استمع إلى الملخص
- الاتفاق جاء بمبادرة "الموقف الوطني لوحدة الدم والمصير"، واعتبره الشيخ أحمد صلاح إنجازاً نحو الوحدة، مع انسحاب الأمن ليلاً بسبب صعوبة الحركة نتيجة الدمار.
- يتضمن الاتفاق إخفاء المظاهر المسلحة وإعادة النظر في تعامل الأمن، دون تسليم المسلحين، بعد حملة "حماية وطن" التي أدت لتوتر واشتباكات.
بدأ عند الساعة العاشرة من مساء أمس الجمعة تنفيذ أولى الخطوات العملية لاتفاق إنهاء أزمة مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، بين السلطة الفلسطينية وأجهزة الأمن من جهة، وكتيبة جنين وباقي فصائل المقاومة في المخيم من الجهة الأخرى. ويأتي ذلك بعد 46 يوماً من الاشتباكات بين أجهزة الأمن الفلسطينية والفصائل في مخيم جنين إثر إطلاق الأمن عملية أمنية تحت اسم "حماية وطن".
وبدأت أولى الخطوات العملية بدخول جهاز الشرطة الفلسطيني إلى شوارع وساحة مخيم جنين والانتشار لبعض الوقت، قبل إعادة الانسحاب، على أن تعود قوات الشرطة برفقة الدفاع المدني وهندسة المتفجرات والإسعاف مرة أخرى صباح اليوم السبت. وأظهرت فيديوهات من داخل المخيم دخول عدد كبير من آليات الشرطة وعدد من المشاة، وكذلك عناصر من هندسة المتفجرات، فيما تجمع المئات من أهالي المخيم الذين هتفوا للمخيم ولقطاع غزة ولكتيبة جنين. وكان من اللافت رفع شبان المخيم الناطق باسم جهاز الشرطة العقيد لؤي ارزيقات على الأكتاف، وهم يهتفون للمخيم ولكتيبة جنين.
"إحنا رجال محمد ضيف"..
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) January 17, 2025
⬅️شاهد ..هتافات الشبان بعد دخول الشرطة إلى ساحة
مخيم جنين، عقب إعلان كتيبة جنين عن موافقة السلطة على مطالبها، والتوصل لمبادرة حل مشتركة للأزمة وموافقة الطرفين عليها. pic.twitter.com/zIa5QpWlSl
وتمّ الاتفاق بين الطرفين بناءً على مبادرة "الموقف الوطني لوحدة الدم والمصير" التي أطلقها يوم الثلاثاء الماضي المجتمع المحلي في مدينة جنين ومخيمها وريفها ومؤسساتها وفعالياتها ولجنة الإصلاح. وقال عضو لجنة الإصلاح المركزية الشيخ أحمد صلاح، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ما حصل اليوم يعتبر إنجازاً لخطوة كبيرة باتجاه جمع الكلمة وإطفاء الفتنة"، مؤكداً أن "رجال الأمن دخلوا مخيم جنين عند الساعة العاشرة برفقة مطلقي المبادرة، وسط احتفال شعبي وحفاوة، ورفع أفراد أمن على الأكتاف"، مشيراً إلى أن ذلك المشهد "مبشر" للخطوات القادمة.
وحول سبب انسحاب الأمن بعد فترة من المخيم قال: "طبيعة الأمر والحركة في المخيم صعبة جداً بالليل. الاحتلال خلف دماراً في البنية التحتية، وبالتالي التحرك في داخل المخيم في الليل صعب، ولكننا غداً صباحاً سندخل إلى المخيم برفقة قوى الأمن وفرق هندسة المتفجرات والدفاع المدني والإسعاف لاستكمال اجراءاتهم". وكان صلاح قد قال لـ"العربي الجديد"، صباح أمس الجمعة إن "دخول الأمن للمخيم سيتم عند العاشرة من صباح الجمعة"، ورغم تأخر التنفيذ لاثنتي عشرة ساعة واستمرار المباحثات طوال هذه الساعات للتوصل للحظة التنفيذ، نفى صلاح وجود معوّقات أمام التنفيذ أو بنود عالقة، وقال إن "المعوّقات خلال الأيام الماضية تمثلت بالاحتلال وقصف المخيم مرتين واستشهاد 12 شخصاً، وبقاء الطيران في سماء المخيم منذ الخميس، ما أدى إلى صعوبة بالدخول والتفاوض مع أهل المخيم".
وحول البنود التي اتُّفِق عليها قال إنها "مبنية على الوثيقة المعلنة من مطلقي المبادرة الثلاثاء الماضي، ويُعمّل على تطبيقها بنداً بنداً"، وأضاف: "ما نستطيع تطبيقه وإنجازه نعلنه في حينه، فالعمل والإنجاز ما يتحدث عن نفسه وليس في الإعلام". وأكد صلاح أن طواقم الكهرباء عملت منذ الصباح على إعادة الكهرباء إلى المخيم، كذلك أزالت الطواقم النفايات المتراكمة في مناطق المخيم المختلفة، وأعادت المياه إلى منازله.
ونفى صلاح في إجابة عن سؤال لـ"العربي الجديد" أي نص ينتشر على مواقع التواصل الاجتماعي يورد تسليم المسلحين لأنفسهم، مشيراً إلى أن في وثيقة المبادرة بندين رئيسيين هما: إخفاء المظاهر المسلحة العلنية في المخيم، وأن تعيد قوى الأمن النظر في تعاملها مع الأزمة، وهو ما رحّب به الطرفان.
وكانت السلطة الفلسطينية قد قالت إن عملية "حماية وطن" انطلقت "لفرض القانون والنظام، وملاحقة الخارجين عن القانون" بحسب توصيفها، وسرعان ما أخذت البيانات الرسمية لأجهزة الأمن والناطق باسمها العديد من التوصيفات الأخرى مثل "الإرهاب" و"داعش" وعبث إيران في المشهد الداخلي، بينما أكدت فصائل المقاومة في العديد من البيانات أن الحملة الأمنية تسعى لإنهاء حالة المقاومة في المخيم وملاحقة المقاومين.
وانطلقت الحملة الأمنية إثر توتر نجم عن اعتقالات نفذتها أجهزة السلطة الأمنية بحق نشطاء في مخيم جنين ينتمون إلى حركة الجهاد الإسلامي، تبعها استيلاء أفراد "كتيبة جنين" على مركبتين، إحداهما تعود للارتباط العسكري الفلسطيني والأخرى لوزارة الزراعة. وقتل خلال الاشتباكات 15 فلسطينياً، بينهم ستة من أجهزة الأمن وثمانية من المخيم، بينهم الصحافية شذى الصباغ، ويزيد جعايصة، أحد قادة كتيبة جنين.