بايدن يتعهد بإنهاء "الحرب الأبدية" في أفغانستان بأول خطاب أمام الكونغرس: استعدنا ثقة الأميركيين بالديمقراطية ولا نسعى إلى نزاع مع روسيا والصين

29 ابريل 2021
بايدن: لا نسعى إلى نزاع مع الصين أو روسيا (Getty)
+ الخط -

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الأربعاء، في أوّل خطاب له أمام الكونغرس، أنّ أميركا "تمضي قدماً مرّةً جديدة" بعد سلسلة من الأزمات الهائلة، معبّراً عن إرادته في الإصلاح، ومطمئناً في الوقت نفسه الصين وروسيا إلى أنه لا يسعى إلى النزاع معهما.

وعشية بلوغه محطة رمزية، هي أول مئة يوم من ولايته الرئاسية، قال بايدن: "بعد مئة يوم، يمكنني أن أقولها للبلاد: أميركا تمضي قدماً مرة جديدة"، واصفاً تفوق العرق الأبيض بأنّه "إرهاب".

وتحدث عن "دولة في أزمة" عندما تولى السلطة. أزمة صحية واقتصادية ولكن أيضاً اقتحام مبنى الكونغرس (الكابيتول) في السادس من يناير/ كانون الثاني من قبل أنصار دونالد ترامب، معتبراً أنه "أسوأ هجوم على ديمقراطيتنا منذ الحرب الأهلية".

وقال الرئيس الأميركي إنه استعاد ثقة الأميركيين في الديمقراطية بعد نحو 100 يوم من خلافته دونالد ترامب في المنصب، وفق ما أوردته "فرانس برس".

وظهر بايدن، في قاعدة مجلس النواب في حدث قُلِّص هذا العام، بسبب الجائحة، بينما انتظمت أمامه مجموعة صغيرة مختارة بعناية من المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين.

وللمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، كانت سيدتان تقفان خلف الرئيس أمام عدسات الكاميرات: الديمقراطية نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب وكامالا هاريس التي أصبحت في يناير/ كانون الثاني أول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس. وقال الرئيس قبل أن يبدأ خطابه تماماً وسط تصفيق حاد "حان الوقت".

واستطرد قائلاً: "أميركا مستعدّة للانطلاق. نحن نعمل مرّةً جديدة، نحلم مرّة جديدة، نكتشف مرّة جديدة، نقود العالم مرّة جديدة. لقد أظهرنا لبعضنا البعض وللعالم (أنّه) لا يوجد استسلام في أميركا". 

إصلاح الشرطة
ودعا الرئيس الأميركي مجلس الشيوخ إلى تمرير مشروع قانون رئيسي من أجل إصلاح الشرطة، يحمل اسم الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد، بحسب ما نقلته "رويترز".

وناشد الرئيس الكونغرس التصويت نهائياً على هذا النصّ الذي جرى تبنّيه في مجلس النواب. وقال بايدن: "أعرف أنّ للجمهوريّين أفكارهم الخاصّة. علينا أن نعمل معاً للتوصّل إلى إجماع، فلنُنهِ ذلك الشهر المقبل، في الذكرى السنويّة الأولى لوفاة جورج فلويد" في 25 مايو/ أيار 2020 اختناقاً تحت ركبة شرطيّ أبيض. 

الصين وروسيا
وأكّد الرئيس الأميركي عدم "السعي إلى نزاع مع الصين"، لكنّه عبّر في الوقت نفسه عن "الاستعداد للدّفاع عن المصالح الأميركيّة في المجالات كافّة". 

وقال: "خلال مناقشاتي مع الرئيس شي (جين بينغ)، أخبرته بأنّنا نؤيّد المنافسة"، ولكن في المقابل "سنحارب الممارسات التجاريّة غير العادلة" و"سنحافظ على وجود عسكريّ قوي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، و"لن نتخلّى عن الدفاع عن حقوق الإنسان".

وشدّد بايدن على أنّه لا يسعى إلى تصعيد التوتّرات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بعد أن فرض عقوباتٍ على موسكو بسبب مجموعة من المخاوف. 

