أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الأربعاء، عن تمويل جديد لتعزيز الديمقراطيات حول العالم خلال قمة دولية نظمها البيت الأبيض، لكن عشرات الدول امتنعت عن الانضمام لإعلان القمة الذي يحدّد الالتزامات بالمبادئ الديمقراطية.
ووسط انتقادات بضآلة إنجاز حكومته في ما يتعلق بالنهوض بحقوق الإنسان والديمقراطية من خلال سياستها الخارجية، أعلن بايدن عن تمويل مزمع بقيمة 690 مليون دولار للمساعدة في مكافحة الفساد، ودعم إجراء انتخابات حرة ونزيهة، وتوفير تكنولوجيا متقدمة لدعم الحكومات الديمقراطية.
وقال بايدن مخاطباً قمة "من أجل الديمقراطية" التي نظمها البيت الأبيض بمشاركة أغلبها عبر الإنترنت: "إننا نغير مجرى الأمور هنا. كما نقول كثيراً، إننا نقف عند منعطف في التاريخ، إذ ستؤثر القرارات التي نتخذها اليوم بالتأكيد على مسار عالمنا خلال عدة عقود قادمة".
وعلى الرغم من دعوة قادة 120 دولة للمشاركة، لم يحظَ إعلان القمة في البداية إلا بتأييد 73 دولة فقط. ويتضمن الإعلان دعم المبادئ الأساسية للديمقراطية، مثل الانتخابات الحرة والنزيهة والتنديد بروسيا لغزوها أوكرانيا.
واختارت 12 دولة، منها الهند وإسرائيل والفيليبين، عدم المشاركة في جزء من النص يدعم محاسبة منتهكي حقوق الإنسان ويقر بأهمية المحكمة الجنائية الدولية.
وجاء في الإعلان: "لمواجهة التحديات المتزايدة للديمقراطية في جميع أنحاء العالم، نلتزم بتعزيز المؤسسات والعمليات الديمقراطية".
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إنّ الإعلان ما زال مفتوحاً، ولا يزال بوسع المزيد من الدول المصادقة عليه.
وأضاف المسؤول الذي أدلى بتصريحات للصحافيين بشرط عدم نشر هويته: "كما هو الحال مع أي بيان مشترك، يمكن أنّ تكون المفاوضات شاقة في بعض الأحيان. وفي هذه الحالة، كنا نتعامل مع عدد كبير جداً من الحكومات".
وكان بايدن قد أعلن تقديم أكثر من 400 مليون دولار في برامج مماثلة عام 2021، حين عقد أول قمة من أجل الديمقراطية.
ويقول مدافعون عن حقوق الإنسان إنّه ليس هناك أدلة تُذكر على أنّ البلاد المشاركة في القمة أحرزت تقدماً في تحسين ديمقراطيتها، وإنه ليس هناك آلية رسمية لإلزام المشاركين بالتعهدات المتواضعة التي قطعوها على أنفسهم في القمة الأولى.
ومن بين عدة تحركات في الآونة الأخيرة تناقضت مع تأكيدات بايدن المتكررة أن الديمقراطيات أصبحت أقوى، سعت الحكومة الاتلافية في إسرائيل بزعامة بنيامين نتنياهو لإضعاف السلطة القضائية.
وعبر نتنياهو، وهو واحد من بين 85 من القادة خاطبوا القمة أمس الأربعاء، عن ثقته بإمكانية التوصل إلى حلّ وسط مع المعارضة بشأن خطته لإجراء تعديلات قضائية، بعدما قوبلت الخطة المثيرة للخلاف بتوبيخ شديد من بايدن.
من ناحية أخرى، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمزيد من الأسلحة لمساعدة بلده في هزيمة روسيا.
وقال زيلينسكي: "يجب أن يخسر أعداء الديمقراطية".
(رويترز)