفرز داخل الأقلام وفي لجنة القيد الابتدائية في بيروت.
وقالت "لادي" إنه "في أحد مراكز دائرة بيروت الأولى، يجري الفرز في ظل انقطاع التيار الكهربائي، رغم وعود وزارة الداخلية بتأمين الكهرباء في كل مراكز الاقتراع".
وفي القلم رقم 6، في مركز الاقتراع في ثانوية الأخطل الصغير - البوشرية، احتُسبت ورقة اقتراع رسمية رغم التصويت خارج الخانات المخصصة للاقتراع، بحسب "لادي".
قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إن "الدولة قامت بواجبها كاملاً وحصل الحد الأدنى من الشوائب، وما جرى اليوم نصر".
وأضاف ميقاتي "حصلت تعبئة كاملة قبل الانتخابات والحوادث التي حصلت عولجت على أرض الواقع والكهرباء ستؤمن ليلاً خلال فرز الأصوات". وتابع ميقاتي "نتمنى أن تنتج الانتخابات مجلساً نيابياً جديداً متعاوناً مع السلطة التنفيذية لانتشال لبنان من الأزمة".
قال رئيس بلدية حراجل (محافظة جبل لبنان) طوني زغيب لـ"العربي الجديد" إن ناخباً لبنانياً يبلغ من العمر أقل من خمسين عاماً تقريباً توفي بينما كان يهمّ بالاقتراع، وذلك نتيجة أزمة قلبية.
ولم يربط زغيب وفاة الناخب بالزحمة التي يشهدها مركز الاقتراع الوحيد في البلدة التي تحوي أكثر من خمسة آلاف ناخب، بل أشار إلى أن الرجل يعاني من مشكلات صحية.
وتوقف زغيب عند بطء يشهده مركز الاقتراع، الأمر الذي أدى إلى زحمة كبيرة وسط توافد ملحوظ للناخبين بنسبة تخطت الخمسين بالمائة.
أعلن وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي، مساء الأحد، إقفال مراكز الاقتراع، على أن تبقى الأقلام مفتوحة للموجودين في الباحة.
قال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات في لبنان، جورج هولفيني، إن البعثة لاحظت "جواً هادئاً داخل مراكز الاقتراع وخارجها، مع بعض المشاكل التي لا تذكر".
وأضاف: "سجلنا إقبالاً متزايداً على مراكز الاقتراع من قبل الناخبين، مع عدم إمكانية وصول الناخبين من ذوي الاحتياجات الخاصة في ثلثي مراكز الاقتراع التي نقوم بمراقبتها".
وتوقف رئيس البعثة أيضاً عند مخالفات للصمت الانتخابي على وسائل إعلام مرئية رئيسية، وظهور محتوى سياسي من قبل المرشحين على شاشاتها.
زار محافظ بيروت مروان عبود، برفقة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير أحمد رشيد خطابي، وبعثة جامعة الدول العربية المكلفة بمراقبة سير الانتخابات، ظهر اليوم، عدداً من أقلام الاقتراع في بيروت للاطلاع على سير العملية الانتخابية، وأكد المحافظ أن "الأجواء الانتخابية إيجابية والأمور تسير وفقاً لما هو مقرّر".
ولفت عبود إلى أن الدولة اللبنانية "نجحت حتى الآن في تأمين انتخابات نزيهة وشفافة وعادلة للجميع"، معبراً عن أمله "بوصول أشخاص يستطيعون حمل المسؤولية الكبيرة التي تنتظرهم".
ارتكبت ابنة الرئيس اللبناني ميشال عون، كلودين عون روكز، (زوجة النائب شامل روكز) مخالفة لمبدأ سرية الاقتراع، إذ صورت قسيمة الاقتراع الرسمية وأفشت اسم المرشح الذي منحته صوتها.
في خرق فاضح لمبدأ #سرية_الاقتراع والتعميم الصادر عن وزارة الداخلية بالغاء صوت كل من يقوم بتصوير قسيمة الاقتراع الرسمية، شاركت الناخبة كلودين عون صورة عن هذه القسيمة لتعود وتزيلها.#انتخابات_2022#لأربع_سنين pic.twitter.com/IYH8qzUNyZ
— LADE (@LADELEB) May 15, 2022
تعرّض المرشح في بعبدا، واصف الحركة، للاعتداء من قبل مناصرين حزبيين تابعين لحركة أمل وحزب الله، في مركز الاقتراع في برج البراجنة - المنشية، وسط شعارات رُفعت في وجهه "صهيوني صهيوني"، ومُنع من الدخول إلى المركز.
