بايدن يستبعد إدانة ترامب... و"الشيوخ" يتسلّم رسمياً القرار الاتهامي

بايدن يستبعد إدانة ترامب... ومجلس الشيوخ يتسلّم رسمياً القرار الاتهامي تمهيداً للمحاكمة

26 يناير 2021
حمل النواب القرار الاتهامي وساروا به في موكب وسط صمت مهيب (فرانس برس)
+ الخط -

ذكرت شبكة "سي أن أن" أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن عبّر، يوم الإثنين، عن اعتقاده بأنه لن تكون هناك أصوات كافية لإدانة سلفه دونالد ترامب في محاكمته بمجلس الشيوخ في إطار مساءلته.

وقالت الشبكة إنّ بايدن أبدى تشككاً في أن يصوّت لإدانة ترامب 17 عضواً جمهورياً بمجلس الشيوخ، وهو العدد اللازم لهذه الخطوة، إذا صوّت جميع الديمقراطيين الخمسين لصالح الإدانة.

وكان مجلس الشيوخ الأميركي قد تسلّم، الإثنين، رسمياً، القرار الاتّهامي، الذي أصدره مجلس النواب بحقّ ترامب، لمحاكمته برلمانياً بتهمة التحريض على اقتحام الكابيتول، لينطلق بذلك أول إجراء في تاريخ الولايات المتحدة يرمي إلى عزل رئيس سابق.

وقد حمَل النواب التسعة الذين عيّنتهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي "مدّعين عامّين" في المحاكمة المرتقبة للرئيس السابق؛ القرار الاتهامي وانتقلوا به في موكب سار وسط صمت مهيب من مجلس النواب إلى مجلس الشيوخ، مخترقين الردهات المزينة باللوحات والتماثيل نفسها التي اجتاحها أنصار ترامب في 6 يناير/كانون الثاني.

ثم تلا رئيسهم جايمي راسكين التهمة الموجّهة إلى الرئيس السابق، والتي لا يزال وقعها شديداً على أعضاء مجلسي الكونغرس الذين كانوا شهوداً لا بل هدفاً لأعمال العنف. وأعلن النائب الديمقراطي عن ولاية ميريلاند أن ترامب حرّض "على العنف" و"عرّض أمن الولايات المتحدة ومؤسساتها للخطر الشديد"، مشيراً خصوصاً إلى ما أدلى به الرئيس السابق من "تصريحات خاطئة" أنكر فيها فوز خصمه جو بايدن في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني.

وترامب متهم بتحريض أنصاره على مهاجمة مقر الكونغرس، في وقت كان أعضاؤه يصادقون على فوز بايدن بالرئاسة. وقبيل الهجوم الذي خلّف خمسة قتلى، قال ترامب مخاطباً المتظاهرين: "لن تستعيدوا بلادكم مطلقاً إذا كنتم ضعفاء. يجب أن تظهروا القوة وأن تكونوا أقوياء".

وبعد أسبوع على الهجوم، صوّت مجلس النواب في 13 يناير/ كانون الثاني على توجيه التهمة إلى ترامب، ضمن آلية عزل. وأثارت مشاهد العنف صدمة في الولايات المتحدة، ودفعت العديد من الجمهوريين إلى التنديد بسلوك الملياردير المتقلّب.

لكن إدانته في مجلس الشيوخ في هذه المرحلة تبدو غير مرجحة، إذ لا يزال يحظى بشعبية كبيرة لدى ناخبيه، وبدعم أعضاء أساسيين في مجلس الشيوخ.

وبات الديمقراطيون يسيطرون على الكونغرس، لكن غالبيتهم ضعيفة جداً في مجلس الشيوخ المنقسم بالتساوي بين خمسين مقعداً لهم وخمسين مقعداً لخصومهم الجمهوريين، وفي حال التعادل في أي عملية تصويت، يمكن لنائبة الرئيس كامالا هاريس ترجيح الكفة لصالحهم.

لكن إدانة ترامب تتطلب 67 صوتاً، وهو هدف يبدو من الصعب تحقيقه. وإن كان زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل لم يستبعد التصويت لصالح إدانة الرئيس السابق، إلا أنه لا يعتزم الضغط على الجمهوريين بشكل علني.

وقال السناتور الجمهوري ماركو روبيو، الأحد، لمحطة "فوكس نيوز"، "إنها محاكمة غبية"، محذراً من أن "النيران مشتعلة حاليا في البلاد والأمر أشبه بصبّ الزيت على النار".

ويأمل البعض حتى بعرقلة بدء المحاكمة، معتبرين أن محاكمة رئيس سابق أمر غير دستوري.

ورد زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، أن هذه الحجة "سخيفة" لأن هذه "النظرية (...) تعود إلى إعطاء "تذكرة تبرئة" دستورية لأي رئيس يرتكب جرمًا يستوجب العزل".

والسناتور ميت رومني، أحد أشد منتقدي ترامب، هو من الجمهوريين القلائل المؤيدين لآلية العزل، من غير أن يعلن حتى الآن كيف يعتزم التصويت. وكان هذا المرشح السابق للرئاسة، الجمهوري الوحيد الذي صوت لإدانة ترامب خلال محاكمته ضمن آلية العزل الأولى في فبراير/ شباط 2020 على خلفية القضية الأوكرانية. وتمت تبرئة الرئيس في ذلك الحين.

المحاكمة في 9 فبراير/ شباط

وفي حين ترأّس رئيس المحكمة العليا القاضي جون روبرتس محاكمة ترامب الأولى، فإنّ محاكمته الثانية سيترأّسها الرئيس الموقت لمجلس الشيوخ باتريك ليهي، وهو خيار تقليدي لآليات العزل التي تستهدف مسؤولين غير الرئيس، بحسب ما أوضحه السناتور الديمقراطي، غير أنه يلقى احتجاجات من بعض الجمهوريين.

وتم إرجاء المحاكمة إلى التاسع من فبراير/ شباط، بموجب اتفاق بين الجمهوريين والديمقراطيين. فهذه المهلة تسمح من جهة لترامب بإعداد دفاعه، كما تتيح لجو بايدن الانطلاق برئاسته مع تثبيت المزيد من أعضاء إدارته في مناصبهم وإقرار مشاريع قوانين أولى في الكونغرس.

الحرس الوطني باقٍ في واشنطن حتى منتصف مارس/ آذار

وعلى صعيد متصل، أعلن مسؤولون في البنتاغون، الإثنين، أنّ الآلاف من جنود الحرس الوطني الأميركي الذين تم نشرهم في واشنطن لحماية حفل تنصيب جو بايدن، سيبقون في مواقعهم حتى منتصف مارس/ آذار بسبب "تهديدات" مستمرّة.

ولم يقدّم المسؤولون معلومات محددة عن هذه التهديدات، مشيرين إلى أنّ المعلومات جاءت من مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي".

لكنّ واشنطن لا تزال قلقة من احتمال حدوث مزيد من أعمال العنف، خاصة قبل البدء بمحاكمة ترامب.

تقارير دولية
التحديثات الحية

وقال القائم بأعمال وزير الدفاع جون ويتلي، إنّه ومسؤولين آخرين جرى إطلاعهم على مخاطر محتملة، تحيط بمناسبات "عدة" في واشنطن خلال الأسابيع المقبلة.

وأوضح أنّ المسؤولين الأمنيين قلقون من احتجاجات، "قد تستخدمها جهات فاعلة خبيثة" أو من "مشكلات أخرى قد تظهر".

ولدى سؤاله عن التهديدات، أحال ويتلي المراسلين إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي لم يردّ على طلبات للتعليق.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)