باكستان: إدانات وغضب إثر مقتل زعيم ديني في هجوم انتحاري 

01 مارس 2025
من مكان الهجوم داخل الجامعة الحقانية في باكستان، 28 فبراير 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أثار مقتل المولوي حامد الحق حقاني في هجوم انتحاري خلال صلاة الجمعة غضباً واسعاً في باكستان، حيث استهدف الانتحاري المولوي أثناء خروجه من المسجد، مما أدى إلى مقتله وسبعة آخرين وإصابة نحو 20 شخصاً.

- أدانت الأوساط السياسية والدينية الحادثة، واعتبر رئيس الوزراء شهباز الشريف أنها خسارة كبيرة، بينما تباينت الآراء حول الجهة المسؤولة، حيث اتهمت بعض المصادر حركة طالبان الباكستانية، ورجح مراقبون تورط تنظيم "داعش".

- يرى المحللون أن الهجوم قد يكون من صنع "داعش" نظراً لمواقف المولوي الداعمة للجيش، ويثير الحادث تساؤلات حول أداء السلطات ومستقبل رجال الدين في باكستان.

أثار مقتل الزعيم الديني ونائب رئيس الجامعة الحقانية، كبرى المدارس والجامعات الدينية في باكستان، المولوي حامد الحق حقاني، في هجوم انتحاري أمس الجمعة، حالة غضب وشجب واسعين في الأوساط الباكستانية. فيما لم تتبنّ أي جهة المسؤولية عن الهجوم حتى الآن. وبينما أكدت حكومة باكستان بشكل غير رسمي أن حركة طالبان الباكستانية قد تكون وراء الهجوم الانتحاري، رأى مراقبون أن العلاقات بين الجامعة الدينية وطالبان الباكستانية لم تكن في أسوأ حالة كي تقتل طالبان، مرجحين أن يكون تنظيم "داعش" وراء الهجوم.

وكان الزعيم الديني المولوي حامد الحق نائب رئيس الجامعة وزعيم جمعية علماء الإسلام (فرع سميع الحق) قد قتل مع سبعة آخرين من رفاقه في هجوم انتحاري نفذ بسترة ناسفة خلال صلاة الجمعة داخل الجامعة الحقانية. وقالت الشرطة الباكستانية في التحقيقات الأولية لها إنه خلال صلاة الجمعة ولحظة خروج المولوي حامد الحق برفقة حراسه، حيث كان برفقته ستة من رجال الشرطة، علاوة على حراسه الشخصيين، فجر الانتحاري حزامه الناسف بالقرب منه، ما أدى إلى مقتله هو وعدد من رفاقه، كذلك أصيب نحو 20 شخصاً بجروح، بينهم ثلاثة من رجال الشرطة.

كذلك جاء في البيان الأولي للشرطة أن الانتحاري كان ينتظر الرجل قرب السلم الذي كان يربط المسجد بمنزله ومكان الضيافة، وقد عُثِر على أجزاء من جثمان الانتحاري، ويُعمَل على فحصها وإجراء التحقيق في القضية. كذلك بدأت الشرطة عملية بحث وتعقب في المنطقة المجاورة للمدرسة، من أجل معرفة من ساعد الانتحاري في الوصول إلى داخل المدرسة.

أيضاً، جاء في بيان الشرطة أن 23 من رجال الأمن كانوا مكلفين حراسة المدرسة، علاوة على ستة آخرين كانوا دائماً يرافقون المولوي حامد الحق، علاوة على الحراسة الشخصية للمدرسة وللرجل، ومع ذلك تمكن الانتحاري من دخول المدرسة ومكان إقامة الرجل، ما يثير تساؤلات عن الجهة التي ساعدته في الدخول والقضاء على الشخصية الدينة التي تلقت تهديدات بالقتل في الأيام الأخيرة بعد موقفها الشديد من الجماعات المسلحة والوقوف إلى جانب الجيش والقوات المسلحة.

إدانات وشجب

وشهدت الساحة الباكستانية إدانات لعملية قتل المولوي حامد الحق حقاني، حيث دان رئيس الوزراء شهباز الشريف، في بيان له، قتل الرجل، معتبراً ذلك خسارة كبيرة للبلاد، وأكد أن أعداء باكستان لا يحترمون المساجد والمدارس الدينية، ويحاولون النيل من كل من يعارضهم بأي طريقة كانت. كذلك أعربت الأحزاب الدينية والسياسية كلها، بما فيها حزب الشعب الباكستاني، وحزب حركة الإنصاف، والجماعة الإسلامية، وجمعية علماء الإسلام (فرع فضل الرحمن) عن أسفها لمقتل رجل الدين، معتبرة ذلك خسارة كبيرة للبلاد.

في الشأن ذاته، كتبت صحيفة "إيكسبريس" المحلية المقربة من الحكومة والمؤسسة العسكرية، أن مصادر أمنية أكدت لها أن طالبان الباكستانية هي التي تقف وراء هذا الهجوم بسبب مواقف الرجل الأخيرة ووقوفه مع الجيش والمؤسسة العسكرية، وأنها هددته في الفترة الأخيرة بسبب مواقفه.

لكن المراقبين يرون أن الهجوم لا يبدو أنه من صنع طالبان الباكستانية، بل من صنع تنظيم "داعش" الذي عادة ما يستهدف علماء الدين. وقال المحلل الأمني شفاعت علي لـ"العربي  الجديد"، إن الرجل "كان إلى جانب الجيش، وكان دائماً يحثه على الحوار مع طالبان الباكستانية، وكان له أيضاً علاقات مع الأخيرة، ولم يكن يشجع الجيش على الحرب ضدها، وعلى الضفة الأخرى كانت له مواقف شديدة حيال  تنظيم "داعش"، الذي له سوابق باستهداف علماء الدين". وأوضح علي أن الحكومة الباكستانية "تحاول أن تقلل من شأن "داعش" في باكستان، وتلوم طالبان الباكستانية، ولذلك سارعت إلى إلقاء اللوم عليها في ما يخص الهجوم، والساعات القادمة ستكشف الأمور، ويتضح الفاعل، ولكن الخسارة كبيرة والجامعة الحقانية تشكل رمزاً دينياً مهماً في باكستان، والهجوم عليها يطرح تساؤلات عن أداء السلطات الباكستانية ومستقبل رجال الدين.

دلالات
المساهمون