اعتداء مناصرين لحزب الله وحركة أمل على المرشح واصف الحركة في مركز الاقتراع في برج البراجنة - المنشية، وسط شعارات "صهيوني، صهيوني".#انتخابات_2022#لأربع_سنين pic.twitter.com/Hgsm5NnN3P
— LADE (@LADELEB) May 15, 2022
على صعيد آخر، أصدر مرشح حزب القوات اللبنانية عن المقعد الماروني في بعبدا، النائب بيار بو عاصي، بياناً أعلن فيه أن ثلاثة من مرافقيه أصيبوا بجروح أثناء اجتيازه ساحة ميدان حمّانا، في قضاء بعبدا بمحافظة جبل لبنان، سيرا على الأقدام، لافتاً إلى أن سيارة مسرعة تحمل لوحة سورية انطلقت باتجاهه، ما أدى إلى إصابة مرافقيه.
تتواصل الانتخابات في لبنان وسط تسجيل إشكالات أمنية في العديد من المناطق، أدت إلى توقف العملية لفترة قبل استئنافها بعد تدخّل الجيش اللبناني وإعادة ضبط الوضع.
ووقع إشكال كبير بين مناصري حزب القوات اللبنانية وحزب الله في زحلة، ما أدى إلى وقف العملية الانتخابية لبعض الوقت قبل أن تستكمل بعد فضّ الإشكال، مع الإشارة إلى أن نائب القوات والمرشح لدورة انتخابية جديدة جورج عقيص والمرشح إلياس إسطفان حضرا إلى المكان أيضاً للاطلاع على ما حصل.
العرس الانتخابي مستمر في زحلة pic.twitter.com/iU47nmDoIJ
— جمعية المودعين اللبنانيين (@Lebdepositors) May 15, 2022
وأوضحت الماكينة الانتخابية لحزب الله في البقاع ما حصل في حوش الأمراء زحلة، مشيرة إلى أنه "تم الاعتداء من قبل عناصر حزب القوات على مندوبين من لائحة الأمل والوفاء، وعلى الناخبين، في محاولة لمنعهم من الدخول إلى أقلام الاقتراع.
أكد المدير التنفيذي لـ"لادي" علي سليم لـ"العربي الجديد" أن أكثرية المضايقات والاعتداء بالضرب التي تعرّض لها مراقبو الجمعية كانت في مناطق الجنوب وبعلبك وقرى صيدا (مناطق محسوبة على الثنائي حزب الله وحركة أمل) ما اضطرّنا إلى سحب مندوبينا.
ولفت سليم إلى أن أبرز المخالفات التي سجّلت وأخطرها من حيث تأثيرها على العملية الانتخابية وسرية الاقتراع مرافقة مندوبي الأحزاب للناخبين إلى داخل العازل أثناء الإدلاء بصوتهم، وعند توثيق المخالفات يتم أخذ الهواتف لحذفها.
وأشار إلى أن أحد مراكز الاقتراع في منطقة كسروان في دائرة جبل لبنان الأولى توقف لأكثر من ساعتين لعدم وجود قسائم للاقتراع.
وأتلفت أوراق في بعلبك من سجل 34 إلى 50 بسبب إشكال بين الناخبين وفق ما وثقت "لادي".
لفت محافظ بعلبك الهرمل (شرقي لبنان) بشير خضر لـ"العربي الجديد" إلى أن 3 إشكالات سجلت صباحاً في 3 بلدات، حيث منع بعض مندوبي إحدى اللوائح من الدخول إلى مركز اقتراع، وإشكالا بين مندوبي لائحتين وتم منعهم من الدخول وتدخلت القوى الأمنية على الفور وأعادت الأمور إلى طبيعتها.
ويقول خضر إن إشكالاً سجّل في الرام في بعلبك بين مندوبي القلم، وحصل تدافع طاول رئيس القلم وأغراض الصندوق والمستلزمات فتم وقف العملية الانتخابية لبعض الوقت، وتدخلت القوى الأمنية لمعالجة الوضع وقمنا بإرسال مستلزمات أخرى بدل تلك التي تعرّضت لتلف جزئي.
وأشار محافظ بعلبك الهرمل لـ"العربي الجديد" إلى أن نسبة الاقتراع مرتفعة نسبياً وتخطيت حتى الآن في الدائرة ككل نسبة الـ27% وقد وصلت في بعض الأقلام إلى 38 و40%.
تفقد رئيس الوزراء نجيب ميقاتي غرفة العمليات في قيادة الجيش واطلع على الإجراءات المتخذة في مواكبة سير العملية الانتخابية.
رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يتفقد غرفة العمليات في قيادة الجيش بحضور وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزاف عون، ويطلع على الإجراءات المتخذة في مواكبة سير العملية الانتخابات.#الجيش_اللبناني #LebaneseArmy pic.twitter.com/k04zYjVSvR
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) May 15, 2022
وتوجه ميقاتي إلى من أسماهم بالمشككين بالقول إن "الدولة قادرة والأمور مضبوطة وكل الفضل يعود للقوى الأمنية وبخاصة الجيش"، داعياً الجميع إلى تغليب الروح الوطنية على المصلحة الشخصية.
وقال ميقاتي "على الرغم من الأوضاع الصعبة التي يمر بها الجيش، فإنه مستمر في أداء مهماته بكل انضباط، وهذا أمر مقدّر جدّاً ويؤكد أن عين الجيش ساهرة على الوطن وستبقى كذلك".
كما حيّا وزير الدفاع موريس سليم جهود العسكريين خلال هذا اليوم الانتخابي المهم، وقال "بفضل إيمانهم بوطنهم وحكمة قيادتهم يستطيع المواطنون ممارسة حقهم الديمقراطي في الاقتراع".
ومن الفضائح الكبرى التي تتكرّر في كل دورة انتخابية، عدم احترام حقوق الأشخاص المعوقين للانتخاب باستقلالية وكرامة وإنسانية، إذ حُملوا على الأدراج بواسطة الكراسي في الكثير من المراكز، حيث الكهرباء مقطوعة والمصاعد متوقفة عن العمل، الأمر الذي أثار غضبهم واستنكارهم، مع العلم أن السلطات المعنية في لبنان كانت قد أكدت أنها ستؤمن مراكز الاقتراع لحفظ حقوق هذه الفئة من الناخبين.
الكهرباء مقطوعة في الكثير من مراكز اقتراع بيروت و"اذلال" ذوي الاحتياجات الخاصة … @LebISF @MawlawiBassam @LADELEB pic.twitter.com/eSv3b8VsFf
— Rita El Jammal (@rita_jammal) May 15, 2022
وفي وقتٍ أعلنت السلطات اللبنانية أنها أمّنت الكهرباء لجميع مراكز الاقتراع طوال اليوم الانتخابي، لوحِظ في جولةٍ قام بها "العربي الجديد" على عددٍ من المراكز في بيروت انقطاع تام للتيار الكهربائي وسط حالة بلبلة وامتعاض عند الناخبين الذين راحوا يفتشون عن أسمائهم في لوائح الشطب على ضوء الهاتف الخلوي.
هيك الناخبين عم بشوفو اسماءهم بمراكز الاقتراع… #انتخابات_لبنان_2022 @LebISF @MawlawiBassam @LADELEB pic.twitter.com/Tu3nYDciUp
— Rita El Jammal (@rita_jammal) May 15, 2022
إزاء هذه المخالفات التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي واحتج عليها المواطنون، أعطى وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي تعليماته لغرفة العمليات في وزارة الداخلية والبلديات لإبلاغ رؤساء الأقلام بضرورة منع دخول أي كان وراء العازل مع المقترع، والتقيد بالقانون والتعليمات والتعاميم الصادرة عن وزارة الداخلية.
كذلك، اعتدى مناصرون لـ"حركة أمل" على مندوبين في حزب "القوات اللبنانية" بزعامة سمير جعجع في كفرحونة - جزين جنوبيّ لبنان.
الاعتداء على الشابين من مندوبي حزب القوات رودي عيسى وفارس فارس في كفرحونة جزين من قبل شبان في حركة أمل pic.twitter.com/mSIZgUvzsG
— Rita El Jammal (@rita_jammal) May 15, 2022
وتعرض شاب للضرب والتوقيف بعدما توجّه بالشتم وكلام نابٍ لرئيس الجمهورية ميشال عون، خلال إدلائه بصوته في مركز الاقتراع في منطقة حارة حريك.
فيديو متداول لعناصر الحماية لرئيس الجمهورية يعتقلون شربل طحومي بعد توجهه بعبارات نابية لعون #انتخابات_2022 #حرية pic.twitter.com/zOJDat20xy
— Joyce El Hajj (@JoyceElHajj) May 15, 2022
تكرّر التعرّض لمراقبي الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات "لادي" في بعض المناطق، ما دفعها إلى مطالبة وزارة الداخلية بحماية المراقبين وتسهيل عملهم.
وتعرضت مراقبة "لادي" للضرب من قبل مندوب لـ"حزب الله" في كفر ملكي – صيدا جنوباً، ما اضطر الجمعية إلى سحبها من مركز الاقتراع.
