باكستان تتهم الهند بحادثة تسلل "مسلحين" من أفغانستان

28 ابريل 2025
جنود باكستانيون قرب الحدود مع أفغانستان، 27 يناير 2019 (فاروق نعيم/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن الجيش الباكستاني عن مقتل 54 من عناصر طالبان الباكستانية خلال محاولتهم التسلل من أفغانستان، حيث تم إعداد كمين بناءً على تقارير استخباراتية، مما أدى إلى محاصرتهم ومصادرة أسلحة.
- اتهمت باكستان الهند بدعم المسلحين، واعتبر وزير الداخلية الباكستاني أن قتلهم يُعد نجاحاً للقوات المسلحة، مشيراً إلى إفشال محاولات التسلل المدعومة من الخارج.
- أعرب زعماء القبائل البشتونية عن قلقهم من ربط الصراع مع الهند بالحدود الأفغانية، محذرين من تقارب كابول ونيودلهي، وشكك بعض المحللين في علاقة طالبان الباكستانية والهند.

أعلن الجيش الباكستاني، أمس الأحد، عن مقتل 54 من عناصر حركة طالبان الباكستانية خلال محاولتهم الدخول إلى باكستان عبر الحدود مع أفغانستان، في منطقة حسن خيل بمقاطعة شمال وزير ستان القبلية، واتهم الجيش ومسؤولون باكستانيون الهند بدعم المسلحين.

وقال مكتب العلاقات العامة في الجيش الباكستاني في بيان، أمس الأحد، إن عدداً كبيراً من المسلحين حاولوا الدخول إلى الأراضي الباكستانية من أفغانستان، وأشار إلى أن القوات الباكستانية كانت قد أعدت كميناً بناءً على تقارير استخباراتية عن محاولة تسلل عناصر طالبان الباكستانية، وأوضح البيان أن القوات المسلحة في المنطقة تمكنت من محاصرتهم، وأدت الاشتباكات لمقتل 54 من عناصر الحركة، كما صادرت قوات الجيش كمية كبيرة من الأسلحة والمتفجرات كانت بحوزتهم.

وشدد البيان على أنه في الوقت الذي يتجدد فيه الصراع بين باكستان والهند "يعبر هذا العدد الهائل من المسلحين الحدود مع أفغانستان من أجل القيام بأعمال إرهابية، هذا يثبت أنهم يفعلون ذلك بدعم هندي".

باكستان تتهم الهند

إلى ذلك، قال وزير الداخلية الباكستاني محسن نقوي، في مؤتمر صحافي، إن قوات الجيش تمكنت من قتل عشرات المسلحين، معتبراً ذلك نجاحاً كبيراً للقوات المسلحة الباكستانية في خضم الصراع القائم مع الهند. وأضاف نقوي أن "الاستخبارات الباكستانية كانت لديها معلومات موثوقة تؤكد أن مسلحي طالبان بأمر من داعميهم من الخارج يحاولون عبور الحدود الأفغانية ليقوموا بأعمال إرهابية كبيرة، لذا كانت القوات المسلحة على استعداد وعلى علم للتصدي لهم، وقد تم القضاء عليهم". وشدد الوزير على أن كل خطوة تقوم بها الهند من أجل النيل من باكستان يتم القضاء عليها وإفشالها، وما حدث في وزيرستان إحدى تلك الخطوات.

وربطت وسائل الإعلام الموالية للجيش في باكستان هذا الحادث بالصراع مع الهند، ورأت أن قتل هؤلاء المسلحين هو نجاح للقوات المسلحة الباكستانية في مواجهة الهند. وكان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف قد ربط أيضاً، في خطاب له قبل أيام في أحد مقرات الجيش الباكستاني، بين ما يحدث على الحدود مع أفغانستان وما يحدث على الحدود مع الهند، وأشار إلى أن أفغانستان تؤوي أيضاً أعداء باكستان ولا تؤمن بالتعامل على أساس حسن الجوار.

ومع أن الحكومة الباكستانية والجيش ووسائل الإعلام ترى في قتل هذا العدد من المسلحين نجاحاً كبيراً، وتعتبر ما يحدث على الحدود مع أفغانستان جزءاً مما ترسمه الهند، إلا أن زعامة القبائل البشتونية وبعض الإعلاميين والمحللين المنتمين إلى قبائل البشتون والبلوش يرون أن تلك ظاهرة خطيرة لا تنفع باكستان على المدى البعيد.

استعداء كابول

وقال الزعيم القبلي من وزيرستان عطاء الله خان وزير، لـ"العربي الجديد"، إنه "لا شك أن إسلام أباد تحت ضغط كبير جداً هذه الأيام بعد تجدد الصراع مع الهند، والأخيرة لا شك أنها دولة قوية من الناحية العسكرية ومن الناحية الاقتصادية، لذا هي تريد أن تستخدم كل خطوة صغيرة أو كبيرة لمصلحتها ضد الهند، لكن ربط الحدود الأفغانية بالهندية أمر خطير".

وأوضح الزعيم القبلي أن "أفغانستان حتى لو كانت لا تؤيد موقف الهند، فإن تعامل إسلام أباد معها هكذا سيقرب بين كابول ونيودلهي"، وأشار إلى أن تعامل باكستان "مع اللاجئين الأفغان غير إنساني" من جهة، ومن جهة ثانية "تقول إن ما يحدث على الحدود الأفغانية هو بأمر من الهند وبدعم منها"، مضيفاً "أنا أقول لو وقفت أفغانستان فعلاً مع الهند لا يمكن للقوات الباكستانية بأي حال من الأحوال الحفاظ على أراضي باكستان".

وأكد عطاء الله خان وزير أن المعلومات المتوفرة لديه تشير إلى أن "أعداد القتلى المسلحين أقل بكثير مما أعلنته الحكومة، وأن الكثيرين منهم هم من أبناء تلك المنطقة، أي من أبناء قبائل وزيرستان"، مشيراً إلى أن قتل الجيش الباكستاني أبناء القبائل هو أمر خطير وستكون له عواقب، حتى لو قال الجيش إن الهند تدعمهم وإن حكومة طالبان ضالعة في القضية، مشدداً على أنه "لا يمكن لأحد أن يسيطر بقوة السلاح على تلك القبائل".

من جهته، قال المحلل الأمني الباكستاني ممتاز علي شاه، لـ"العربي الجديد": "لا أدري لماذا صناع القرار في باكستان والجيش يعملان لأن تكون أفغانستان مثل الهند في صف الأعداء. إن أفراد طالبان الباكستانية هم أبناء المنطقة وهم أقوياء وأعدادهم كبيرة ويعبرون الحدود الأفغانية الباكستانية صباح مساء"، وشكك في وجود علاقة بين طالبان الباكستانية والهند قائلاً: "لا أعتقد أن هناك أي دليل يثبت علاقة طالبان الباكستانية بالهند، ولكن بلادنا تريد فقط أن تعلن بعض النجاحات في خضم الصراع مع الهند، بالتالي تربط بين ما يحدث على الحدود مع الهند وما يحدث على الحدود مع أفغانستان، وهو أمر خطير للغاية، أعتقد أن إسلام أباد في هذا الوقت العصيب، حيث يمكن شن حرب شاملة مع الهند في أي لحظة، هي بحاجة إلى دعم كابول وليس إلى العداء معها".

دلالات
المساهمون