باكستان تقول إن الهند تخطط لضربة عسكرية وشيكة

30 ابريل 2025
قوات هندية في مدينة سري نكر بولاية جامو وكشمير، 29 إبريل 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تلقت باكستان معلومات استخباراتية عن نية الهند شن هجوم عسكري كرد فعل على هجوم في كشمير، مما زاد التوتر بين البلدين. دعا رئيس الوزراء الباكستاني الأمم المتحدة لحث الهند على ضبط النفس، مؤكداً استعداد باكستان للدفاع عن سيادتها.

- دعت الخارجية الأميركية الطرفين لعدم التصعيد، بينما دان الأمين العام للأمم المتحدة الهجوم في كشمير. تبادلت القوات الهندية والباكستانية إطلاق النار، وألقت الهند باللوم على باكستان التي نفت تورطها.

- أسقطت باكستان طائرة هندية بدون طيار، مما زاد التوترات. دعت الصين لضبط النفس والحوار، مشيرة إلى النزاع المستمر منذ 1947 حول كشمير.

أعلنت الحكومة الباكستانية اليوم الأربعاء أن لديها "معلومات استخباراتية جديرة بالثقة" تفيد بأنّ الهند تخطط لتوجيه ضربة عسكرية وشيكة إليها ردّا على هجوم مسلّح دموي وقع الأسبوع الماضي في الشطر الهندي من كشمير. وأتى هذا الإعلان بعد أن أعطى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الجيش "حرية التحرك" للرد على هجوم كشمير الذي حمّل مسؤوليته لباكستان.

وقال وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارار في بيان صدر قرابة الساعة الثانية (21,00 توقيت غرينيتش الثلاثاء) إنّ "باكستان لديها معلومات استخباراتية جديرة بالثقة تفيد بأنّ الهند تنوي شنّ هجوم عسكري خلال الـ24 إلى الـ36 ساعة المقبلة، مستخدمة حادثة باهالغام كذريعة واهية"، مشدداً على أنّ "أيّ عمل عدواني سيُقابل بردّ حاسم. الهند ستتحمّل المسؤولية الكاملة عن أيّة عواقب وخيمة في المنطقة!".

في المقابل، حضّ رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف الثلاثاء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس على "أن ينصح الهند بضبط النفس" في إقليم كشمير. وقال مكتب رئيس الوزراء بعد مكالمة هاتفية بين الأخير وغوتيريس "مع التشديد على أن باكستان ستدافع عن سيادتها ووحدة أراضيها بكل قوتها في حال اتخذت الهند خطوة مؤسفة، شجع رئيس الوزراء الأمين العام للأمم المتحدة على أن ينصح الهند بالتحرك في شكل مسؤول والتزام ضبط النفس".

وأفاد مصدر في الحكومة الهندية وكالة فرانس برس الثلاثاء بأن مودي أبلغ القوات المسلحة بأنها تتمتع "بحرية تحرك كاملة لتحديد أسلوب وأهداف وتوقيت ردنا على الهجوم الإرهابي على المدنيين في كشمير". ولفت إلى أن رئيس الوزراء أكد لقادة الجيش والأمن في اجتماع مغلق أن "الهند تعتزم توجيه ضربة ساحقة للإرهاب". وبحسب المصدر فإن مودي أعرب عن "ثقته التامة بالقدرات المهنية للقوات المسلحة الهندية"، ومنحها دعم حكومته الكامل.

في واشنطن، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية الثلاثاء أن الوزير ماركو روبيو سيحض نظيريه الهندي والباكستاني على عدم مفاقمة الوضع إثر الاعتداء الدامي في الشطر الهندي من إقليم كشمير المتنازع عليه. وصرحت تامي بروس للصحافيين "نمد اليد للطرفين ونطلب منهما، بالتأكيد، عدم مفاقمة الوضع"، موضحة أن روبيو "يأمل بالتحدث الى وزيري خارجية باكستان والهند اليوم أو غدا".

هجمات "غير مقبولة"

قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان إن غوتيريس دان "بشدة" الهجوم على السياح في مدينة باهالغام والذي أوقع 26 قتيلاً. وأضاف غوتيريس أن "الهجمات على المدنيين غير مقبولة تحت أي ظرف". على الرغم من عدم تبني أي جهة الهجوم، حمّلت نيودلهي إسلام أباد مسؤوليته. وحصيلة القتلى هي الأفدح لهجوم استهدف مدنيين في المنطقة ذات الغالبية المسلمة منذ أكثر من 20 عاماً.

في المقابل، نفت باكستان أي تورط لها ودعت إلى إجراء "تحقيق محايد" في ملابساته. ولليلة الخامسة على التوالي، أفاد الجيش الهندي بأن القوات الباكستانية فتحت النيران من أسلحة خفيفة على مواقعه قرب خط المراقبة في كشمير. وقال إن قواته "ردت بطريقة منضبطة وفعالة على الاستفزاز". ولم تعلن نيودلهي سقوط ضحايا. ولم تؤكد باكستان ذلك على الفور، لكن سكانا على الجانب الباكستاني من خط المراقبة صرحوا لفرانس برس بأنهم سمعوا إطلاق نار.

إسقاط مسيّرة

وفي الأثناء، أعلنت باكستان إسقاط طائرة استطلاع هندية بدون طيار في كشمير. وأفادت الإذاعة الباكستانية الحكومية الثلاثاء أن "باكستان تمكنت من إسقاط طائرة هندية رباعية المروحيات على طول خط المراقبة (الحدود القائمة في كشمير) وأحبطت انتهاك مجالها الجوي". ويخشى خبراء منذ أيام رداً عسكرياً من نيودلهي في حين أن الرأي العام في كلا الجانبين معبأ. في العام 2019، بعد هجوم أوقع قتلى في صفوف قواتها، نفذت الهند غارة جوية على أراضي باكستان التي ردت على ذلك.

ودعت الصين الثلاثاء جارتيها إلى "ضبط النفس" و"إدارة الخلافات من خلال الحوار" من أجل "الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين". منذ التقسيم في عام 1947 واستقلالهما، تتنازع الهند وباكستان السيادة على كامل إقليم كشمير. ويقاتل متمردون في كشمير منذ العام 1989 لتحقيق استقلال الإقليم أو إلحاقه بباكستان. وتتهم نيودلهي إسلام آباد منذ فترة طويلة بدعمهم. لكن باكستان تنفي ذلك وتقول إنها تكتفي بدعم نضال سكان كشمير من أجل تقرير المصير.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون