بايدن لا يوقف "جدار" ترامب... وخيبة أمل على الحدود

بايدن لا يوقف "جدار" ترامب... وخيبة أمل على الحدود

17 ابريل 2021
تريد إدارة بايدن إغلاق الفجوات في الجدار (Getty)
+ الخط -

أعاد سماح قاضٍ في تكساس الثلاثاء الماضي، للحكومة الأميركية بالاستيلاء على جزء من أرض على الحدود الجنوبية لأميركا، تسليط الأنظار على إمكانية مواصلة الإدارة الحالية العمل على الجدار الحدودي الذي يعتبر أحد رموز ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب. وذكرت مجلة "بوليتيكو"، أمس الأول الخميس، أنه على الرغم من أن بايدن وعد بوقف الاستحواذ على أراضٍ من أجل مواصلة العمل بالجدار الحدودي مع المكسيك، فإن وزارة العدل تواصل القيام بهذا الأمر، وذلك بسبب تجاوز الإدارة الأميركية مهلة الـ 60 يوماً التي فرضتها على نفسها لمراجعة الموارد المخصصة للجدار. وكان قاضٍ في تكساس سمح، الثلاثاء الماضي، للحكومة بالاستيلاء على جزء من أرض على الحدود، لأن إدارة بايدن لم تنه بعد الدعاوى القضائية التي تسعى للحصول على ممتلكات على طول الحدود.

وأشارت المجلة إلى أنه بعد مرور نحو 3 أشهر على تولي بايدن منصبه، فإن إدارته وضعت يدها على جزء من أرض قريبة من الحدود الأميركية الجنوبية، ما يغذي المخاوف من مواصلتها بناء أحد أكثر رموز ولاية ترامب: الجدار الحدودي. وأوضحت أن الحكومة الأميركية صادرت، قبل أيام، ستة أفدنة من أرض تابعة إلى عائلة في مقاطعة هيدالغو بولاية تكساس، كانت إدارة ترامب رفعت دعوى قضائية للسيطرة عليها للمساعدة في بناء الجدار. وأشارت إلى أنه بحسب وثائق ومقابلات فإن إدارة بايدن لم تسحب الدعوى، فيما قال مسؤولون في الإدارة الأميركية إنهم لم يفعلوا ذلك لأنهم لا يزالون في خضم مراجعة الموارد الفدرالية المستخدمة لبناء الجدار. وكان من المفترض أن تنتهي هذه المراجعة، التي أقرها بايدن في أول يوم له في منصبه، في 20 مارس/آذار الماضي.

كان بايدن قد تعهد بوقف بناء الجدار ومصادرة الأراضي

وقال رينالدو كافازوس، الذي أخذت الحكومة جزءا من أرض عائلته، "لقد أصبت بخيبة أمل كبيرة من جو بايدن. اعتقدت أنه رجل يحافظ على كلمته، لكن على ما يبدو أنه لا يحافظ عليها". وأضاف للمجلة، "لقد قال إنه لن تتم مصادرة المزيد من الأراضي لبناء الجدار. نحن نريده أن يحافظ على كلمته".

وعلى الرغم من وعد بايدن بالتراجع بسرعة عن سياسات ترامب المتعلقة بالهجرة، إلا أنه لم يتخذ أي إجراء بشأن العديد منها، إذ فشل في زيادة الحد الأقصى للاجئين المسموح لهم بالدخول إلى أميركا، وإلغاء الحظر المفروض على معظم المهاجرين على الحدود الجنوبية. وقال شخص يتشاور مع البيت الأبيض حول سياسة الهجرة، للمجلة، "يمكنهم الحصول على كل الأعذار التي يريدونها لكن من الصعب جداً النظر إلى ما يفعلونه الآن. هناك الكثير من الأشياء التي كان ترامب يفعلها".

وكان ترامب أكمل أكثر من 643 كيلومتراً من الجدار على طول الحدود الجنوبية قبل أن يغادر منصبه. ويعود ذلك إلى تذرعه بإعلان حالة طوارئ، ما سمح له بتحويل أموال من ميزانية وزارة الدفاع (البنتاغون) في 2019 و2020 لدفع تكاليف البناء في أربعة مواقع على طول الحدود المكسيكية. ووفق "مشروع الحقوق المدنية في تكساس"، الذي يمثل أصحاب الأراضي بمواجهة الدولة، فإنه لا يزال أمام المحاكم نحو 140 قضية ملكية، تسمح للحكومة الاتحادية بالسيطرة على أراضٍ خاصة للاستخدام العام.

