بدء تنفيذ الاتفاق الأمني في السويداء وسط جهود لتأمين المواد الأساسية

04 مايو 2025   |  آخر تحديث: 18:15 (توقيت القدس)
خلال تأبين سوريين في السويداء قضوا خلال الاشتباكات، 3 مايو 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن محافظ السويداء مصطفى البكور عن بدء تنفيذ اتفاق أمني مع مشايخ العقل ووجهاء المحافظة، بهدف تحسين الأوضاع الأمنية واستعادة الحياة الطبيعية، مع تأمين طريق دمشق السويداء عبر دوريات أمنية.
- تم إجراء تعديلات طفيفة على بنود الاتفاق لتسهيل وتسريع إعادة الأمن، مع بدء تحرك قافلة أمنية لاستلام النقاط الأمنية، مما أثار ترحيبًا وتخوفًا بين السكان.
- رغم التفاؤل الرسمي، يواجه الاتفاق تحديات اقتصادية وأمنية مستمرة، مع استمرار الأزمات المعيشية وارتفاع الأسعار، مما يضع فعالية الإجراءات الأمنية على المحك.

أعلن محافظ السويداء مصطفى البكور عن بدء تنفيذ بنود الاتفاق الموقع مع مشايخ العقل ووجهاء المحافظة، والإدارة في دمشق، والذي حظي بتأييد الرئاسة الروحية للموحدين الدروز أمس السبت، في خطوةٍ تهدف إلى تثبيت الأوضاع الأمنية واستعادة حركة الحياة الطبيعية في جنوب سورية. وجاء إعلان المحافظ خلال حديثه لشبكة "راصد السويداء" المحلية، مساء اليوم الأحد، مؤكداً أن الجهود الحكومية تركّز حالياً على تأمين طريق دمشق السويداء عبر نشر دوريات أمنية، "لضمان حرية تنقل المواطنين وحماية أرواحهم".

وأوضح البكور أن الجهود مستمرة منذ أيام لتوفير الخدمات الأساسية وتحسين الوضع الأمني والمعيشي، مشيراً إلى أن "الجهود ستُتَوّج غداً بعودة طلاب المحافظة من العاصمة دمشق برفقة دوريات أمنية خاصة". ولم يفتِ المحافظ التذكير بـ"الالتزام بحماية السويداء بوصفها جزءاً أصيلاً من الوطن"، في إشارةٍ إلى التوترات الأمنية الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

وأكد البكور، أمس السبت، أنه حصلت تعديلات طفيفة على بنود الاتفاق الأمني الذي وُقّع الجمعة، مشيراً إلى أنّ المساعي لحل الإشكاليات في المحافظة لم تتوقف، و"نحن على وشك حصد ثمار العمل الدؤوب في الفترة السابقة". وتابع ضمن تصريح صحافي "حصلت بعض التعديلات الطفيفة على بنود الاتفاق نزولاً عند طلبات بعض الأطراف تسهيلاً وتسريعاً لعملية إعادة الأمن والاستقرار إلى محافظة السويداء".

وفيما رحّب عددٌ من السكان بالإجراءات الأمنية الجديدة، عبّر آخرون عن تخوّفاتهم من تعقيدات التطبيق على الأرض. وفي حديث لـ"العربي الجديد" قال أحد المواطنين من السويداء شريطة عدم ذكر اسمه: "لقد بدأ تنفيذ الاتفاق، إذ تحركت قافلة أمنية من قيادة الشرطة باتجاه منطقة الصورة الكبيرة في الريف الشمالي لمحافظة السويداء لاستلام النقاط الأمنية من الأمن العام وتثبيت نقاطهم". وأضاف: "التعميمات صدرت للحواجز الأمنية بعدم التعاطي مع الموكب بأي خطأ"، مؤكداً أن العناصر المناطة بهم المهمة هم "من أبناء المحافظة ما يُعطي طمأنينة لدى البعض".

لكنّ صورةً أخرى تبرز عند الحديث عن الواقع المعيشي، إذ يُشير مواطنون من قرى السويداء إلى استمرار الأزمات اليومية. وفي هذا الإطار، يقول فراس حرب إن "المحلات شبه خالية من المواد الأساسية حتى الخضار"، فيما يلفت المزارع الأربعيني، أبو محمد، إلى "ارتفاع جنوني في سعر البندورة، التي صارت تُباع بضعف ثمنها قبل أسبوع".

ورغم التفاؤل الرسمي، يرى مراقبون من نشطاء المحافظة أن الاتفاق الأمني الجديد قد لا يكون أكثر من "ورقة تهدئة" في ظل استمرار تعقيدات الملفات الاقتصادية والأمنية المتراكمة، والتي تدفع بعجلة الحياة في المحافظة ذات الغالبية الدرزية إلى مزيدٍ من التحديات، وسط غياب حلول جذرية تُعيد للسويداء استقرارها الذي عُرفَت به لعقود. وتبقى العودة الآمنة لطلاب المحافظة، المقررة غداً، أول اختبارٍ حقيقي لفعالية الإجراءات الأمنية المعلنة، بينما ينتظر السكان تحول التصريحات الرسمية إلى واقعٍ ملموس في تأمين الخبز والدواء والأغذية والمحروقات على نحو متواتر ودون أي انقطاع.