استمع إلى الملخص
- أدانت حركة حماس اقتحام وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير للحرم واعتبرته انتهاكًا خطيرًا، داعية الشعب الفلسطيني للتصدي لهذه الانتهاكات التي تهدد المقدسات الإسلامية والمسيحية.
- أشار غسان الرجبي إلى أن الإغلاق يأتي ضمن سياسة التقسيم الزماني والمكاني، مع زيادة أيام الإغلاق إلى 12 يومًا هذا العام، محذرًا من تحويل المسجد إلى كنيس يهودي.
أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، عصر اليوم الجمعة، الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، ويستمر الإغلاق حتى مساء غدٍ السبت، فيما بدأت جماعات المستوطنين التحضير للفعاليات الاستيطانية بحجّة الاحتفال بما يسمى عيد "سبت حكاية سارة" وهو عيد يهودي خاصّ تمارس طقوسه في البؤر الاستيطانية بالخليل.
واقتحم آلاف المستوطنين، من بينهم وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، الجمعة، الحرم الإبراهيمي. ووفق ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" فقد أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد ظهر الجمعة، الحرم الإبراهيمي أمام المصلين المسلمين، واستباحته أمام المستوطنين بذريعة الأعياد اليهودية.
حماس: اقتحام بن غفير الحرم الإبراهيمي في الخليل انتهاك خطير
في الأثناء قالت حركة حماس إن اقتحام بن غفير للحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، "برفقة الآلاف من المستوطنين القتلة؛ هو انتهاك خطير يأتي في إطار الجرائم المتواصلة، ومشاريع التهويد التي تتهدد مقدساتنا الإسلامية والمسيحية في الضفة المحتلة والقدس".
وأضافت في بيان "تواصل حكومة الاحتلال الإرهابية مساعيها لتنفيذ مخططاتها الإجرامية في الضفة المحتلة، وإطلاق يد مستوطنيها الفاشيين، ووقف آليات محاسبتهم على جرائمهم بحق شعبنا ومقدساتنا"، مشيرة إلى أن "هذه الإجراءات الخطيرة، تستدعي من شعبنا المرابط في الضفة الغربية، الانتفاض لكسر هذه الحلقة من الإرهاب والغطرسة، ومواصلة التصدي لمشاريع الاحتلال ومستوطنيه، وتدفيعهم ثمن ما يرتكبونه من جرائم وانتهاكات".
ويتعامل الاحتلال منذ ساعات اليوم حتى مساء غدٍ مع الأحياء المغلقة بالبلدة القديمة على أنها "مناطق عسكرية مغلقة"، إذ يمنع على سكّانها الحركة فيها أو التنقل بين الأحياء، أو الخروج عبر الحواجز المنتشرة الفاصلة بين مناطق "تل الرميدة، حارة جابر، حارة السلايمة، شارع الشهداء، واد الحصين، محيط الحرم الإبراهيمي، وأحياء البلدة القديمة"، وبالتالي، يجبر آلاف السكّان في المناطق المغلقة على البقاء في منازلهم وعدم الخروج منها، وما دون ذلك، فإنه يعرض حياتهم للخطر من المستوطنين المسلّحين في المكان الذين ينصبون فيه الحواجز ويفتّشون المارة وهم بلباس جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفق ما يقول الناشط في تجمع شباب ضد الاستيطان من منطقة تل الرميدة، عيسى عمرو لـ"العربي الجديد".
ويشير عمرو إلى أن سلطات الاحتلال أعلنت إغلاق حواجز المناطق المغلقة منذ الساعة السادسة من فجر اليوم حتى السادسة من فجر الأحد القادم، ما دفع سكّان المناطق إلى تقديم اعتراض لدى المحكمة الإسرائيلية، وصدور قرار يقضي بفتح حاجزين من بين حواجز الاحتلال المنتشرة، ورغم ذلك لم ينفّذ القرار من جيش الاحتلال.