واضطرت "لادي" أيضاً إلى سحب مراقبتها من مركز الاقتراع في الرمادية – صور جنوباً بعد تهديدها من قبل مندوبي "حركة أمل" ومراقبَيْن من مركز الاقتراع في مزرعة التوت بعلبك، بعد تهديدهما من مندوبي "حزب الله".
كذلك، تفيد "لادي" بأن رئيس القلم في غرفة رقم 1 قلم 72 في مدرسة راس النبع الثانية الرسمية في بيروت اشتكى لمراقبة الجمعية بسبب تعرضه للتهديد والضغط من قبل "حركة أمل".
ومن المخالفات التي دوّنتها الجمعية تدخل عنصر أمني في عملية الاقتراع بشكل مخالف للقانون وسرية الاقتراع، ومخالفة الصمت الانتخابي من قبل مرشحين وسياسيين، من بينهم الرئيس اللبناني ميشال عون.
عنصر أمني يتدخل في عملية الاقتراع.#انتخابات_٢٠٢٢#لأربع_سنين pic.twitter.com/3zz2KULW0Z
— LADE (@LADELEB) May 15, 2022
ورصد وقوف العديد من المندوبين، خصوصاً التابعين لـ"حركة أمل" و"حزب الله"، في مناطق نفوذهما إلى جانب الناخبين خلف العازل في أثناء الإدلاء بصوتهم، في مخالفات فاضحة حصلت على مرأى الكاميرات ووسائل الإعلام المرئية.
منفوت اتنين اتنين ورا العازل، رومنسي أكتر التصويت هيك. pic.twitter.com/0OMrVSf5XW
— layal h (ليال حداد) (@layalhaddad) May 15, 2022
سجّلت الساعات الأولى على افتتاح صناديق الاقتراع على الأراضي اللبنانية كافة جملة مخالفات فاضحة وضغوطات وتهديدات واعتداءات، خصوصاً في المناطق المحسوبة على "حركة أمل" و"حزب الله"، في ظل غياب الأجهزة المعنية، ما يدفع إلى التشكيك في نزاهة العملية الانتخابية وشفافيتها وسلامتها.
ومن المشاهدات التي دوّنتها الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات إطلاق أناشيد وهتافات حزبية أمام مركز الاقتراع في مدرسة ليسيه عبد القادر في بيروت، ما أثر بإقبال الناخبين للاقتراع في المركز.
أناشيد وهتافات حزبية أمام مركز الاقتراع وداخله في مدرسة ليسيه عبد القادر في بيروت، ما أثّر على إقبال الناخبين للاقتراع في المركز.#انتخابات_٢٠٢٢#لأربع_سنين pic.twitter.com/k20RRdxKdE
— LADE (@LADELEB) May 15, 2022
ووصلت نسبة الاقتراع لغاية الساعة 11 بتوقيت بيروت في كل لبنان إلى 14.6%، وسجلت النسبة الأعلى في دائرة الشمال الثالثة (زغرتا – بشري – الكورة – البترون)، وقد بلغت 20.60% مع الإشارة إلى أن هذه الدائرة تشهد معركة طاحنة بين الأحزاب المسيحية خصوصاً "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" برئاسة جبران باسيل المرشح عن مقعد البترون والذي يعد وضعه "حرجاً" خصوصاً أن عاملاً أساسياً لفوزه عام 2018 كان أصوات "تيار المستقبل" السنة الذين لبّوا نداء الحريري لـ"صديقه".
وبلغت نسبة الاقتراع في بيروت الثانية 12.80% وسط إقبال لافت للناخبين إلى المراكز للإدلاء بصوتهم، بينما لوحظ مقاطعة العديد من المواطنين الانتخابات التزاماً بقرار الحريري، ورصد منهم جالسون في المقاهي يرصدون العملية الانتخابية من بعيد في الطريق الجديدة ذات الثقل السُني الحريري، والتي ترفرف فيها أعلاماً لتيار المستقبل، ولافتات عملاقة للحريري دعماً لقراره.
وقال أحد المواطنين الذي كان يجلس على كرسي خشبي وفوقه صورة للحريري كتب عليها "القرار لك"، لـ"العربي الجديد" أنه لا يريد أن يقترع اليوم، لأن الممثل الوحيد له هو سعد الحريري ووالده رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، معبِّراً عن خيبته من شخصيات سياسية كانت في "تيار المستقبل" وحاولت وراثة سعد سريعاً وتعمل اليوم إلى استغلال اسمه والاقتراب من مناصريه لحثهم على الاقتراع لصالح لوائحها الانتخابية ومحاولة شراء أصواتهم مستغلين الازمة الاقتصادية والوضع المتردي للناس وعلى رأسهم رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة الذي يدعم العديد من اللوائح في البقاع وبيروت والشمال بالتحالف مع "القوات" و"الحزب التقدمي الاشتراكي".