وقال للكونغرس: "أوضحتُ لبوتين أنّنا لا نسعى إلى التصعيد، لكنّ أفعالهم لها عواقب".

الانسحاب من أفغانستان

وقال بايدن إنه أول رئيس أميركي يعرف معنى أن يكون نجله على جبهة حرب، مضيفاً أنّ القيادة الأميركية الحقيقية تعني إنهاء" الحرب الأبدية "في أفغانستان، مضيفاً أنّه "بعد 20 عاماً من الشجاعة والتضحية، حان الوقت لإعادة هؤلاء الجنود إلى الوطن".

وتعتزم الحكومة الأميركية، وفق ما أعلنه بايدن سابقاً، سحب كلّ قواتها من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر/ أيلول، تاريخ الذكرى العشرين لهجمات عام 2001 التي قادت واشنطن إلى إطاحة نظام "طالبان".

خطة اقتصادية وإصلاح نظام الهجرة
وشدّد على أنّ هذا الجهد الوطني يجب أن يُركّز الآن على إعادة بناء الاقتصاد ومحاربة عدم المساواة من خلال "أكبر خطّة عمل منذ الحرب العالميّة الثانية".

ودعا الرئيس الأميركي إلى زيادة المساهمات الضريبيّة بالنّسبة إلى الشركات والأميركيّين الأكثر ثراءً، وذلك من أجل تمويل خطته لمساعدة العائلات. 

وقال: "حان الوقت لكي تبدأ الشركات الأميركيّة وأغنى 1% من الأميركيّين في دفع نصيبهم العادل".

وتعهد بايدن بإصلاح نظام الهجرة، وقال في الخطاب: "لقد قدّم المهاجرون الكثير لأميركا خلال هذا الوباء - وطوال تاريخنا. البلد يدعم إصلاح نظام الهجرة. يجب أن نتحرك. دعونا نناقشه".

وكان بايدن قد وعد الناخبين الأميركيين، منذ طرح اسمه لرئاسة البلاد التي يشكل المهاجرون قسماً كبيراً من سكانها، بإجراء إصلاحات جذرية على نظام الهجرة الأميركي المعقد، الذي يعدّ واحداً من أكثر المواضيع الساخنة والمثيرة للجدل بين الأميركيين عموماً والسياسيين خصوصاً.

وبعد خلاص الولايات المتحدة من ترامب الذي أصدر قرارات متشددة ضدّ المهاجرين، يحاول المشرّعون التوصل إلى إصلاح هذا الملف، في عهد بايدن. وقد طرح نواب من الحزب الديمقراطي مشروع قانون شامل للهجرة، رفعوه إلى الكونغرس الأميركي (يضمّ مجلسي النواب والشيوخ).

خطة صحية وإنشاء وكالة حول الأمراض
وإن كان الخطاب الرئاسي في الكابيتول يشكل تقليداً راسخاً في الحياة السياسية الأميركية، فإنّ كلمة بايدن هذه السنة تجري في أجواء استثنائية حتّمتها الأزمة الصحية.

واعتبر بايدن أنّ خطة التطعيم ضدّ كوفيد-19 في الولايات المتحدة هي "واحدة من أعظم النجاحات اللوجستيّة" في تاريخ البلاد. 

وقال إنّ "أكثر من نصف البالغين تلقّوا جرعة واحدة على الأقلّ"، وإنّ "الوفيات بين كبار السنّ انخفضت 80% منذ يناير/ كانون الثاني". وأضاف بحذر: "لا يزال هناك عمل يتعيّن فِعله للتغلّب على الفيروس".

وتلقّى أكثر من 96 مليون شخص يمثلون حوالى 30% من المواطنين جرعتي اللقاح. 

وفي قرار عالي الرمزية، أعلنت السلطات الصحية، الثلاثاء، أنّ الأميركيين المحصنين لم يعودوا في حاجة إلى وضع الكمامات في الخارج إلا في الأماكن المكتظة.

ودعا بايدن الكونغرس إلى تمويل المزيد من الأبحاث لإنهاء مرض السرطان، داعياً إلى إنشاء وكالة جديدة لتطوير طرق للوقاية من أمراض مثل الزهايمر والسكري واكتشافها وعلاجها.

المساهمون