ويقول عمرو الذي يسكن في حي تل الرميدة، إن "حافلات الجماعات الاستيطانية المستوطنة في خمس بؤر في البلدة القديمة بدأت حملات الحشد المبكّر على مواقع التواصل الاجتماعي لهذا العيد قبل نحو عشرة أيام، بهدف جلب أكبر عدد ممكن من المستوطنين القادمين من مستوطنات مناطق الخليل، ومستوطنات القدس، وبيت لحم. ويلفت عمرو إلى أنه منذ ساعات مساء أمس، حضر آلاف المستوطنين في مركبات خاصّة وحافلات وافدة من خارج الخليل، وتوزعت في مختلف مناطق الأحياء المغلقة، ونصب مستوطنو البؤر الاستيطانية في المناطق المغلقة الخيام لاستقبال ومبيت المحتفلين من اليهود المتطرفين، تحديدًا في منطقة شارع الشهداء. ويوضح عمرو أن ذلك كلّه يأتي في سياق دعم رسمي وحكومي إسرائيلي ومن الجماعات الاستيطانية، في ظلّ غياب منظومة دعم أو مواجهة فلسطينية، وفق تعبيره.
أما في الحرم الإبراهيمي وعلى نحو يخالف المعتاد سنويًا، فإنه في وقت سابق كان يعمل سدنة المسجد بعد صلاة عصر يوم الجمعة الذي يسبق ما يسمى "سبت سارة" على ترتيب أوضاع المسجد وحفظ سجّاد الصلاة والمصاحف في غرف تخزين داخل القسم الإسلامي، غير أن ما جرى اليوم هو منع قوات الاحتلال لرفع أذان صلاة العصر أو الصلاة في المسجد، وعدم السماح لسدنة المسجد القيام بأعمالهم في الحفاظ على مقتنيات المسجد الإسلامية، وفق ما يقول مدير مديرية الأوقاف والشؤون الدينية في الخليل، غسان الرجبي في حديث مع "العربي الجديد".
ويعتبر الرجبي أن هذا الإغلاق هو جزء من سياسة التقسيم الزماني والمكاني بحقّ المسجد، خاصّة وأنه يتزامن مع تجمهر أعضاء الجماعات الاستيطانية في محيط المسجد وحشدهم جميع المقدرات البشرية والمادية في سبيل تخريب المسجد وتغيير معالمه، كما أن الإغلاق يأتي بعد إجراءات مشدّدة أمنيًا، عبر الحواجز ونقاط التفتيش المؤدية لطريق المسجد من المدخل الرئيسي للبلدة، وسط استمرار إغلاق حاجز أبو الريش الواصل بين مناطق H2 جنوب المدينة مع المسجد والأحياء المحيطة فيه. ويشير الرجبي إلى أنه بهذا الإغلاق سيُمنع رفع الأذان في المسجد الإبراهيمي ثمانية أوقات خلال اليوم والغد، ما يعني زيادة مرّات منع رفع الأذان خلال الشهر الجاري نحو 40 مرّة، فيما منع الشهر الماضي 98 وقتًا.
وبهذا الإغلاق خلال اليوم والغد، يصبح عدد الأيام التي أغلق فيها الحرم الإبراهيمي هذا العام 12 يومًا بدلًا من عشرة أيام كما جرت العادة، وهي سابقة خطيرة لم تحدث طوال السنوات الماضية، وفق الرجبي، الذي أبدى تخوّفهم من تحويل هذه الزيادة في أيام الإغلاق لتصبح أمرًا واقعًا في السنوات القادمة، وسط تسارع في تنفيذ مخططات السيطرة على المسجد عبر تغيير معالمه الشكلية الخارجية من محاولة سقف صحن المسجد ورفع الأعلام الإسرائيلية عليه وتنفيذ حفريات في الحديقة المجاورة له، وصولًا إلى تغيير في معالمه الداخلية، عبر إزالة ثريّات الإنارة التاريخية، وذلك في القسم الإسلامي من المسجد، حيث أن القسم المستولى عليه إسرائيليًا قد تغيّرت معالمه بوضوح على مدار السنوات الماضية.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قد قسّمت الحرم الإبراهيمي بعد المجزرة التي ارتكبها المستوطن المتطرف باروخ غولدشتاين بحقّ المصلين في المسجد فجر الـ25 من فبراير/شباط عام 1994 بواقع 63% لليهود الذين حوّلوا المسجد إلى كنيس، و37% للمسلمين، وتواصلت منذ ذلك الحين لليوم مراحل التهويد بمختلف الوسائل عبر تعليق الاحتلال لخريطة داخل قسم المسجد الذي يستولي عليه الاحتلال تُظهر الحرم الإبراهيمي بلا مآذن، وهي رسالة واضحة لنيّة الاحتلال تحويله إلى كنيس يهودي بالكامل.