سجل إقبال كثيف للمقترعين في دائرة بيروت الثانية ذات الثقل السني، في ظل مقاطعة "تيار المستقبل" برئاسة سعد الحريري للانتخابات وتخليه عن مقعده النيابي فيها.
سجلت الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات "لادي"، في ساعات الصباح الأولى، ملاحظات ومخالفات كثيرة، أبرزها فوضى في الكثير من مراكز الاقتراع، ونقص في مستلزمات القلم داخل الكثير من مراكز الاقتراع، وتعرض مراقبة "لادي" للتهديد من قبل مندوبي "حركة أمل" (يتزعمها رئيس البرلمان نبيه بري)، ومرافقة مندوبين لناخبين إلى قلب العازل.
وناشدت "لادي" وزارة الداخلية والبلديات إصدار تعميم فوري لهيئات القلم يقضي بتوقيع رئيس القلم والكاتب على الجانب الخلفي لورقة الاقتراع الرسمية، وبتوقيع رئيس القلم على الظرف الرسمي الممهور.
أدلى الرئيس اللبناني ميشال عون صباحاً بصوته في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت. وقال إن "الاقتراع واجب على كل مواطن، ولا يمكنه أن يكون محايداً في قضية كبيرة أساسية في اختيار نظام الحكم".
أدلى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بصوته صباح اليوم الأحد، في طرابلس شماليّ البلاد، موضحاً أن "الدولة بكل أجهزتها مستنفرة لإنجاز هذا الاستحقاق الديمقراطي.. الأمور على ما يرام".
وأشار ميقاتي الذي عزف هذه الدورة عن الترشح إلى أن نسبة الاقتراع الصباحية جيدة، مؤكداً أهمية توفير الكهرباء في أقلام الاقتراع خلال الليل.
ودعا ميقاتي "اللبنانيين إلى اختيار الأفضل ومن يرونه مناسباً"، مشدداً على أن "الدولة استعدت لهذا الاستحقاق وجندت له مئة ألف عنصر".
تتنافس اليوم 103 لوائح انتخابية على مستوى 15 دائرة انتخابية ينضوي فيها حوالى 718 مرشحاً (انسحب عدد قليل منهم، لكن لا يشطب اسمهم) أغلبهم من القوى المدنية المستقلة المنبثقة من انتفاضة 17 تشرين، في خطوة فسِّرت حماسةً لتغيير المنظومة السياسية وإسقاطها، ولكنها قد تنعكس سلباً على المجموعات التي تشتّتت، ما يصعِّب عليها مهمّة تأمين العتبة الانتخابية أو الحاصل الانتخابي.
ويحدد الحاصل الانتخابي من خلال قسمة عدد المقترعين في كل دائرة انتخابية كبرى على عدد المقاعد فيها، بحيث تُخرَج اللوائح التي لم تنل الحاصل من احتساب المقاعد، ويعاد مجدداً تحديد الحاصل بعد حسم الأصوات التي نالتها اللوائح، على أن تمنح المقاعد الباقية للوائح المؤهلة التي نالت الكسر الأكبر من الأصوات الباقية من القسمة الأولى بالتراتبية، على أن تتكرر هذه العملية بالطريقة عينها حتى توزيع المقاعد الباقية كافة.
بدأ اللبنانيون يتوجّهون إلى صناديق الاقتراع صباح اليوم الأحد، لانتخاب برلمان جديد مؤلف من 128 نائباً، وذلك في ظل إجراءات أمنية مشددة على جميع الأراضي اللبنانية لضمان سلامة النهار الانتخابي الذي يستمرّ حتى الساعة السابعة مساءً بتوقيت بيروت قبل إقفال الصناديق وبدء عملية فرز الأصوات.
وتأتي الانتخابات العامة اليوم التي تجري تحت رقابة الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات "لادي" ورقابة أوروبية وعربية، بعد اقتراع المغتربين بنسبة 63% في 58 دولة يومَي الجمعة والأحد الماضيَيْن واقتراع الموظفين الذين يشاركون في العملية الانتخابية الخميس الماضي، على أن توزَّع الصناديق على لجان القيد اليوم لفرزها جميعها معاً وإعلان النتيجة النهائية للانتخابات، مع الإشارة إلى تسجيل مخالفات جمّة خلال الجولات الثلاث، ما يطرح علامات استفهام كثيرة حول شفافية ونزاهة اليوم الانتخابي العام على الأراضي اللبنانية.