وكان بايدن قد أعلن، في مقابلة في أغسطس/آب الماضي، أنه لن يبني "قدماً أخرى من الجدار" فحسب، بل سينهي قضايا السيطرة على الملكية أيضاً، موضحاً "اسحبوا الدعاوى القضائية. لن نصادر الأرض". لكن إدارته، التي لم توقف قضايا ترامب القضائية للاستيلاء على الأراضي اللازمة للجدار، أقرت بأنه يمكن الاستمرار ببنائه أو تعديله. وذكرت وزارة العدل، الشهر الماضي، أن إعلان بايدن "ترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية استئناف بعض جوانب المشروع". وأضافت، في بيان، "في الوقت الحالي، لم يتحدث وزير الأمن الداخلي (أليخاندرو مايوركاس) عن مستقبل الجدار الحدودي أو مشروع الطريق". وأوضحت أنها تسعى إلى تأخير البت بالقضايا بدلاً من إنهائها، لأن مراجعة بايدن لموضوع الجدار الحدودي لم تكتمل.

وقال مسؤول في الوزارة للمجلة إن "وزارة العدل سعت لمواصلة العمل على القضايا المعلقة، التي كانت الحكومة قد تقدمت فيها في السابق بطلبات لحيازة الأراضي على الحدود الجنوبية الغربية في ضوء إعلان بايدن إنهاء حالة الطوارئ الوطنية على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، والقيام بمراجعة متأنية لجميع الموارد المخصصة أو المعاد توجيهها لبناء جدار حدودي جنوبي" أميركا. وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي قالت، الأسبوع الماضي، إن "بناء الجدار ما زال متوقفاً، بينما تقوم الوكالات بوضع خطة للرئيس حول كيفية إدارة الأموال الفيدرالية".

لا يزال أمام المحاكم نحو 140 قضية ملكية أراضٍ

وربط المتحدث باسم مكتب الإدارة والموازنة عبد الله حسن، في تصريح لصحيفة "نيويورك تايمز"، أمس الأول، تأخير إصدار بايدن لخطته للجدار الحدودي بالتعقيدات الناجمة عن مختلف الدعاوى القضائية المرفوعة ضد إدارة ترامب لإعادة توجيه مليارات الدولارات من وزارة الدفاع والتخلي عن القوانين البيئية لتسريع بناء الجدار. وقال "في ظل هذه الظروف، تواصل الوكالات الفدرالية العمل على خطة لتقديمها إلى الرئيس قريباً".

وكان وزير الأمن الداخلي الأميركي، أليخاندرو مايوركاس، كشف، أخيراً، أن بايدن يبحث استكمال بناء الحائط الحدودي الجنوبي، الذي كان بدأه ترامب. وذكرت صحيفة "واشنطن تايمز" أن مايوركاس أبلغ موظفي الوزارة أنه قد يستأنف بناء الجدار بهدف "سد الفجوات" الموجودة حالياً فيه. وقال "على الرغم من أن الرئيس اتخذ قراره بوضوح تام، بإنهاء حالة الطوارئ التي تم بموجبها تخصيص أموال وزارة الدفاع لبناء الجدار الحدودي، إلا أن ذلك يترك لنا، كوزارة، المجال لاتخاذ بعض القرارات، لا سيما في ما يتعلق ببعض أجزاء الحائط وبعض المشاريع التي تحتاج إلى استكمال"، لافتاً إلى أن هذه الأجزاء تشمل "الفجوات والبوابات والمناطق التي اكتمل إنشاؤها في الجدار، إلا أن التكنولوجيا اللازمة لتشغيلها لم تكتمل بعد". يشار إلى أن بايدن كلّف نائبته كامالا هاريس بملف تدفّق المهاجرين إلى حدود الولايات المتحدة مع المكسيك، في إطار معالجة قضية سعي عشرات آلاف المهاجرين لدخول أراضي الولايات المتحدة.

المساهمون