بدء التصويت في الجولة الثانية للانتخابات التشريعية في فرنسا

بدء التصويت في الجولة الثانية للانتخابات التشريعية في فرنسا

19 يونيو 2022
اختبار صعب لماكرون للحفاظ على الأغلبية في البرلمان الفرنسي (Getty)
+ الخط -

افتتحت، صباح اليوم الأحد، مراكز الاقتراع في البر الرئيسي لفرنسا، لإجراء الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية، بعد دورة أولى جرت في 12 يونيو/حزيران الحالي، ودورتين لانتخابات الرئاسة في إبريل/نيسان، أبقتا إيمانويل ماكرون في الإليزيه خمس سنوات إضافية.

ودُعي نحو 48 مليون ناخب للتصويت، في ظل موجة الحر التي تشهدها فرنسا، لكن يتوقع أن يكون الامتناع عن التصويت كبيراً، وبلغ الإقبال على التصويت حتى الظهر 18.99%، أي أعلى قليلاً من 18.43% في مثل هذا الوقت من التصويت في الجولة الأولى من الانتخابات يوم الأحد الماضي، ومن 17.75% في انتخابات عام 2017. ومن المتوقع ظهور المؤشرات الأولية في الساعة الثامنة مساء (18:00 بتوقيت غرينتش).

ويتوجه الفرنسيون إلى صناديق الاقتراع منهكين، ليس فقط من ثلاث دورات انتخابية سابقة متقاربة، بل من ارتفاع حدة السجالات والملاسنات والتحريض الانتخابي، واستمرار شيطنة المتنافسين بعضهم بعضا، مع إفراز الرئاسيات لثلاثة أقطاب جدد، أصبحوا يحتكرون المشهد السياسي في البلاد: حزب ماكرون "الوسطي"، الجمهورية إلى الأمام (أو "النهضة")، واليسار الراديكالي بزعامة جان لوك ميلانشون، واليمين المتطرف بقيادة مارين لوبان.

ويبدو فارقاً هذه المرة، ومنذ عقود، اختلاف أجندات هذه الأقطاب السياسية والاجتماعية والاقتصادية، جذرياً، من دون أن تثير كثيراً حماسة الناخبين.

وتفسَّر النسبة المرتفعة للامتناع عن التصويت في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية لهذا العام، التي بلغت 52.49%، بالإحباط العام الشعبي من "الانحدار" السياسي الذي يرى الفرنسيون أن بلادهم وصلت إليه، معطوفاً على الأزمة الاقتصادية، فضلاً عن ضعف تقليدي لاهتمام الفرنسيين بالتشريعيات، مقارنة بانتخابات الرئاسة أو المحليات.

وحصل تحالف ميلانشون "الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد" (نوبس)، المؤلف من حزب ميلانشون "فرنسا الأبية" والاشتراكي وحزب البيئة والشيوعي، في الدورة الأولى على 25.78% من الأصوات، مقابل 25.75% لتحالف الرئيس، بحسب تعداد "فرانس أنفو".

ويحاول ميلانشون فرض تعايش حكومي على الرئيس الفرنسي، وفي أقل الأحوال، الحصول على مقاعد في الجمعية الوطنية تخوّله عرقلة المشاريع "الإصلاحية" لحكومة ماكرون، فيما تسعى لوبان إلى احتكار "المعارضة الحقيقية"، كما تقول، وتشكيل كتلة نيابية للمرة الأولى في البرلمان (أكثر من 15 نائباً).

ويتوقع منظمو استطلاعات الرأي أن يحصد معسكر ماكرون أكبر عدد من المقاعد، لكنهم يقولون إنه ليس من المؤكد بأي حال من الأحوال الوصول إلى العدد المطلوب لتحقيق أغلبية مطلقة، وهو 289 مقعداً.

وتشير استطلاعات الرأي أيضاً إلى أن اليمين المتطرف سيسجل على الأرجح أكبر نجاح برلماني منذ عقود، في حين قد يصبح تحالف موسع من اليسار والخضر أكبر جماعة معارضة، وقد يجد المحافظون أنفسهم أصحاب نفوذ كبير.