بايدن يُخلّص خصوم ترامب من "الانتقام" ويوصي الأميركيين بـ"الأمل"

20 يناير 2025
الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، 25 يناير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أصدر الرئيس جو بايدن عفواً وقائياً لمجموعة من المسؤولين، منهم الجنرال مارك ميلي والطبيب أنتوني فاوتشي، لحمايتهم من الملاحقات القانونية المحتملة، في ظل تهديدات الرئيس القادم دونالد ترامب.

- عبّر ميلي وفاوتشي عن امتنانهما لبايدن، حيث أشار ميلي إلى زوال قلقه من الانتقام، وأكد فاوتشي عدم ارتكابه أي جرم. سبق لبايدن أن منح عفواً لنجله هانتر بايدن.

- اختتم بايدن يومه الأخير كرئيس بزيارة إلى كارولاينا الجنوبية، حيث كرّم مارتن لوثر كينغ جونيور ودعا للحفاظ على الأمل ومكافحة إساءة استخدام السلطة.

منح الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي غادر البيت الأبيض اليوم الاثنين، عفواً "وقائياً" لمسؤولين وموظفين حكوميين، بغية حمايتهم من الإجراءات القانونية "غير المبررة وذات الدوافع السياسية". العفو الصادر قبل ساعات معدودة من تسليم بايدن خصمه الجمهوري، دونالد ترامب، السلطة، أتى على خلفية تعهّد الأخير بـ"الانتقام" من خصومه السياسيين؛ حيث شمل العفو رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق، الجنرال مارك ميلي، والطبيب الشهير الذي صاغ استراتيجية إدارة بايدن لمكافحة وباء كورونا، أنتوني فاوتشي، بالإضافة إلى مسؤولين كانوا جزءاً من لجنة التحقيق في الهجوم على الكابيتول في السادس من يناير/كانون الثاني 2021، وعناصر الشرطة الذين أدلوا بشهاداتهم أمام اللجنة عينها.
من جهته، عبّر الجنرال المتقاعد مارك ميلي، عن امتنانه للرئيس الأميركي المنتهية ولايته، على العفو الذي أصدره، لافتاً إلى أنه "لم يعد يشعر بالقلق من التعرض للانتقام". أمّا الطبيب فاوتشي فتشارك مع ميلي بالامتنان، مشدداً على أنه "لم يرتكب أي جرم يستوجب تقديمه للمحاكمه".
وفي خضم إصداره العفو، ادعى بايدن أنه يؤمن "بسيادة القانون" وأنه موقن أن "قوّة النظام القضائي هي التي ستسود في نهاية المطاف على المناقشات السياسية"، مستدركاً "نعيش ظروفاً استثنائية"، ولهذا "لا أستطيع، بضمير مرتاح، الوقوف مكتوف اليدين"، على حدّ تعبيره. وعدّ الرئيس المُغادر تعرض موظفين حكوميين للتهديد والترهيب "لقيامهم بواجبهم بأمانه"، أمراً "مثيراً للقلق"، لا سيما وأن بعضهم "تعرض للتهديد بالملاحقة القضائية".
ولم يكن العفو في آخر يومٍ لبايدن في السلطة هو الأوّل من نوعه؛ إذ منح مؤخراً العفو لنجله هانتر بايدن الذي واجه مشكلات مع القضاء، وعُد "هدفاً" للجناح اليميني المتشدد في الولايات المتحدة. 

وفي وقتٍ سابق أمس الأحد، توّجه بايدن إلى ولاية كارولاينا الجنوبية، ليختتم يومه الأخير في رئاسة البلاد، ومن هناك حضّ الأميركيين على "الحفاظ على الإيمان في أيام أفضل مقبلة"، مستغلاً ذكرى العيد الوطني لتكريم "رمز الحقوق المدنية"، مارتن لوثر كينغ جونيور، في قدّاس نُظّم في الكنيسة المعمدانية التبشيرية الملكية، وهي كنيسة تاريخية لذوي البشرة الملوّنة في شمال تشارلستون.
وفي خلال خطابه في القدّاس بالمدينة التي عانت العبودية والتمييز العنصري، وشهدت مذبحة مروعة ارتكبها عنصريّ أميركي، بحق مرتادي الكنيسة من ذوي البشرة الملونة، وعد بايدن الأميركيين بأنه "لن يذهب إلى أي مكان"، قائلاً للمصلين إن أميركا "ينبغي أن تظل ملتزمة ويجب أن نحافظ دائماً على الإيمان بيوم أفضل مقبل". 
وعملياً، فإن بايدن الذي يُحسب على الكاثوليكيين المتدينين، اختار قضاء آخر يوم له في المنصب في الكنيسة البروتستانتية، مدعياً أمام المصلين بأنه "في كلِ مرّة أقضي فيها وقتاً في كنيسة للسود أفكر في أمر واحد: الأمل". وكما أضاف "اعتاد والدي على القول إنّ الخطيئة الكُبرى هي إساءة استخدام السلطة"، في إشارة ضمنية إلى ترامب، الذي لمْ يسمه صراحة.
إلى ذلك، ختم بايدن كلمته أمام المصلين، في الولاية التي يُشكل معظم سكانها أميركيون من أصول أفريقية، وأسهمت في فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2020، قائلاً إن "الإيمان يعلّمنا أن أميركا التي نحلم بها، هي دوماً أقرب مما نعتقد"، موصياً بالحفاظ على الإيمان بـ"أيام أفضل".

(أسوشييتد برس، وفرانس برس)

المساهمون